قصة عديلة ووزارة الصحة – 2/ محمد علي عبد الرحمن                      

الدون جوان جليل الشمري

" جليل الشمري واحد من الاخطاء التي لا تنسى في مسيرة التيار "

                                                          مقتدى الصدر

 

سبق وأن ذكرنا بأن الدكتورة عديلة حمود لا تتحمل الوزر الاكبر في التدهور الذي أصاب القطاع الصحي ,لأن في حقيقة ألامر هذا التدهور بدأ من بداية التسعينات وسنوات الحصار التي ساهمت في تدهور الخدمة الطبية والصحية والتي كانت أصلا تعاني من الاعباء التي فاقت التحمل اثناء الحرب العراقية –الايرانية ,ثم جاءت الحرب الاخيرة عام 2003 ومن بعدها سنوات الفساد المالي و الاداري بالاضافة الى الحرب الطائفية وما نتج عنها من ترهيب و خطف و قتل للكادر الطبي والصحي ليجهز على ما تبقى من القطاع الصحي الذي كان يعتبر مفخرة للعراق من خلال التطور الذي أصابه ويشهادة اليونيسيف.

ومن ثم تسنمت د.عديلة حمود منصب وزيرة الصحة وفي بالها أن تنظيف القطاع الصحي من الفاسدين ماليا و أخلاقيا وعلى رأسهم د.جليل الشمري مدير عام مدينة الطب عدوها أللدود منذ كانت عضو لجنة الصحة النيابية في البرلمان وعدو زوجها د.هادي الزهيري أي أنه كان هنالك عداء شخصي بالاضافة الى الاصلاح الذي تنشده.

جليل الشمري الذي بدأ عضواَ عاملاَ في حزب البعث وكضابط طبيب في الحرس الجمهوري الخاص قبل 2003 ومن ثم وكيل وزير الصحة عن التيار الصدري وأنتهى كعضو في دولة القانون وقائد في جيش المؤمل والمستشار الطبي لنائب رئيس الجمهورية السيد نوري المالكي في يومنا هذا, هذه الشخصية الغريبة لعبت دوراَ كبيراَ في تدهور الواقع الصحي في العراق بعد 2003من خلال تبوأه أعلى المناصب في غفلة من الزمن.

د.جليل الشمري الطبيب في الحرس الجمهوري الخاص والذي حصل على مقعد لدراسة الطب الباطني ومن ثم فشل في أجتياز الامتحان النهائي عدة مرات انتهت بطرده من البورد والعودة الى وظيفته كضابط طبيب في الحرس الخاص والى عيادته البسيطة والبائسة في أم المعالف على أطراف بغداد حتى عام 2003.

بعد 2003 بدأ يتقرب من التيار الصدري والذي كان يفتقر الى الكفاءات من الاطباء و المهندسين وغيرهم .وفي أحد الايام التي لا تنسى في حياة جليل الشمري وحين كان يؤدي الصلاة مع ابناء التيار الصدري أقتحم الامريكان الجامع لغرض القاء القبض على أحد عناصر التيار وبعد حدوث أحتجاج من قبل المصلين ضد التصرفات ألامريكية الوقحة مع المصلين لعب جليل الشمري دور المترجم بين الامريكان وابناء التيار بحكم أجادته للغة ألانكليزية ,أحتد النقاش بين الطرفين وأنتهى بصفعة (راشدي) من قبل أحد الجنود الامريكان  على وجه جليل والقاء القبض على الشخص المطلوب ود.جليل الشمري وبعض المحتجين , وبعد أربع وعشرين ساعة تم أطلاق سراح جليل الشمري والمحتجين من قبل الامريكان, ولكن جليل أستغل الفرصة بذكاء وبدأ يسوق نفسه كبطل ومناضل من التيار ضد الامريكان وبأضافة بعض البهارات للقصة لتنتهي بعد عدة سنين وصلت فترة ألاعتقال الى ستة أشهر في القصة التي يرويها جليل وعن التعذيب الذي واجهه من الامريكان ولكنه صمد ورفض الاعتراف ولم يكلف أحد المستمعين نفسه بسؤاله عن الاعتراف بماذا ؟!!!!.

بعدها رشح التيار الصدري د.جليل الشمري لمنصب وكيل وزير الصحة ,وما أن تولى المنصب حتى بدأت المشاكل بين الوزيرد.عبد المطلب صاحب الخبرة ألادارية وبين د.جليل عديم الخبرة ألادارية بالاضافة الى شبهات الفساد المالي لجليل لتنتهي بعزله من منصب الوكيل وبقائه في بيته مع الاحتفاظ بكافة الامتيازات المالية للمنصب !!.

عاد جليل بعد 2006 كمدير عام لدائرة صحة بغداد الكرخ ولكن هذه المرة مع دولة القانون ونوري المالكي حيث أنه نقل ولائه من التيار الى دولة القانون بنصيحة من أخيه اللواء الركن جميل الشمري الضابط السابق في الحرس الجمهوري الخاص و أبن عمه اللواء الركن عبد الامير الشمري قائد عمليات بغداد والاثنان من أنصار نوري المالكي .

