عن الشهيد "علي حسن - أبو حيدر"... وعن تلك الأيام / حيدر فاضل
قبيل منتصف السبعينات عرفت "أبو حيدر" لأول مرة، حين زار لجنتنا الحزبية، مشرفا على أحد اجتماعاتها. كان في جولة استطلاع وتعرف على هيئات المنظمة الطلابية لبغداد، التي كلف بقيادتها حديثا، كما بدا لي، ولاحقا عرفت انه كان أنهى دراسته الحزبية، وعاد توا من الخارج.
في ذلك الاجتماع، جاءنا ودودا، هادئا، مهتما ومنتبها أقصى الانتباه، يريد التعرف على كوادر المنظمة وشؤونها وتفاصيل عملها. وللمفارقة كنت في ذلك الاجتماع مشاغبا و"انتهازيا"، انتهزت فرصة وجود المشرف لأقدم نقدا مفصلا لشؤون ووضع هيئتنا والمنظمة التي نقودها، وأشن هجوما انتقاديا لاذعا لسلوك مسؤول الهيئة ونائبه، وما وصفته في حينها بسلوك غير مبدئي ولا يليق بمناضلين ثوريين. كان يصغي بانتباه، ومنحني فرصة كاملة، لعرض انتقاداتي وموقفي، ولا أنسى ابتسامته الخفيفة وهو يصغي لحديثي، كأنه كان يوحي لي بـ"واصل ولا تهتم"، كان يكتب الملاحظات ولم يعلق كثيرا، لكنه سأل الآخرين ووعد بدراسة كل هذه الآراء.
كانت المرة الأولى التي أرى فيها مشرفا حزبيا لا يُنرفز من النقد، بعد بضعة أيام بلغت بموعد لقاء مع ابي حيدر في مقر لجنة منطقة بغداد، التقينا منفردين ليبلغني، بأن جميع ملاحظاتي وآراء الرفاق درست وستتخذ اجراءات بشأنها، وكان عند وعده، وكانت له ملاحظات بالتخفيف من حدة اسلوب الطرح، لكنه أشاد بمبدئية الموقف. كان ذلك أمرا مؤثرا.
ثم تكررت اللقاءات في مناسبات حزبية أخرى، لكن الملفت كان الوضع التنظيمي والجماهيري وفي كل المفاصل، للمنظمة الطلابية في بغداد التي كان اسمها "حيدر"، التي قادها الشهيد، وكان عضوا في لجنة منطقة بغداد. كانت من أفضل منظمات الحزب ليس في العاصمة وحدها، كنا نشعر اننا نعمل في منظمة حزبية متينة البنيان تضج حيوية ونشاط وتطور، تربى فيها الكثير من الشيوعيين والكوادر الحزبية، تربية نضالية سليمة.
وفي ظروف الهجمة القمعية على الحزب في نهاية السبعينات، وتحديدا في الاشهر الاولى من عام 1979 أعتقل مسؤولي الحزبي، الرفيق العزيز "علي الراعي – أبو حبيب" له دوام الصحة والعافية... لم أكن أعلم باعتقاله حين كنت أذهب الى الموعد تلو الآخر معه دون حضوره، في الموعد الثالث، وكان موعد مع المركز للاحتياط في حال غياب المسؤول المباشر عن موعدين، جاءني الشهيد "ابو حيدر" ليخبرني باعتقال "أبو تحسين"، وكان هذا اسمه المتداول بيننا حينها، كنت أحضر المواعيد معه وهو في اقبية الأمن العامة يتعرض لبشاعات التعذيب والأذى دون ان يعترف عليَ او يخبرهم بمواعيده مع رفاقه، وهذا ما لن انساه ابدا.
