قطار الموت يعود  من جديد/ جمعة عبدالل                                   

ما أشبه اليوم بالبارحة , كما اجتاحت الغربان الوحشية آنذاك  , وارتكبت من المجازر وحمامات الدماء والمشانق , في اليوم الاسود المشؤوم على العراق  , في 8 شباط 1963 , حين جاءت عصابات البعث الفاشية بالقطار الامريكي - البريطاني , ليجلبوا الموت والكوارث ويقصموا ظهر العراق  , واغتالوا ثورة 14 تموز 1958 , واعدموا بمحاكمات صورية , لا تتجاوز دقائق معدودة , قادة الثورة , وفي مقدمتهم الشهيد ( عبدالكريم قاسم ) , في حالة وحشية مروعة ,  لم يشهدها العراق من قبل , وحتى في غزو التتار وهولاكو . فكانت الذئاب الوحشية من عصابات  الحرس القومي , التي تثير الرعب والموت في كل زاوية من العراق , لتخمد برصاصاتها كل من يتحرك ويقف في طريقها حتى من المواطنين  الابرياء , وتخيم على العراق ظلام وحشي ومرعب , بالانتقام الدموي , ليكون العراق تحت رحمة  بساطيل الفاشست البعث . واليوم يعود قطار الموت الامريكي من جديد   ,  ليعود في تحطيم العراق ,  ليزاول مهنة الجلاد الوحشي القديمة ,   في خراب العراق تحت شماعة نظام الدم قراطية  , حيث جاء قطار الموت الامريكي  , محملاً من كل النفايات والقمامة من انحاء العالم وحملهم الى العراق  , واطلق لهم حرية التصرف المطلق , بتحطيم وتمزيق العراق , اكثر من اي وقت مضى , اذا كان في عام 1963 جاء بعصابات البعث , فأنه هذه المرة  جاء بثوب اسلامي وعباءة دينية , فيها ألف شيطان وشيطان ليغيير الديكور الخارجي  , ولكن الجوهر واحد كما في السابق  , وسلمهم مقدرات ومصير  العراق , الى  سياسيي النكرة والصدفة من الاحزاب الاسلامية الفاسدة , التي شرعت شرعاً حلالاً ,  السرقة واللصوصية والاحتيال والاختلاس , لينفردوا وحدهم بالحكم والنفوذ والسلطة والمال دون منافس وشريك   , وبدون رقيب وحسيب , دون رادع ضمير وذمة واخلاق , لقد فتحت شهيتهم الجائعة على مغارة ( علي بابا ) ونهبوا الذهب والفضة والدولار , بكل الطرق الشيطانية , وسرقت خيرات وثروات العراق , فضاعت مئات المليارات الدولارية , وذهب بكل وداعة في جيوب حيتان الفساد الشرسة والضارية بوحشيتها  , والتي لا يردعها رادع , حتى عاقبة الله ,  شطبتها من معجم قاموسها الشيطاني . وتركت شؤون العراق والعراقيين بالاهمال المتعمد  . وولد من رحم الاحزاب الاسلامية الحاكمة  , عصابات الجريمة والارهاب , وقسموا العراق غنائم وفرهود لهم , وحلت الطائفية محل الدولة , وصارت الطائفية السرطان الذي ينخر العراق والعراقيين , في وباء مدمر , كأننا نعيش مأساة وكوارث البعث من جديد . واصبحت الدماء الجارية من التفجيرات الدموية , بمثابة  النهر الثالث في العراق  ,  في المجازر والكوارث الدموية , كأن التاريخ يعيد نفسة , مرة بالبعث الفاشي , ومرة بالثوب الاسلامي والطائفي , ليعمقوا الجراح النازفة لكل العراقيين   . وبفعل اجرامهم وارهابهم البشع , ارجعوا العراق , الى قرون طويلة الى الوراء , لتعيش حفنة من الطحالب العفنة والكريهة ,  التي تتاجر بدعارة  وسمسرة بالدين , لتعيش في النعيم والترف , في جنة الفردوس من المال الحرام , والمصيبة الاعظم لم يكتفوا باغتصاب العراق وتمزيقه ارباً ارباً  , وانما جلبوا العشيرة , لتكون هي الحاكم الفعلي المتنفذ , وقانونها واعرافها , تحل محل قانون وقضاء الدولة , , حتى صارت العشيرة هي الاول والاخير في تطبيق وتنفيذ القانون , الذي شرعته , وحتى الخلافات والنزاعات السياسية بين السياسيين  , تكون العشيرة , هي القاضي والحاكم الذي يصدر حكم البراءة او الاتهام . ووجدوا الفاسدين والمجرمين ,  الحماية والصيانة تحت خيمة العشيرة , وحتى في  اعادة انتخابهم في كل دورة انتخابية صورية , في ظل المفوضية العليا للانتخابات المرتشية والفاسدة والمنحازة قلباً وقالباً , الى الاحزاب الاسلامية الفاسدة , وكل دورة انتخابية , تقدم لهم نتائج الانتخابات لصالحهم بالمطلق , على طبق من ذهب , حتى يقبضوا العمولة المالية على اتعابهم , في تدعيم واسناد نظام المحاصصة الطائفية , والانتخابات القادمة , لا تغير شيئاً نفس النتائج السابقة ستكون نفس المهازل السابقة   , يعني في أستنساخ مشوه ومزيف للفاسدين والمجرمين   , لايرجى منهم سوى الخراب والدمار , هكذا تتغير اثواب  الفاشية ولكن الجوهر والمضمون  واحد  , مخالبه  الارهاب الفساد والاجرام والطغيان ......................................   والله يستر العراق من الجايات !!