قوانين أجهضتها اﻷعراف اﻹجتماعية يُراد إحياءها / د. علي الخالدي
يبدو أن برلمانينا على عجل من أمرهم في المصادقة على قوانينﻻ تحاكي مطامح شعبنا . تجاوبا مع رغبة رؤوساء كتلهم ومحسوبيهم ، ما دفعهم في الزمن الضائع من عضوية حياتهم البرلمانية ، إقرار ما لم تصب في مصلحة الشعب والوطن لتنافيها سياسيا وإجتماعيا مع روح العصر والحداثة ، كقانون إنتخاب مجالس المحافظات الذي صُعد فيه القاسم المسترك لتوزيع المقاعد الى 1.9 بغية ، أعاقة وصول اﻷحزاب الفقيرة التي ﻻ تملك المال وﻻ الفضائيات وخاصة الصغيرة منها لقبة البرلمان ، لتبقى الكراسي محجوزة للأحزاب اﻹسلامية وكتلها المتحاصصة طائفيا وإثنيا ، ضماننا لمصالحهم الحزبية والذاتية . مطمأنين على حمايتها كي يتواصل تماديهم في عدم اﻹفصاح عن ما تملكوه خلال حياتهم البرلمانية من ثروات ثابته ومنقولة ، من الرشى والسحت الحرام ، ( أفصح 52 نائبا فقط من أصل أكثر من 300 نائب ) ومع هذا تعمل اﻷغلبية الساحقة منهم ، وبدون وجل على إحياء الحياة لقوانين لم يجرالتوافق عليها في أيام أعراس اﻹتفاقات وتقاسم السلطة طائفيا ، كقانون اﻷحوال الشخصية الجعفري ، الذي يعني إلغاء قانون رقم 188 لسنة 1959 ، الذي سنته ثورة تموز المجيدة ، وأنصفت به لحد ما المراءة العراقية ،ويريدوا حاليا إلغائه ، وتكبيل المراءة ببنوده المهينة الحاجبة لحريتها، بطريقة ملتوية قامت على تغييرعنوانه السابق الى قانون تعديل اللأحوال الشخصية ، لكي ينطلي على البعض . ومع هذا القانون يجري مناقشة إصدار قانون حرية التعبيروالتظاهر السلمي ، وكلاهما من أسواء القوانين ، مما أثار حفيظة رابطة المراءة العراقية والجمعيات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالحريات وحقوق اﻹنسان ، وبجهود مضية متواصلة في الداخل والخارج ، أثمرت عن تأجيل التصويت عليهما لوقت آخر، فلربما التغيرات واﻹصطفافات الجديدة تنتج نهج محاصصة بثوب جديد، فقد بلى جلباب المحاصصة القديم ، ليبقى النهج محققا لهم أغلبية تمرر قوانين تحاكي أجندات رؤساء كتلهم ، سيما وأنهم ومحسوبيهم ، يراهنوعلى العودة لمواقع القراربصيغة اﻷغلبية أو التوافقات السياسية ، معتمدين على ما فصل على مقاسهم من قانون إنتخابات مجحف وجائر، ومصرين على ابقاء مفوضية اﻹنتخابات ، لتيقى تتماشى مع أهواء متبني نهجها المحاصصاتي ، الذي مارسته طيلة 14 عاما من حكمهم . فإذا كانو صادقين بما يدلوا به من تصريحات مخدرة للناس ، فاليقوموا بتغيير لجنة اﻹنتخابات وإصدار قانون إنتخابات يتماهى ويتوافق مع مصالح الجماهيروقواها الوطنية
إنهم ﻻ زالوا يطمحون، رغم تغيب الكثيرين منهم عن حضور جلسات البرلمان في دورته اﻷخيرة ، من إمرارالقوانين الجائرة بحق الناس ، لكن بسبب التقاطعات بينهم ، واﻹنشقاقات في أحزابهم وكتلهم التي وقف خلفها فشلهم في إدارة الدولة ، ناهيك عن عدم إتمام النصاب القانوني للجلسات ، بسبب التمارض واﻹصطياف مع عوائلهم هربا من حرارة آب اللهاب ، حال دون ذلك ، ومع ذلك قإنهم يستعجلوا مواقفهم قبل أن تفعل اﻹنشقاقات فعلها في كتلهم ، وتُحدد الوجهة التي سيتوجه اليها نوابهم ، وتتشظى أحزابهم . معتمدين على وجوه مخضرمة في البرلمان ، ممن يعتمد نفس الدوافع واﻷجندات التي لملمتهم تحت قبة البرلمان ، وبصورة خاصة أجندات نهج المحاصصة المقيت ، تلك اﻷجندات التي إعتنقت سياسات كارثية بعيدة عن العقل الفكري والعلمي في أدارة شؤون البلاد ، قامت على الشراكة والتوافقات . فهم يتوهمون بقدرتهم على مواصلة فن المناورة والتلاعب بمصطلحات لحماية نهجهم الهجيني الخاضع لتوجهات ﻻ تصدرمن العقل والضمير، وإنتاج سلطة قائمة على المذهب والطائفية ، شبيه بالسياسة التي أستخدمت إستخداما سوقيا فقادت الى طغيان الخاص على العام ، ودمرت الروابط الوطنية وقيمها ومبادئها الروحية ، وهذا ما يبغوا أن يسيروا عليه وتمتينه بعد إﻹنتخابات القادمة ، لذا بدأوا بتحويل سلطتهماﻹعلامية ومنابرهم لشن هجمات معادية للوحدة الوطنية وحرية االرأي ، ولكل ما تعلق بالمدنية والعلمانية .
فاﻷغلبية العظمى من النواب ومن محتلي مواقع القرارأكتسبوا مناعة ، وقفت وراءها البلادة الذهنية وفقدان الضمير وعدم اﻹيمان بضرورة تحقيق مصالح الشعب والوطن ، ورفض كل تطورللتنمية اﻹقتصادية واﻹجتماعية ، حيث بقوا مصرين على معايير اﻹزدواجية في الممارسة العملية ، وتعلم لبس ﻷقنعة ، مع إستعمال الكلمات الحلوة عن الشفافية والنزاهة وبناء المجتمع المدني ، والتي كانت غائبة طيلة 14 عاما من قواميسهم ، فذبلت أوراقهم واصفرت ، وبدأت بالتساقط ، فبانت عوراتهم ،. ومهما حاولوا تجميلها ، لن يفلحوا ، فقد كُشفت الجماهيرزيف الكثير منهم ، وخاصة من لم يصله الشلع وﻻ القلع ، بينما بقيت لعنة من بكى في سبايكر، وما حصدوه من تخاذلهم في التصدي لداعش ، تلاحقهم في الدنيا واﻵخرة ، لكونهم لم يتركوا لشعبنا سوى اﻷحزان واﻵﻵم ، ومع هذا فشعبنا يواصل فرحه بتحريراﻷرض وكنس داعش منها على أيدي جيشنا الباسل ، لكون دماء شهداءه ، قد عبدت طريق التقدم والتحرير أمامه . أما من تخاذل أمام الدواعش فمقامه يعرفه قبل غيرة