صار الشهيد "ابو حيدر" مسؤولي الحزبي المباشر في تلك الأيام المحتدمة، اعتقالات واستدعاءات بالجملة وضربات متلاحقة للتنظيم، أيام شهدت تنوع المواقف وتعدد المصائر، بين شهداء تحت التعذيب ومعتقلين صامدين وبين من خانوا وانتقلوا الى صف العدو... وآخرين لم يعتقلوا لكنهم آثروا سلامة شخوصهم فوقعوا التعهدات للسلطات وأعطونا ظهورهم وركنوا جانبا، وبعض كثير غادر البلاد... أبو حيدر كان بين الذين قرروا البقاء والمقاومة ومواصلة النضال مهما كانت التضحيات المطلوبة. وكان موقفه متوافقا مع ما في بالي ومنسجما كل الانسجام مع قناعتي بأن مصداقية المناضل تكشفها مواقفه واختياراته في الظروف الصعبة، وعلينا ان نواصل النضال في أصعب الأحوال، كما هو موروث الشيوعيين منذ أيام فهد.
أذكر من تلك الأيام، ان نشرة داخلية جاءتنا من قيادة الحزب، مصاغة ببقايا نفس "جبهوي"، كان فيها ما يعني ان ما يجري ظرفا عابرا، وان هناك امكانية لتصليح ما تخرب مع البعث واحياء الجبهة... اللقاء التالي مع أبي حيدر، بعد استلامي النشرة، كان لقاء ملتهبا... موعدنا كان على جسر الصرافية الحديدي، هو يأتي من جهة الكرخ وأنا من الرصافة ونلتقي على الجسر في الحيز المخصص للمشاة. كنت هيأت اعتراضي على كل ما جاء في النشرة الحزبية وتوقعت أن يكون الرد مدافعا عن وجهة نظر النشرة القيادية... حدثته مبينا قناعتي بأن ما يجري هو نهج ثابت لسلطة البعث في معاداة الحزب وتصفيته، وليس ظرفا عابرا، وان ما جاء في النشرة يضعف مقاومتنا للهجمة ويهبط من عزيمة نضالنا، وبأننا لا يمكننا الدفاع عن سياسة هشة وموقف مهادن بنضال مستميت، فليس معقولا ان يصمد المناضل تحت أبشع صنوف التعذيب ويقدم تضحيات غالية دفاعا عن موقف سياسي يهادن السلطة وينحو باتجاه التفاهم معها. لم يكن رده كما خطر في بالي ولم يدافع عن محتوى النشرة، ففي ذلك اللقاء كشف الشهيد عن قناعاته السياسية... قال لي، لا شأن لنا بما جاء في النشرة الحزبية، وطلب مني عهدا بمواصلة النضال ضد سلطة البعث مهما كانت الظروف، وحسب تعبيره "حتى لو ظهر عزيز محمد على شاشات التلفزيون" متفاهما مع قادة البعث، وبأن القادم من الأيام سيحمل الأصعب من ارهاب وقمع ودموية... قال لي بالنص، "إذا كان لديك الاستعداد النضالي للموت من أجل القضية والحزب واصل عملك الحزبي" وإذا كانت قناعاتي غير ذلك فأمامي فرصة للانسحاب وتسليم التنظيم والركون جانبا والعودة الى دراستي وحياتي الطبيعية، وحين اخبرته بموقف ايجابي، مد كفه للمصافحة والتعاهد على البقاء في ساحة النضال حتى لو تطلب الأمر التضحية بحياتنا، تعاهدنا متصافحين وكلانا ينظر في عين الآخر. طلب مني أن افعل مع الرفاق الذين اقودهم مثلما فعل معي، بالذات الكوادر الذين في عهدتهم منظمات حزبية، وفي تلك الأيام وبسبب الضربات المتلاحقة وغياب مسؤولي المنظمات بين معتقل ومغادر، تكدست الصلات واندمجت بقايا منظمات، وتشكلت عندي عقدة صلات حزبية غير قليلة. وجهني بأن الموقف يجب أن يكون واضحا لدى جميع الرفاق، بأن البعث لن يتراجع عن سياسته هذه، وان الظروف ستتعقد أكثر وستشتد الصعوبات وستزداد شراسة القمع والتصفية، وليس امامنا سوى مواصلة النضال مهما كان الثمن، ومن ليس لديه القدرة والاستعداد للعمل في مثل هذه الظروف عليه الانسحاب ومواصلة حياته بعيدا عن التنظيم. كنت أرى في موقفه هذا وضوح رؤية سياسية ونضالية بلا أوهام وتضليل وميوعة سياسية. ولا أنسى شحنة المعنويات النضالية التي شعرت بها أثناء هذا اللقاء.
