مقتدى الصدر . هل يغرد خارج سرب الغربان ؟ / جمعة عبدالله 

 في حوار شامل في قناة ( NRT ) كشف ( الصدر ) عن كل اوراقه السياسية , ووضعها على طاولة المقابلة التلفزيونية , ولم يترك شيئاً يعتب عليه إلا وتناوله  , في وجهات نظره وتصوراته , او في النقد اللاذع , ووضع كل تصورات السياسية الحالية , وانطباعته حول العملية السياسية , وهي تقترب من موعد الانتخابات مجالس المحافظات والنيابية العامة , وكذلك عقلية الاحزاب والكتل السياسية المتنفذة , في الحكومة والبرلمان , وخاصة الاحزاب الشيعية وتوجهاتها السياسية  . ان ما طرح خلال ساعة كاملة من المقابلة الحوارية , لمجمل الوضع السياسي والعملية السياسية واحزابها , يشكل انقلاب عن نظام المحاصصة الطائفية , وانقلاب في العملية السياسية برمتها , نحو الاصلاح والتغيير . قد يقول البعض ان مجمل ماطرح , يأتي بحسن نية , او في سوء نية , بهدف تلميع صورته في هذه المرحلة , التي تدنو وتقترب من موعد الانتخابات العامة , ولكن رغم هذا وذاك , يشكل ما طرح من اراء وتصورات ونقد لاذع , بأنها تواجه بمجملها  معارضة حادة ,  وترفضها جملة وتفصيلاً , حتى من بعض  اطراف التيار الصدري , لان ما طرح وكشف عنه , تضعهم في دائرة التساؤل والمحاسبة والاتهام , وكذلك تعلن بكل وضوح فشلهم وعجزهم , بأنهم يتلاعبون في مقدرات الوطن والشعب عبثاً ودماراً  , وتكشف عن عمق رؤيتهم الانانية الجشعة , في السلطة والنفوذ والمال , ومجمل ما جاء في المقابلة , تشكل لهم ضربة في الصميم لهم  , وان هذه الاطراف لا تقبل بالحد الادنى من الاراء المطروحة  في المقابلة , وليس لهم استعداد التنازل عن قيد انملة , مما حصلوا عليه من الغنائم والنفوذ والمال  , ولا يقبلوا بالاصلاحات البناءة , في كل الاحوال ومهما كانت الظروف والمبررات , لانهم بكل بساطة جميعهم دون استثناء , لا يريدون ولا يرغبون , باستقامة العملية السياسية على اسس معقولة وسليمة . ولا يمكن ان يستسلم لها الفاسدين بشكل طوعي ( الفاسد لا يمكن اصلاحه بكل الاحوال ) ان هذه الاراء والتصورات السياسية , هي من خضم مخاض العملية السياسية الهشة والمضطربة  , ومن مجمل عثرات العملية السياسية , التي اريقت بسببها انهار من الدماء من الابرياء , الذين وجدوا انفسهم بين فك الموت من سياسة النظام الطائفي المحاصصي  , والارهاب الدموي . قد يكون يكون هدف ما طرح في المقابلة التليفزيونية , بهدف الاصلاح ومعالجة الاخطاء الفادحة  , او بهدف تبيض وجه مقتدى الصدر وتياره الصدري  , ضمن الحملات الترويجية , لاقتراب موعد الانتخابات العامة . لذلك جاءت كأنه يغرد خارج سرب الغربان . واهم ما جاء فيها : 

1 - تحدث عن التسوية التاريخية , قال انها غير مجدية ومتأخرة وفاشلة , جاءت ما  بعد الوقت الضائع , بعد اريقت انهار من الدماء لمدة اربع سنوات  , جاءت الان , لغايات انتخابية صرفة , لكسب انتخابي , ولكن تساءل لمن ومن ؟ بأن الطرف الموجهة اليه مجهول , ولا يمكن ان تكون التسوية على حساب دماء الشهداء . 

2 - ذكر ان نسبة التزوير في الانتخابات السابقة تعدت نسبة 35% , في الانتخابات النيابية , وبعملية حسابية بسيطة , بأن اكثر من 100 مقعد برلماني ,  جاء باطل غير شرعي بالتزوير . 

3 - ذكر . بأن المنظومة السياسية في العراق , كلها فاسدة , لذلك ازادت الطين بلة ,  بالمزيد من اراقة الدماء والارهاب والفساد , ولا يمكن ان يتم اصلاح الفاسدين , إلا بالقلع ( المجرب لا يجرب ) ودعى الى  اختيار وجوه جديدة , سواء كانت الوجوه القديمة فاسدة , ام لا . 


4 - هناك جهات سياسية متنفذة , في الحكومة والبرلمان , تقف حجرة عثرة , وتعارض بشدة , تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة خارج الحزبية , عناصر تتمتع باختصاصات مهنية وتكنوقراطية غير متحزبة , بسبب تغيير الوجوه القديمة الحزبية , قد يؤدي الى تضيق الخناق على الفاسدين ومحاسبتهم 
5  - لا يمكن ان تجري العملية الانتخابية للبرلمان , بالوضعية الحالية الشاذة , التي تصب في صالح هذه الاحزاب والكتل السياسية الكبيرة  المتنفذة , لانها ستكون عملية سخيفة في اعادتهم من جديد , فيجب ان تكون الشروط العملية الديموقراطية ملائمة ومناسبة  ,  عادلة لضمان نزاهة الانتخابات للجميع ,  اولها :  تشكيل مفوضية جديدة مستقلة غير حزبية من العناصر التكنوقراط ذات الاختصاص والمهنة , ولا تنحاز لاي طرف سياسي , وثانياً اقرار قانون انتخابي عادل , يضمن العدالة للجميع بالتنافس الشريف , والكل يأخذ نصيبه العادل من الانتخابات , بهذا الشكل نكسر جدار عزوف الناس عن المشاركة الانتخابية  , لانهم يعتبرونها صورية , ومعروفة النتائج سلفاً , وضحك على الذقون , لذا يعزف الناس عن المشاركة بالمقاطعة الانتخابية . 

6 - تحدث عن جهات خارجية وداخلية فعالة , لا تريد ولا ترغب في تحرير الموصل آلآن , حتى لا يسجل لصالح العبادي , لذلك تحاول هذه الاطراف السياسية بكل جهد , تأجيل وعرقلة تحرير الموصل الى ما  بعد الانتخابات , حتى لا تخسر مصالحها ونفوذها في الانتخابات النيابية القادمة . 

7 - تطرق الصدر بصراحة , الى رفض اقحام الحشد الشعبي واشراكه  , في حروب خارج الحدود بكل الاحوال , لانه يخلق صعاب جديدة , في عنف الحروب الطائفية , وغرض هذه الدعوات بأرسال الحشد الشعبي خارج الحدود , حتى يظل الوضع الامني مرتبك غير مستقر , لان استقرار الوضع الامني , يضرب مصالحها , لانها تعيش وتنمو وتكبر , على التدهور والاضطراب الامني , بهدف كسب سياسي وانتخابي ................................. 

والله يستر العراق من الجايات