هوامش على الذكرى 59 ليورة تموز3- 3 / ابراهيم الحريري
اسر لي صالح ( مع حفظ الألقاب بالنسبة له و لمن سيرد ذكره) خلال عملنا المشترك ، في مجالات مختلفة، حزبية و ديمقراطية، بعد اوائل السبعينات، انه قبل مروم عام على ثورة تموز و بالضبط خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة قبل الذكرى الأولى لثورة تموز،قناعة لدى بعض الرفاق في قيادة الحزب، و الرفيق سلام عادل، سكرتير اللجنة المركزية، خصوصا، ان عبد الكريم قاسم سائر في طريق تحجيم الحزب و" قص " اجنحته ( اشرت الى وقائع ذلك في الحلقة السابقة ) و بضرورة التصدي لذلك.
عشية الذكرى الأولى لثورة تموزجرت تعبئة و تحشيد المنظمات الحزبية و الجماهير المحيطة بها، لمواجهة اخطارمحتملة.
ثمة هنا روايتان : ما رواه صالح دكله ( كان مسؤولا لمنظمة بغداد) و ما كتبه ثابت حبيب العاني في مذكراته، لكن بغض النظر عن بعض الأختلافات غير الجوهرية، فان الروايتان تتفقان انه جرى لقاء ضم سلام عادل، جمال الحيدري، عامر عبد الله، عطشان الأزيرجاوي، عضو اللجنة العسكرية للحزب و ثابت حبيب العاني مسؤول اللجنة العسكرية، و طرح سلام عادل مسالة اسقاط او (تنحية) عبد الكريم قاسم، لكن بعد النقاش تم الأتفاق ان الوقت الراهن غير مناسب لذلك، و ان يذهب عامر للقاء بقاسم االذي كان ارسل في طلبه.
(في رواية صالح دكله انه جرى قبل ذلك، اجتماع، في احد البيوت الحزبية في عكَد الكرد، ضم سلام عادل وصالح دكله و عطشان الأزيرجاوي و انه كان يجري فعلا التهيئة لتحرك عسكري و ان التحرك المدني كان جزءاً من هذا التحرك، و ان قاسم الذي لفتته التحشيدات، و ربما تسربت اليه، من مصادره، انباء عن تحرك عسكري وراءه الشيوعيون، ارسل في طلب عامر , و اذ ذكرت رواية ثابت ان عامر ذهب للقاء قاسم، فانها لم تتطرق الى ما دار في اللقاء. لا يعقل ان لقاءً بهذه الأهمية و في وضع متوتر كان مجرد لقاًء اجتماعي جرى خلاله تبادل المجاملات، و لا يعقل ان عامر لم يعد ليطلع رفاقه في قيادة الحزب بحصيلة اللقاء. لكن صالح اورد، بقدر ما اتذكر، و لعل ذاكرتي اصابها التشوش و العطب بسبب التقدم في العمر،و هذا وارد في كل حال! ان اللقاء بقاسم تم قبل حضور عامر الأجتماع الذي اشار له ثابت ، و ان قاسم كان متوترا مستفزا، و استفسر عما يجري و قال بالحرف: شتردون؟ تسووني مثل كيرنسكي؟*" و ان عامر طلب عقد اجتماع عاجل لمناقشة ما يدور)
- كيرنسكي، رئيس وزرار روسيا بعد ان اطاحت ثورة شباط 1917 بالنظام الفيصري، ثم اطاحت به ثورة اوكتوبر بقيادة البلاشفة.
- هاملتون كندا
24 7 2017