حين اشتدت علينا صعوبات العمل، لكثرة الاعتقالات وشدة اجراءات القمع والملاحقة والانتشار الأمني الواسع، استوجب علينا التقليل من لقاءاتنا الأسبوعية المباشرة، وكلها كانت في الشوارع العامة والفرعية، وأن يكون بيننا وسيطا لاستلام وتسليم البريد، بين لقاء مباشر وآخر، وكانت الشهيدة "ام حيدر – زهور اللامي" زوجة الشهيد، التقي بها مرة وبه مرة اخرى. حتى جاء موعد، في أيلول 1979 ان لم تخني الذاكرة، لم يحضر فيه أي منهما، وتكرر الأمر في الموعد الثاني، وفي الموعد الاحتياط مع المركز، جاءتني الشهيدة "أم آيار – رمزية جدوع" لتخبرني باعتقال الشهيد وزوجته، وكنت حضرت عدة مواعيد معه غاب عنها لأنه معتقل... تحمل هو الآخر سياط الجلادين وبشاعات التعذيب دون ان يشي بي، او بغيري من الرفاق. ولست متأكدا من قصة اعتقاله، لكن الذي تطرق لمسامعي، ان ابا حيدر وقع بيد رجال الأمن صدفة او خطأ، فلم يكن هو المقصود حين داهموا الدار التي كان فيها.
وكان هذا اعتقاله الأول ولم يدم طويلا، بعد أسابيع أطلق سراحه، إن لم تخني الذاكرة في تشرين الأول، إثر قرار للمقبور صدام بإطلاق سراح عدد من المعتقلين الشيوعيين استجابة، مراوغة، لضغوط "دول اشتراكية" وايضا إثر ايفاده مكرم الطالباني الى قادة الحزب في موسكو بدعوة، مخادعة، للتفاهم واحياء التحالف.
بعد ايام قليلة من إطلاق سراحه، أخبرتني الشهيدة أم آيار بأن أبا حيدر لديه معلومات مهمة عرفها من سياق التحقيق معه أثناء اعتقاله، عن الوضع الأمني لنا، وما يعرفه ضباط الأمن عن نشاطنا السري، وكان الشهيد قد سارع بإيصال تلك المعلومات مع مقترحات لصيانة الرفاق والتنظيم... وفي اللقاء التالي لم تأت أم آيار لوحدها.
لم أنس ذلك اللقاء... كان في السابعة مساءا من يوم ثلاثاء خريفي، في نهاية تشرين الأول أو بداية تشرين الثاني، قرب معمل القطن الطبي بالوزيرية، جاءت أم آيار ومعها رفيقة مشرفة، لم ألتق بها سابقا، شعرها قصير، كانت تتحدث بلسان من بيدها الأمر والقرار.... عرفت لاحقا انها الشهيدة "عايدة ياسين".
