الزيارات الى السعودية لكسر الهيمنة الايرانية / جمعة عبدالله

نجحت ايران الى حد بعيد وعلى مدى 14 عاماً . في عزل  العراق بدائرة ضيقة من  التقوقع على نفسه  , واحاطته بطوق مغلق من المحاصرة , في عزل  العراق عن محيطه العربي , وان يكون تابعاً ذليلاً لسياسة ايران الخارجية وعلاقاتها الدولية , فهي المنفذ والمرشد للاوامر التنفيذية للعراق  دون نقاش , بهذه الهيمنة الكاملة على العراق , التي جعلت ايران هي التي ترسم سياسته الخارحية وعلاقاته الدولية وتقاربه و ابتعاده عن هذه الدولة أو تلك  , في الارتمى في احضان  المرشد الايراني ولي الفقيه  خامئني , وهو ينفذ ما يملي عليه , حتى فقد العراق استقلاله وسيادته ومصالحه الوطنية وسيادته الوطنية  , وكانت من نتائجها السلبية من  الانعزال , فقدان مكانته ووزنه السياسي العربي والدولي . وجلبت له العداء المضاعف ,بزيادة دعم الارهاب والارهابيين ,  ليعثوا بالعراق خراباً  , لانه محكم بهذا الطوق من الهيمنة . ولكن الظروف تبدلت , بعد سقوط داعش ,  ودخول العراق بمرحلة ما بعد داعش , تتطلب الانفتاح العربي والدولي , وكسر العزلة عن محيطه العربي , بالانفتاح والسياسة الاعتدال , والاهم ان ينتهج سياسة التوازن المتكافئة , بين ايران ومحيطه العربي ومنهم السعودية , لما لها دور ثقيل في المحيط العربي , سواء شئنا أم ابينا , وفتح خطوط الاتصال والتفاهم والحوار , وانتهاج مبدأ  سياسة الاعتدال والتقارب  , باحترام الشؤون الداخلية لكل بلد , ونبذ الارهاب وتصفية ينابيعه بالاتفاقات الامنية بين البلدين المجاورين  , وخاصة العراق , تجرع سم العلقم من الارهاب والارهابيين , ويحتم عليه توقيع اتفاقات تفاهمية  بين البلدان المجاورة ,  على محاربة الارهاب والتضييق عليه , هي مهمة , تشمل التعاون العربي والدولي , بفتح قنوات الحوار والتفاهم , لحفظ المصالح الوطنية وعدم الافراط بها , ان هذا يتطلب كسر الطوق والهيمنة الايرانية على العراق , لانه اصبح يدفع ثمنها بشكل باهظ , بأن اصبح العراق ساحة حرب , لتصفيات الحسابات بين الدول وايران , والضحية وكبش الفداء هو العراق والعراقي . ولكن هذه السياسة الانفتاحية , تلقى معاضة شديدة , وعدم  القبول والرضى  , من اكثرية  الاحزاب الشيعية التي تدين بالولاء المطلق لولي الفقيد المرشد الايراني خامئني , وكذلك من جانب اخر , لا تحبذ ايران  خروج العراق من طوق هيمنتها . لذلك تنظر للسياسة الانفتاحية للعراق الجديدة  على محيطه العربي والدولي ,  بنظرة الشك والريبة , لذلك تحاول بكل جهد , ان تقف حجرة عثرة في طريق انتهاج سياسة انفتاحية ونهج مبدأ التوازن المتكافئ , بين ايران  ومحيطه العربي . ان الزيارات التي شهدتها في الفترة الاخيرة الى السعودية , ردت ايران عبر احزابها الشيعية ومليشياتها عليها  , بفعل سلبي تجاه هذه الزيارات بالرفض والاستنكار  , وسيزيد من ردود افعالها السلبية , الى حد خلق مشاكل وافتعال ازمات مختلقة , حتى تتوقف سياسية الانفتاح وحتى عودة العراق الى الاسطبل الايراني , وخاصة ان لدى ايران أيادي  اخطبوطية , على كل مناحي الحياة , بما فيها التأثير في القرار  السياسي ,  فان الامور لا يمكن ان تمر بسلام وهدوء , في محاولات الانفلات العراق عن الهيمنة الايرانية , وستشهد الفترة القادمة , اذا اصبحت السعودية قبلة المزار لبعض زعماء الاحزاب الشيعية , فان ايران ستعمل بكل جهدها , دق اسفين في سياسة الانفتاح والتقارب , يعني بشكل او باخر , لا يمكن  كسر العزلة والطوق الايراني على خناق العراق , دون دفع ثمن باهظ  .............   والله يستر العراق من الجايات !!