يوم دامي في بغداد لعيون مفوضية الانتخابات  / جمعة عبدالله

ارتكبت القوات الامنية والعناصر الملثمة المرفقة لها  , جريمة نكرى ملطخة بالعار والدماء  ,  بحق المتظاهرين السلميين , الذين عبروا   في مطاليبم المشروعة بالاصلاح  , في تغيير مفوضية الانتخابات , وتعديل القانون الانتخابي الظالم . فبدلاً من احترام حق التظاهر السلمي في حرية التعبير والرأي  , وحماية المتظاهرين من المندسين والمشبوهين . فأنها قامت بالدور الارهابي المخزي  , في القمع والبطش والتنكيل , واستخدام الرصاص الحي بشكل مباشر , من اجل قتل المتظاهرين بشكل متعمد ومقصود  , الى استخدام الغازات السامة والخانقة . ان هذه الوسائل القمعية , تتعارض مع بنود  القانون والدستور , وحق احترام ارادة المتظاهرين السلميين , , وهذه ليس المرة الاولى في يستخدم  العنف المفرط والبطش ضد  المتظاهرين , لكن هذه المرة كان العزم من القوات الامنية والعناصر الملثمة المرافقة لها , في ارتكاب مجزرة دموية مقصودة ومتعمدة  , حتى الكف عن المطالبة بتغيير مفوضية الانتخابات الفاسدة , التي ليس لها ذرة من المسؤولية والنزاهة  ,  في احترام ارادة الناخب العراقي , واصبحت جزء من المشكلة العراقية ,  وازماتها الحادة والمعقدة , لانها لم تكن نزيهة  في مسؤولتها الوطنية والمهنية  , بل منحازة بأسوأ اشكال الانحياز الى الفاسدين , واختصر عملها في تزييف وتزوير الانتخابات لصالح الفاسدين , حيث صارت كل دورة انتخابية , تقدم للفاسدين بنجاحهم الكاسح على طبق من ذهب , في اعادة استنساخهم بشكل مشوه وممسوخ وسيء ورذيل  . كأن ارادة الناخب العراقي , عشقت بالهيام الفاسدين المجرمين  , واصبح حلم وطموح العراقي , ان يوصل الفاسدين الى دسة الحكم والسلطة  , والذين دمروا وحطموا العراق , بأن يتربعوا على البرلمان والحكومة . لذلك تراكم الغضب المقدس للشعب , وتظاهر الالاف من المواطنين بشكل سلمي , من اجل تغيير هذه الصورة المأساوية والمشؤومة للعراق  , بالتظاهر السلمي , من اجل تشكيل  مفوضية الانتخابات جديدة , من العناصر المستقلة وغير الحزبية , ممن تتوفر فيهم المهنية والكفاءة والخبرة والنزاهة , واحترام المسؤولية , في انجاح  العملية الديموقراطية النزيهة من التلاعب والاحتيال والغش  , وتوفير المنافسة العادلة والشريفة للجميع بدون استثناء , حتى تكون العملية الانتخابية  عادلة وشريفة  , وان تكون مفوضية الجديدة  حيادية , لا تسمح بالخرق والتجاوز والتدخل الصلف  . لذلك وقفت سلطة الفاسدين بقوة وشراسة ضد هذه المطالب المشروعة للشعب  , وفي محاولات عرقلة تدفق المواطنين الى ساحة التحرير , منصة الحرية للحشود البشرية المتظاهرة  ,قامت بعملية اغلاق والحصار والطوق ,  وسد الطرق والجسور المؤدية الى ساحة التحرير  ,حتى افشال المتظاهرين من الوصول  الى ساحة التجمع  , لكن القوات الامنية فشلت , في  وقف تدفق الحشود الجماهيرية , التي تجمعت بالالاف المحتشدين  , ولم يبقى في جعبتها سوى استخدام وسائل البطش والارهاب والتنكيل , بالعنف المفرط , بقتل المتظاهرين السلميين , وكانت الحصيلة الدموية , فادحة ومفجعة . 8 أشخاص قتلى بالرصاص الحي , واصابة بالجروح البليغة اكثر من 320 , بمافيهم 79 اصاباتهم خطيرة وحرجة , اضافة الى المئات المصابين بحالات الاختناق , من الغازات السامة , والغازات المسيلة للدموع . هذا العمل الاجرامي للقوات الامنية ومن قبل العناصر الملثمة المرافقة للاجهزة الامنية . كأن دور القوات الامنية اختصر  في قتل المتظاهرين , وليس حمايتهم واحترام ارادتهم في حرية التعبير والرأي والتظاهر السلمي  ,  المقر في القانون والدستور . ولم يحملوا المتظاهرين سوى مطالب مشروعة , في تغيير مفوضية الانتخابات الفاسدة  , بمفوضية الانتخابات ,  نظيفة ونزيهة وتحترم واجبها ومسؤوليتها تجاه العملية الديموقراطية , في اجراء عملية  الانتخابات العامة  ,  تحت اجواء ديموقراطية نزيهة وشريفة . حتى يتخلص العراق من الجراثيم الفاسدة , التي فتحت ابواب الشر والمحن والكوارث على العراق . لذلك لابد من اجراء تحقيق شامل على القوات الامنية , ومحاسبة ومعاقبة المسؤولين , الذين اعطوا الضوء الاخضر لقتل المتظاهرين . ثم ما هذه العناصر الملثمة , التي يتكرر وجودها وباستمرار ,  في قمع وارهاب المتظاهرين , لمن تنتمي أم انها فوق القانون والمواطن ؟! ............................................   والله يستر العراق من الجايات !!