ومنذ البداية دخلت الشهيدة في الموضوع القادمة من أجله، دون تهيئة وايضا اختصارا لوقت اللقاء صيانة لنا، وفي مثل تلك الظروف كلما كان اللقاء قصيرا قلت المخاطر. قالت ان ابا حيدر أبلغها بمعلومات مهمة للغاية تتعلق بسلامة الرفاق وأمنهم، وبين تلك المعلومات أن ضباط الأمن ركزوا في التحقيق معه على معرفة من يقود عقدة تنظيمية محددة في بغداد، وكنت انا المقصود، وبأن رجال الأمن يقتربون من الوصول الي، واتذكر جيدا ما قالته نقلا عن الشهيد "رفيق الحلقة حولك تضيق". وان ابا حيدر اوصى بتجميدي حزبيا، صيانة للتنظيم ولي، وبأن أخرج من بغداد، "ابو حيدر يطلب منك ان لا تبق في بغداد، وتغادرها فورا". كانت الشهيدة، كما بدت لي، امرأة حازمة في أمرها، ابلغتني بقرار حزبي بتجميدي وسحب كل التنظيم والصلات مني خلال بضعة ايام، وكانت هيأت لي مواعيد مع رفيق لا أعرفه يستلم الصلات مني، وبأن الحزب سيتكفل بتهريبي من بغداد، "رفيق... امامك خيارين، نستطيع ايصالك الى عمان سالما، ومنها الى دمشق وبيروت، وهذا هو الأفضل، او نرحلك، بأمان، الى كردستان لتلتحق بفصائل الأنصار في الجبال".
لم اشأ مغادرة بغداد، طلبت منها أن أجمد حزبيا وأبقى مختفيا في بغداد دون أي نشاط حزبي لحين اتخاذ قرار باستئناف نشاطي، رفضت الشهيدة طلبي رفضا قاطعا، "ابو حيدر يقول انهم سيقبضون عليك لو بقيت هنا، لديه معلومات جعلته يستنتج هذا". ولم أشأ مغادرة الوطن، فاخترت الالتحاق بالأنصار في جبال كردستان، مع وعد بأن أعود لاحقا لمواصلة النضال في بغداد. وخلال ايام قليلة سلمت كل التنظيم والصلات التي معي، ورحّلت فورا الى السليمانية، حيث أشرف "نائب عبد الله" عضو اللجنة المركزية، في حينها، على تدبير أمر التحاقي بالأنصار، الى حلبجة، ثم جبال هاورامان، حيث توجد قاعدة "هيرتا" للأنصار الشيوعيين.
حين وصلت "هيرتا" طلبوا مني اختيار اسم حركي فاخترت "حيدر"، على اسم المنظمة الطلابية ببغداد التي ربتني نضاليا وقضيت عقد السبعينات أعمل فيها، وايضا اسم ابن الشهيد "علي حسن"، اعتزازا بالمنظمة وبالشهيد ووفاء لهما. كنت أشعر دائما بان الشهيد أنقذني من قبضة رجال السلطة التي عرف انها كانت قريبة مني، كان حريصا على سلامة الرفاق العاملين معه.
بعد أشهر من هذا، وخلال عام 1980، اعتقلت الشهيدة "عايدة ياسين" والشهيدة "أم آيار – رمزية جدوع"، وأعتقل ثانية الشهيد "علي حسن" مع زوجته الشهيدة "زهور اللامي"، اللذان ظلا في بغداد... وغابت أخبارهم لسنوات طويلة، قبل معرفة استشهادهم... هذه الكوكبة اللامعة من الشهداء تشرفت بالعمل معهم وتحت قيادتهم في تلك الظروف القاسية من العمل السري.
ومن مفارقات الحياة، أنى بعد وقت ليس قصيرا عرفت ان الشهيد هو الشقيق الأكبر لزميلي في صفوف الدراسة الابتدائية، بمدرسة "رأس القرية" التي كانت قريبة من جامع المصلوب بمحلة الدهانة، صديق طفولتي العزيز "ماجد حسن"، وان الشهيد نشأ في ذات الأزقة التي نشأت فيها، في الدهانة والقشل... بين شارعي الجمهورية والكفاح.
"أبو حيدر" ترك اثرا لا يمحى في نفسي، وصار بعضا من ضميري النضالي، تعلمت منه الكثير ووجدت فيه القائد الحزبي الأمثل في تلك الظروف الدامية، ورأيت فيه مناضلا صلبا لا يهاب الصعاب والشدائد، يتمتع بالكفاءة وبوضوح الموقف والرؤية السياسية، مقداما في النضال وفي التضحية وبنكران الذات، حريصا على رفاقه وسلامتهم. ويمكنني الاسترسال في ذكر صفاته ومآثره، الا ان بقائه في ساحات النضال في تلك الظروف، واستشهاده وتضحيته بحياته من أجل شعبه وقضيته، يختصر ويختزل كل شيء.
