دعوة رئيس الجمهورية بحصر السلاح بيد ..؟! / جمعة عبدالله

الاحزاب الطائفية الفاسدة , التي بيدها , الحل والربط ,  ومصير شعب بأكمله . صار لديها العلم  اليقين الثابت والمقدس , بأن الارهاب والبطش والتنكيل , يعطيها اكسير الحياة لاطول  مدة زمنية لها , في السلطة والنفوذ والمال . لذلك اعطت الدور الرئيسي البارز , الى مليشياتها المسلحة وزعرانها المراهقين , في  منح الحرية الكاملة لهم  , على ممارسة نهج الترهيب والتخويف المواطنين , حتى يعشعش الرعب والخوف في نفوسهم , في الصمت والطاعة العمياء , وعدم الهمس بحرف واحد , ضد  عمليات الفساد الجارية بكل شراسة في النهب والسرقة , ومسك زمام الامور  وخنق صوت الشعب الى الابد  , وقمع الاحتجاجات السلمية , بأساليب التهديد بالاختطاف والقتل , لكل من تسول نفسه , ان يقول همساً كلاماً ضد الفاسدين , الذين نهبوا البلاد والعباد , وكل الويل والثبور ,  لمن ينادي بالاصلاح , او من يجاسر ان يعبر عن رأيه الحر في حرية التعبير . لذلك انتشرت في الفترة الاخيرة في بغداد ,  اجواء الرعب والارهاب , في مواجهة التظاهرات الاحتجاجية ونشطاءها المدنيين , وهذه الحالة المرعبة , تثير القلق والخوف على سلامة حياة النشطاء المدنيين في تظاهراتهم السلمية المتواصلة  , من اجل خروج العراق من عنق الازمات , ان انتشار مليشيات المسلحة التابعة الى الاحزاب الطائفية , في زي العسكري الرسمي , في ظل صمت وزارة الداخلية وتواطئ الاجهزة الامنية , مع الزعران المسلحين , لانها تخشى سطوتهم , لانهم يستندون الى ظهر قوي الداعم  من هذه الاحزاب الفاسدة . لقد كثرت عمليات الا ختطاف والقتل , على مسمع وبصر الاجهزة الامنية , التي اتخذت موقف المتفرج اللابالي , كأن الامر لا يعنيها , وليس من اختصاصها وصلاحياتها حماية المواطنين من الزعران المنفلتة , الخارجة عن القانون, وقد تحولوا هؤلاء الزعران المسلحين الى عصابات مافيوية  , لا يردعها رادع , في ظل غياب الدولة , وضعف وهزالة الحكومة , واصبحت الدولة الفعلية , بيد المليشيات المسلحة , التابعة الى احزاب العار الحاكمة . وما كشف عن مقبرة جماعية لسائقي الاجرة , الذين اختطفوا من قبل هذه المليشيات المنفلتة , ثم قتلهم ودفنهم , دون ان تتحرك الحكومة ووزارة الداخلية , بل لاذت بالصمت المطبق المريب والمشكوك في امره , كأنه ايعاز بقتل المواطنين  صادر منها , واداتها التنفيذية زعران المليشيات المسلحة , وكما حدث مع عدد من النشطاء المدنيين , الذين دأبوا على ممارسة حقهم الشرعي في التظاهر السلمي , فقد قامت مجموعة مسلحة بالزي العسكري الرسمي , في اختطاف سبعة من الطلبة الجامعيين , من النشاط المدني في اختطافهم , في منطقة سكناهم في البتاويين وسط بغداد , ومازال مصيرهم مجهول , في صمت مريب من الحكومة ووزارة الداخلية , ولم تكلف نفسها , بأن تطمئن قلق وخوف عوائلهم على مصيرهم  , ان هذا يدل على الغياب الكامل للدولة , وهزالة ضعف الحكومة الشنيع بالمخازي والعار , ويدل على الانفلات الامني المخيف  .  لذلك عبر رئيس الجمهورية ( فؤاد معصوم )عن قلقه العميق ( هو موقف مسؤول يثمن عليه ) عن عملية  اختطاف سبعة من النشطاء المدني , وطالب الاجهزة الامنية الى اجراء تحقيق عاجل , والكشف عن مصيرهم واطلاق سراحهم  , وتقديم الجناة الى المحاكم . واضاف بأن ( الاجهزة الامنية الرسمية هي المسؤولة الوحيدة , عن تطبيق القانون ) داعياً الى  ( الاسراع بالتحقيق الجاد في الحادث , والكشف عن الجناة , واحالتهم الى المحاكم المختصة , فضلاً عن أتخاذ كل الاجراءات الكفيلة , بحماية المواطنين , وردع اي تجاوز على هيبة الدولة , عبر تطبيق مبادئ الدستور , في كل المجالات , وهو حصر السلاح بيد الدولة ) ولكن اين هي  الدولة ؟!  , وهي  مصابة بالغيبوبة والموت السريري , والحكومة مشلولة وكسيحة , ووزارة الداخلية تحاول ارضى هذه المليشيات المسلحة التابعة الى الاحزاب الفاسدة , لذلك تلوذ في الصمت المريب والمشبوه , والاجهزة الامنية تقف موقف المتفرج , فأين الدولة وهيبتها التي مرغت بالوحل العفن ؟!  . كيف يكون حصر  السلاح بيد الدولة , وهي غائبة عن الوعي , بل ساقطة في نظر هذه المليشيات المسلحة , التي اصبحت هي الدولة . وبيدها السلطة الفعلية الحقيقية  , وهم يتوهمون بهذا الاسلوب الارهابي الوحشي , بأنهم يستطيعون اخماد نهوض الشعب الصاعد , في المد الجماهيري الواسع والعريض , ضد الاحزاب الفاسدة  وزعرانها المسلحين , ان هذه الاعمال الداعشية , أعمال جبانة ( ولية الغمان ) ولكن هيهات ان يرجع عقارب الساعة الى الوراء , انها معركة الشعب المصيرية , ولا يمكن اخماد صوت الشعب الهادر للعراق الغد .................   والله يستر العراق من الجايات !!