الحج الى واشنطن / جمعة عبدالله                                

اثارت الحملة الاعلامية العاصفة , ضد قرار ( دونالد ترامب ) بمنع دخول الاراضي الامريكية , مواطني سبع الدول وهي ( العراق . ايران . سوريا . اليمن , السودان . ليبيا . الصومال ) اثارت  عاصفة من ردود الافعال الصاخبة , بالادانة والاستنكار, وبالاستهجان في اسلوب  التشدد السياسي الدولي بمعايير مزدوجة   , يعني تدشين حقبة جديدة في ادارة البيت الابيض , تستند الى المعايير والمفاهيم المتشددة , تجاه التعامل الدولي  يعتمد على المصالح الضيقة الامريكية ,  تجاه العلاقات  الدولية وافاق التعامل الدولي  , ولكن هذه الحملة الاعلامية المضادة للادارة الامريكية الجديدة , قيادة ترامب , اعتمدت في تقيمها لقرار منع دخول الاراضي الامريكية , وتأشيرة الدخول , لايخدم المصالح الامريكية الواسعة  .ولكن  انطلقت معايير الحملة الاعلامية العاصفة , من مصالح ومقاييس مختلفة ومتنوعة , وحتى متنافرة ,  بعضها انطلق  من معايير انسانية بحتة , وبعضها من رؤيا وطنية صرفة , وبعضها منطلق من مصالح طائفية صرفة , وبعضها من مصالح شخصية متضررة , ولكن يجب ان نشير بوعود ترامب اثناء الحملة الانتخابية الرئاسية , بأنه توعد بانه لا يتهاون وسيكون متشدد  في محاربة الارهاب  , والوقوف بوجه  مع ايران لردعها  , لانه يعتبرها بؤرة الارهاب في المنطقة على حد زعمه , وانه سيكون متشدد في محاربة هذين الجانبين . لذلك اتخذ قرار المنع لهذه البلدان السبعة دون غيرها بمعايير ضيقة  , بعدم منح تأشيرة الدخول , رغم بعضهم يحمل تأشيرة الدخول  , واعقبها اتخاذ اجراءات عقابية ضد ايران . ولكن الحق يقال , رغم معارضة النهج الايراني في المنطقة ,  وبالاخص في التدخل في شؤون العراق الداخلية  , باعتباره تابع ذليل الى الامبراطورية الفارسية . بأن القيادة الايرانية , لاتقبل بالاهانة او مس الكرامة الوطنية الايرانية , بل يقفون بالمرصاد ويتعاملون بالمثل , في رد الاهانة والعقاب  , اي انهم يختلفون كلياً مع القيادات السياسية والعسكرية العراقية , بكل اصنافهم ومسمياتهم وهوياتهم , بأنهم يبلعون في اليوم الواحد , ألف اهانة واهانة , كأن شيئاً لم يكن ولم يحدث , لانهم فقدوا معايير القيم والمبادئ , بفعل تمرغهم في  وحل المستنقع العفن  , من الفساد وبريق الدولار , حتى ماتت ضمائرهم وشرفهم , فلم يعيروا اهمية للاهانات والبصق في وجوههم ,  بكل استهجان وتهكم  واهانة , لانهم فقدوا الرجولة والعزة والكرامة , لذا فهم عكس القيادة الايرانية  التي تحسب  الف حساب للاهانة ومس الكرامة , لذلك نجد يردون الصاع بالمثل . بينما القيادات السياسية والعسكرية العراقية , وضعوا كل ثقتهم في احضان ماما  امريكا , بما فيها مصالحهم الشخصية وصرماية اموالهم , وحتى مصير  عوائلهم , التي  تعيش في الاراضي الامريكية , وليس في الاراضي العراقية وهم يحكمون العراق , وهم يتلاعبون بمصيره  حسب مشيأتهم , اذا ارادوا ان يكون صفحته بيضاء او سوداء , بانهم يبحثون عن الامن ولااستقرار والضمان لهم  والى عوائلهم , اولاً واخيراً في امريكا الرعاية الام  , اما العراق بالنسبة لهم , سوى مغارة ( علي بابا ) للسرقة واللصوصية , وليس لديهم ذرة من الثقة بالعراق , سوى ثقتهم العمياء بأمريكا الى حد الاذلال المهين بالعار , ولكن حتى لا يظهرون بأنهم دمى امريكية صرفة , يحاولون الضحك على الاغبياء والسذج والعبيط البلهاء , بأنهم ضد امريكا , ويدعون الى الاستقلال عن الفلك الامريكي الاستعماري , باعتبار امريكا  , الشيطان الاكبر ,  وبلد الاجرام والارهاب . ولكن قرار منع الدخول الى الاراضي الامريكية , سقطت عن عورتهم اخر ورقة التوت , وبدأوا يتوسلون كالشحاذين  برفع المنع عنهم , لان مصالحهم وارصدتهم المالية , وحتى عوائلهم بيد الحاضنة الامريكية المباركة , وان الحج الى واشنطن , اعلى وسام الشرف والتقدير , بأنهم ادوات مطيعة الى سيدهم الامريكي الجديد ( ترامب ) . لذا كشف احدهم وهو يتولى منصب عسكري حساس وخطير , وحتى كان من المرشحين لتولي وزارة الدفاع , فقد صرح بالابتهاج والفرح الكبير  , كأنه يعلن الانتصار على داعش وتحرير الموصل !! . بأنه سعيد ويشكر ويحمد الله , بأنه دخل الاراضي الامريكية لزيارة عائلته , بدون عوائق , والاخر عسكري رفيع المستوى بمنصبه الخطير والحساس , يتذمر كالشحاذ المطرود , ويسأل لماذا منع من دخول الاراضي الامريكية لزيارة عائلته , رغم انه يحمل تأشيرة دخول . والغريب والعجيب , في الحج الى قبلة واشنطن , فخلال ايام قليلة من المنع وتحريم الدخول الى الاراضي الامريكية , من مواطني هذه الدول السبع الممنوعة , حيث بلغ الرقم عدم منح تأشيرة الدخول وحسب مصادر صحيفة ( واشنطن بوست ) اكثر من 100 ألف تأشيرة دخول , ألغيت بموجب الحظر  , الذي يشبه اجراءات عقابية , ولكن الدهشة والاستغراب , هو هذا الرقم الكبير 100 ألف خلال ايام معدودة , ماذا يكون الحال خلال شهر او ستة اشهر , او سنة كاملة , ماذا يعطي من تفسير هذا الحب الطاغي الى امريكا , كأن قبلة المسلمين تحولت الى واشنطن , بالتأكيد لا يدخل في المعادلة الحسابية ذوي الدخل المحدود , او العوائل الفقيرة , لم يأتي على ذكر دخول الى امريكا حتى في احلامهم , لانهم يصارعون من اجل توفير لقمة الخبز الى عوائلهم , وان المتضرر الوحيدة , هم قادة العراق السياسيين والعسكريين , وهذا المنع مزق ازدواجيتهم المتناقضة , بأنهم ينتمون قلباً وقالباً الى امريكا . اما العراق الى الجحيم , طالما عوائلهم وصرتهم المالية محفوظة بامان عند العم سام العظيم والمبجل ..................................................   والله يستر العراق من الجايات !!!