الصيت النضالي المجيد للحزب الشيوعي، صنعه مناضلون من هذا الطراز.
هذا الرجل كان قائدا شيوعيا لم يغادر ميدان النضال وضحى بحياته من أجلنا... أي كلام يكفي للحديث عنه؟
كل ما كتبته محض ذكريات عنه وتذكير بمأثرته وبطولته.
مرفق: الدعوى القضائية التي قدمتها عائلة الشهيد الى هيئة الادعاء العام في محاكمة صدام حسين.
دعوى قضائية من عائلة الشهيد ضد صدام حسين
السيد رئيس هيئة الادعاء العام في محاكمة صدام حسين
الموضوع : دعوى جنائية شخصية
في حوالي الساعة الرابعة من فجر يوم الثالث والعشرين من ايلول عام 1980 داهمت جماعة مسلحة من رجال الامن ومنظمة حزب البعث العربي الاشتراكي في منطقة العطيفية دارنا المرقمة والتي كان يسكنها المواطن العراقي علي حسن علي ( مواليد عام 1945 بغداد ) المعروف باسم ابو حيدر وزوجته المواطنة العراقية زهور حمود اللامي ( مواليد عام 1947 ) المعروفة باسم ام حيدر وطفلهما ليث ( حيدر) الذي كان يبلغ من العمر انذاك اقل من سنتين. وبعد تفتيش الدار، حسب اقوال الجيران، اصطحبوا معهم المواطن علي حسن وزوجته وطفله. وبعد يومين من هذا التاريخ ترك رجال الامن الطفل لدى اختنا خديجة حسن التي كانت تسكن في حي جميلة.
وقد اختفت اخبار المواطن علي حسن وزوجته زهور حمود منذ ذلك الحين، بالرغم من ان المسؤول الامني والبعثي في منطقة حي جميلة المدعو عباس منجل كان يبتز الاموال من اختنا والاقارب بحجة انه سيحصل لهم على اذن بزيارتهما، لكن شيئا من ذلك لم يحصل قط.
كان الموطن العراقي علي حسن علي من قيادات الخط الطلابي في منظمة بغداد للحزب الشيوعي العراقي ، وكذلك زوجته زهور حمود اللامي. وقد سبق واعتقلا في عام 1979 بدون تهمة أو ذنب، سوى عضويتهما في الحزب الشيوعي العراقي، وتعرضا الى تعذيب شديد انذاك واطلق سراحهما بعد فترة من الزمن.
بعد سقوط نظام صدام حسين استطاع الاهل والاقارب في بغداد العثور على اسميهما في القوائم التي علقت هنا وهناك استنادا الى الوثائق التي تم العثور عليها في مراكز الامن والاستخبارات والمنظمات الحزبية. واتضح انهما اعدما في عام 1983 بدون محاكمة او تهمة محددة. ولما كان صدام حسين رئيسا للدولة العراقية ورئيسا لحزب البعث العربي الاشتراكي في هذه الفترة ويتحمل كامل المسؤولية عن الافعال التي قامت بها السلطات الحكومية والمنظمات الحزبية البعثية فاننا نتهمه بقتل المواطن العراقي علي حسن علي وزوجته المواطنة العراقية زهور حمود اللامي ونطالب المحكمة الاقتصاص منه على هذا الاساس.
اصحاب الدعوى
ليث( حيدر) علي حسن علي ابن الشهيدين علي حسن علي وزهور حمود اللامي
مالك حسن علي شقيق الشهيد علي حسن علي
فاطمة حسن علي شقيقة الشهيد علي حسن علي
ماجد حسن علي شقيق الشهيد علي حسن علي
3/7/2004