لو شاهدكم ( ابو ذر الغفاري ) لضربكم بالجزمة/ جمعة عبدالله           

الجامع المشترك بين احزاب نظام المحاصصة الحاكمة  , هو جمع واكتناز الدولار , بشهية الجائع المجنون , لم تخطر على البال والعقل والمنطق , وفاقت كل اساليب  الطرق المحرمة والشيطانية , حتى الشيطان يعتبر تلميذ صغير وساذج وابله , امام براعتهم الفائقة , في الشفط واللغف  , فقد فرهدوا الغالي والنفيس ,  بشهية السارق واللص والحرامي  , الى حد التخمة والاسهال ,  وفي قدرات الخارقة والهائلة  , في الاحتيال والاختلاس وشفط الميزانية المالية للدولة , وهم بأفعالهم الشيطانية هذه  , يعتبرونها شطارة وضربة معلم وذكاء الحرامي  , لذلك اهملوا كلياً الشعب المظلوم , وتركوه كالخرفان امام قطيع  وحشية الذئاب من ,  المليشيات الطائفية المسلحة , وتنظيم داعش الارهابي , الى  الموت والقتل والذبح , لقد مارس هذا الثنائي الوحشي ( المليشيات وداعش ) احترافية في  الموت الهمجي والبشع بكل اشكاله وانواعه  . والمواطن يداس بالاقدام بالاذلال ,  او بالتفجيرات الدموية , فالمواطن في العراق المصخم , يعاني الامرين , عصابات الجريمة والارهاب , والاعلام المزيف والمنافق , الذي يعتمد في رئته الاعلامية على دولار حيتان الفساد , ليزين الصورة السوداء , ويجعلها بالبياض الناصع , لاحزاب وزعماء الكتل السياسية المتنفذة  , التي كفرت بالعراق وبالدين وبكل القيم والمبادئ , واصبحت ملائكة عزرائيل والموت , ليضفي هذا الاعلام المأجور والمنحرف , على حيتان الفساد صفة التعظيم والقدسية والمجد المصخم  . والعراق ينهشه الخراب والدمار , والانفلات الامني . ولكن هؤلاء زعماء الصدفة للقدر الارعن والاعمى . رغم الجحيم ومرارة الحنظل , والاهمال والحرمان  , يتنعموا بالترف والنعيم وفردوس الجنة , وبعدما  انكشفت ادوارهم بالفشل الذريع ,  واصبحوا عراة , حتى من  ورقة التوت الاخيرة  , مازالوا بكل الغبطة والعنفوان والابتهاج من فتح مغارة ( علي بابا ) لهم حصراً وفقط , لم يتنازلوا عن ادوارهم الجهنمية , كأنهم باعوا دينهم وآخرتهم , ببريق الدولار , حتى ماتت ضمائرهم وتحجرت كالصخر  , لن يكفوا عن لعبتهم الخطيرة في تحطيم العراق , ورغم احترقت اوراقهم واصبحوا منظومة سياسية  فاسدة بكاملها  وكلهم  , ولم يرجى منهم سوى الخراب والدمار , مازالوا يطرحون المسرحيات الهزيلة التي جزع منها المواطن , وسأم منها لانها تحمل عناوين تحطيم العراق المنكوب  , فمازالوا في نشوة الابتكار والاختراع في مسميات التسويات , بالمصالحة او التاريخية او اية مسميات اخرى , دون ان يفكروا بمعاناة وازمات ومشاكل الشعب , بحجة عقد المصالحة بينهم , وليس بين الشعب , هذه اخر اوراقهم المحروقة , وهم يواجهون اقتراب موعد  الانتخابات العامة بالرفض والغضب , فقد اصبحت بضاعة العهر والدجل السياسي , بضاعة مستهلكة وفاسدة ومسمومة , مثل الرز الهندي القاتل , او الشاي المسرطن , انهم بضائع فاسدة تصلح للرمي في حاويات القمامة , لقد اصبحوا عبيد الدولار , واستحوذوا على الغالي والنفيس , واصبحت لهم مملكات مالية عامرة بضخامة ملايين  الدولارات  , بعدما كانوا يواجهون شغف الحياة , بالفقر والحرمان والعوز , وفجأة فتحت عليهم من السماء  ( مغارة علي بابا ) لكنز الذهب والفضة والدولار . بالضبط مثل ما انفتحت جنة المال والنعيم على ( الشيخ حاتم الشناوي ) في رواية ( مولانا ) للكاتب ابراهيم عيسى , حيث كان هذا الشيخ خريج الازهر من عائلة فقيرة ويسكن في دار مهدم آيل للسقوط , وجد عمل في تنظيف مراحيض الجامع , ليسد رمق  كفاف العيش المر , ولكنه تعاون مع امن مباحث الدولة , واصبح اصبع من اصابعهم , انقلبت حياته بشكل مغاير تماماً , فأصبح نجم الساطع  للقنوات الفضائية , للتتسابق عليه ليقدم البرامج  الدينية عندهم  , وبعقود مالية خيالية , لانه يحمل التزكية  من مباحث امن الدولة , ومن البيت العتيق المهدم , الى فيلا على احدث طراز حديث  , وزوجته ( اميمة ) صار شغلها الشاغل كنز الذهب والمجوهرات بالابهة الباذخة والمجنونة , وفي انانية جشعة لجمع المال , فحين عقد زوجها بعقد لتقديم برنامجه الديني , بمليون جنيه , تتساءل ببلاهة وبلادة , لماذا مليون جنيه , وليس بمليونين جنيه . فيقول زوجها بسخرية وتهكهم :

( - يا أميمة لو شاف ابو ذر الغيفاري , صندوق مجوهراتك , سيضربك بالجزمة )

ترد عليه بحزم :

( - عشان كده , عثمان بن عفان نفاه وطرده من المدينة  )*

هذه  الحثالات  السياسية الفاسدة , تحتاج ان يضربها الشعب على رؤوسها بالجزمة

والله يستر العراق من الجايات !!

× من رواية ( مولانا ) صفحة 233 .