وبدأ د.جليل الشمري عمليات السرقة من المال العام خلال فورة الفساد المالي وهذه المرة بحماية رئيس الوزراء نوري المالكي ليتحول الطبيب الفقير من ابناء ام المعالف الى مالك لعدة بيوت فارهة في اليرموك والحارثية و القادسية ,هذا بالاضافة الى شركات للمقاولات و التجارة وبدأت جميع عقود المقاولات وتجهيز الغذاء و الادوية و المستلزمات الصحية تحال لشركات جليل والتي تدار من خلال المقاول أبو ياسر ضابط الامن السابق والصديق المقرب لجليل الشمري وكان يتم الضغط على المهندسين من قبل جليل لتوقيع كتب الاستلام للبنايات التي تم بنائها وتجهيزها عن طريق شركات جليل وذلك لمخالفتها لشروط السلامة والفساد في مواد البناء.

اما الفساد ألاخلاقي فكان يتم عن طريق حجي كريم الشويلي (النائب ضابط السابق في مستشفى الرشيد العسكري) مدير مكتب جليل و سمساره الخاص.والذي حول مكتب د.جليل الى غرفة نوم لقضاء ساعات اللذة المحرمة في ساعات الدوام الرسمي و الليالي الحمراء في أحد بيوت جليل المنتشرة في بغداد.وأصبح من ألامور العادية عندما تدخل أحدى الموظفات الى مكتب جليل ويقفل الباب خلفها ويعتذر حجي كريم للموظفين و المراجعين بأن المدير العام مشغول في أجتماع مهم !!!.

بعدها أنتقل جليل الى منصب مدير عام مدينة الطب وهو الطبيب الممارس في سابقة غريبة ولأول مرة في تأريخ مدينة الطب, وأصطحب معه سمساره ومدير مكتبه حجي كريم ولتزداد وتيرة الفساد ألاخلاقي والمالي معاَ الى الدرجة التي أضطر فيها الوزير مجيد حمه أمين بمحاولة  أزاحة جليل من منصبه ولكنه لم يستطع بسبب دعم دولة القانون ود.علي العلاق والذي أسترضاه جليل الشمري بسيارة لاندكروزر (مونيكا) موديل 2014 حسب ادعاءات جليل في جلسات السمر مع أصدقائه.

وبلغ الفساد المالي مداه حينما توسط جليل لدى نوري المالكي ليرفع قيمة عقد تجهيز الغذاء لمدينة الطب من أربع مليارات دينار الى 12 مليار دينار عام 2014, ومن النكات الشائعة عن السرقات في وقت جليل في مدينة الطب أن أجور صيانة النافورة امام الادارة العامة بلغت أكثر من ثمانين مليون دينار !! وغيرها من قصص الفساد المالي والاخلاقي والاداري حتى أن جليل بدأ يقضي عطلة نهاية كل أسبوع في ملاهي ومواخير بيروت بصحبة معاون المدير العام د.حسن التميمي .

ولأن الطماع لا يشبع فأن الاستهتار وصل بجليل أنه قام بتعيين ولده قصي وصديقته سوزي الطلاب في الكلية كموظفين في الادارة العامة / قسم ألامور الفنية وفي مكتب العلوية وفاء (أصطحبها د.جليل هي وزوجها من دائرة صحة الكرخ الى مدينة الطب) مديرة القسم والتي كانت توفر الوقت والمكان للحبوب قصي لقضاء بعض الاوقات الحميمة مع سوزي .

من المفارقات التي تروى عن جليل الشمري أنه كان من السنة في عهد النظام السابق وأطلق أسم قصي على بكره عندما كان ضابطا في الحرس الخاص تيمناَ بقصي صدام حسين , وبعد 2003 أصبح شيعياَ وأطلق أسم منتظر على وليده الجديد تماشياَ مع المرحلة الجديدة.

وبعد تسنم د.عديلة حمود منصب وزيرة الصحة وبسبب مشاكل قديمة بينهما بالاضافة الى رائحة فساده التي أزكمت الانوف حاولت أزاحته وهنا حاول جليل  الاستعانة بالعصائب وزعيمها قيس الخزعلي تارة ,وتارة أخرى بحزبه القديم التيار الصدري وأهدى ثلاث سيارات مونيكا للسيد الصدر والذي تقبلها ومن ثم أخبره بأنه لا يستطيع التدخل في عمل الوزيرة وبعد فشل كل المحاولات أستطاعت الوزيرة أحالة جليل على التقاعد.

بعد أجباره على التقاعد التحق بجيش المؤمل لفترة قصيرة قبل أن يتم رفضه وطرده ومن ثم تم أيقاف معاملة تقاعده من قبل نوري المالكي وتنسب كمستشار طبي لنائب رئيس الجمهورية ممنياَ النفس بعودة المالكي لكرسي الوزارة والذي وعده بمنصب وزير الصحة .

اليوم هيئة النزاهة تحقق في العديد من ملفات الفساد المتعلقة بجليل الشمري ولكن يقال بأن هناك ضغوطا من دولة القانون لأيقاف أتخاذ أي أجراء ضده....والله أعلم.

 

نسخة منه الى :

  • هيئة النزاهة.
  • لجنة الصحة النيابية.

أودعناكم في رعاية الله

 انتظرونا في الحلقة القادمة : الشاطر حسن ... وحريم المدير العام