مفوضية الانتخابات ..هذا من فضل ربي / جمعة عبدالله     

 الانتخابات النيابية الحالية , لا تختلف في الشكل والمضمون عن سالفتها , في النظام البعثي , في انتخابات المجلس الوطني آنذاك . فقد وعد نظام صدام حسين , عن اجراء  انتخابات المجلس الوطني , واختيار ممثلي الشعب بارادة الناخب العراقي , عبر ممارسة العملية الانتخابية , بالديموقراطية الحرة  , دون تدخل او تأثير من اي احد  , بأن تحقق  الحقوق المتساوية لجميع المرشحين دون استثناء  , وما صاحبها من بهرجة وصخب اعلامي مهرج وساخربالكوميدية الرثة  , عن العراق يختار الطريق الديموقراطي الحر ,  والحياة البرلمانية النزيهة . واسوق هذه الحكاية على لسان احد الاصدقاء , الذين شاركوا آنذاك , في عملية فرز الاصوات وحسابها , توزيعها على المرشحين المشاركين في انتخابات المجلس الوطني , لكي يتم ارسالها الى الهيئة  العليا المشرفة على ادارة الانتخابات  , يقول صديقي سهرنا حتى الصباح في العد والفرز وتوزيع قوائم الاصوات  , ولم نذق طعم النوم لحظة واحدة , بواسطة اقداح الشاي المتكررة عدة مرات . يقول ونحن في مهمة مواصلة العد والفرز , فجأة سمعنا من المذياع اعلان عن  نتائج الانتخابات , واسماء الفائزين بمقاعد المجلس الوطني . يقول . اصابتنا لحظات حرج ورعب وخوف وقلق حقيقي , واخذ احدنا يتطلع بالاخر  , ماذا نفعل ؟! اذا توقفنا عن  مواصلة الفرز والعد , قد تسبب لنا احراج , بأننا لا نعترف بالعملية الانتخابية , واذا واصلنا العد والفرز , قد نتهم بأننا لا نعترف , بالنتائج التي اذيعت بشكل  رسمي , وبفوز الاسماء التي  حصلت على مقاعد المجلس الوطني آنذاك . هذه المهزلة تعاد صياغتها بشكل جديد تتلائم مع العهد الجديد , لكن المهزلة والمسرحية التهريجية بالانتخابات , تبقى  نفس الصيغة لم تتغير قيد انملة , في العهد الدم قراطي الهش والكسيح . بأدارة عملية الانتخابات البرلمانية , تحت اشراف مفوضية الانتخابات الفاسدة , في مكرها وخداعها  الشيطاني , بأن تترك المواطنين الحرية الكاملة في الانتخاب والاختيار الحر  , والتصرف الديموقراطي النزيه , امام وسائل الاعلام , كأننا نعيش ديموقراطية الانتخابية الحقيقية  , التي  تماثل الدول الاوربية , ولكن يكمن الشيطان خلف الابواب والغرف السرية , بين مفوضية الانتخابات , والقوائم والكتل الكبيرة , المشاركة في عملية الانتخابات , بأن تجري مساومات مالية على الثمن والقيمة  المالية  على كل  مقعد برلماني   , من يدفع اكثر مالاً , يحصل على اكثر حصة من المقاعد البرلمانية . والقوائم الكبيرة  المتنفذة ,  تملك المال الوفير من عمليات النهب والحواسم , وهي تعرف مسبقاً عدد المقاعد التي اشترتها من المفوضية  , وهي من  اموال الشعب , وبهذه الحالة تحولت عملية  الانتخابات , الى مساومة مالية في البيع والشراء , وهي سرقة وجريمة بحق الناخب العراقي , وهذا السبب تعود الوجوه القديمة الفاسدة مجدد في كل عملية انتخابية , هذه الوجوه التي حطمت العراق بالخراب والدمار , تعودة منتشية بالنصر , بفوزها في المقاعد البرلمان , هذه هي حقيقة ,  المهازل الكوميدية التهريجية , تحت غطاء الانتخابات النيابية , ولكنها  تمثل قمة المهزلة والدعارة السياسية , ولكن هل تستمر هذه الحالة المأساوية , امام المد الشعبي العريض الناهض والمتصاعد بشكل كثيف بالزخم الشعبي الواسع   , الذي يضغط بشكل  هائل من اجل التغيير والاصلاح . ان العقبة التي تقف حجرة عثرة , امام التغيير والانعتاق من الظلام الى النور , هي مفوضية الانتخابات الفاسدة , واذا لم تتغير مفوضية الفاسدين , فأن الانتخابات ستعتبر مهزلة وضحك على ذقون الشعب , بأن يكون صوت الناخب العراقي , بضاعة للبيع والشراء ...................................   والله يستر العراق من الجايات !!