النمط المعماري في فترات ما قبل التنوير الى.../ د.هاشم الموسوي

  • حقبة التنوير • ( 1750- 1830) 
  • في هذه الحقبة وهي حقبة التغييرات في وجهات نظر الكونية الشاملة، كانت الافكار التي تخص مفاهيم النمط . تربط النمط بمحاولات الانسان البدائية في كيفية بناء مأواه الاصلي – أي كوخه البدائي- بهذه الصدد ، عرف Chomout النمط الاصلي – بأنه عبارة عن الاشياء التي يقتبسها الانسان من بيئته . ليؤثر بالتالي في توسيع مَديات افكاره ... فالاشجار مثلاً تعتبر كنمط اصلي {Architype} للأعمدة . حيث أن (الاعمدة) من العناصر الاساسية في العمارة .
  • هكذا نجد بأن منظري الحقبة أرجعوا مفهوم النمط إلى الاصل التاريخي لعمارة السكن البدائي لدى الانسان بوصفه نمطاً اصلياً حيث الطبيعة المؤثرة ليحفز بدوره مكملة افكاره وتصوراته... هذه التصورات هي التي تولد افكار لموجودات فيزيائية تتبادل التأثيرات بينها وبين الانسان لتولد انماطاً حياتية مختلفة .
  • حقبة الحداثة (1900-(1960
  • تأثر النمط في فترة العمارة الحديثة بالثورة الصناعية الثانية حيث اتجهت افكارها البرغماتية الوضعية بالنمط إلى فكرتين رئيسيتين هما: الوظيفة (functionalism)، والتقييس(Standarization)،دافعة إياه إلى اعتماد الآلة والتقنية كمصادر لأشكاله وارتباطه بوظيفة البناء من جهة ومقاييسه من جهة أخرى، وتشير دراسة(Banham) إلى الدور الذي تلعبه الوظيفة والاقتصاد في بلورة الأنماط الحديثة والى دور النمط في انشاء الأشياء قياسياً وإنتاجها بجملة .
  • وتضيف دراسة (Bontaa) إلىإسهام النمط في تنظيم الشكل في عملية تصميمية وتصنيف الأبنية على اساس الفعاليات الوظفية إضافة إلى ارتباطه بالوظيفة بشكل أساسي في فترة العمارة الحديثة.
  • وبذلك فقد وصفت الطروحات السابقة للعمارة الحديثة مفهوم النمط على أساس الارتباطات الاتية:- 
  • - الوظيفة: من حيث ارتباط النمط بوظيفة الأبنية. 
  • - الماكنة:- كون النمط مصدر أصلي لقوانين المنفعة الاقتصادية ، وكونه المصدر الاصلي للأنماط. 
  • - العملية التصميمية:- من حيث الاسهام بالتقييس في العملية التصميمية ومساعدة المعماري في انجازها. 
  • - تصنيف الابنية:- باعتماده كأداة لتصنيف الأبنية الحديثة على اساس الفعاليات الوظيفية. 
  • - الثبات والتغير:- كون النمط متحركاً بصفاته المميزة بينما يبقى ثابتاً في اصله وجوهره. 
  • أشارت طروحات(Juless) إلى نمط الأبنية معتبرة إمكانية تجمعها في أصناف مثل مدارس،منازل، مستشفيات، حيث يمثل كل نمط رمزاً لوظيفته في المجتمع ويملك مكاناُ تقليديا في سياق ذلك المجتمع،وتشير الدراسة إلى ان نمط البناية يملك السوابق المتمثلة بالصور الذهنية التي ترمز إلى وظيفة تلك البناية في المجتمع.
  • - اكدت نظرية الحداثة على دور الماكنة في بلورة مفهوم النمط مفترضة(وجود اشكال نمطية)،مثل المكائن،والطائرات، والبواخر، وماشابه ذلك. وتكون أشكال هذه الأنماط مرتبطة بواسطة مظهرها الخارجي المتشابه وبواسطة مرجعها المجازي إلى الآلة. 
  • كما أكدت الطروحات على ان التفكير المتحرك للنمط المنشأ على اساس التغير المستمر يمثل ابتكار الحداثة على نحو مميز، فنمط المنزل يحقق كفاءة الماكينة بواسطة خضوعه للتحسين والتحول المستمر وبواسطة ربط النمط مع حتمية التنمية على اساس التقدم. وهكذا اصبح للنمط خواص متغيرة ومتحركة . أما في الجوهر فهو ثابت متمسكاً بأصله ومحتوياته وبصفته المميزة عندما يبقى ثابتاً في اصله وجوهره. 
  • وبهذا اعتمدت الحداثة على اعتماد الماكنة لأنماط مرتبطة بالمظهر الخارجي واشارتها الي التغيير والتحول في تلك الأنماط.
  • حقــبة ما بعـد الحــداثة (بعد عام 1960) 
  • انعكست تغييرات العمارة في هذه الحقبة على مفاهيم النمط ايضاً، حيث تم التأكيد على المفهوم عند ربطها بمفاهيم اللغة المعمارية والحضرية ايضاً .... واعتبر النمط كوسيلة لأدراك وتفسير الاشكال المعمارية حيث من خلاله يمكننا قراءة المخططات والاشكال ايضاً. تُضاف للنمط ابعاداً رمزيةً واخرى تاريخية حسب توجهات منظري مابعد الحداثة ، وكل ذلك تحقق عندما تم اعتبار النمط كجزء من اللغة المعمارية وبالامكان قراءة الماضي من خلاله وربطه بتوجهات العصر ايضاً.
  • وعليه تم اسقاط افكار وتوجهات عديدة على نمط العناصر الفراغية والبنائية وحتى الأشكال المعمارية أي على ديناميكية الإنتاج ضمن ثقافات متعددة