بعشيقة، بحزاني، لا تنسي اولادك أبو فالا وأبو سمرة/ محمد علي محمد  

هما رفاقنا الذين غادرونا الى الموت بسرعة مكرهين. الشهيد أبو فالا والشهيد أبو سمرة

استشهدا ضد الفاشية صباح يوم الثالث عشر من نيسان 1979، على سفح جبل سفين الجنوبي في وادي (ئاوه كرد). كانوا عزل من السلاح. كانوا لم يرموا طلقة واحدة على جسد تلك السلطة العاهرة بعد.

 اجبرتهم السلطة على مغادرة ديار الطفولة وملاعب الصبا، اجبرتهم ان يغادروا معبدهم لالش ويحرموا من التبرك بمياهه وعطره. ان يحرموا من هواء بلداتهم بعشيقة وبحزاني، والى الابد.

وجدوا أنفسهم مندفعين نحو الجبل. نعم لا حل غير ذلك.

ما الضرر الذي الحقوه بسلطة القمع تلك، ماذا عملوا، ما هي تهمتهم

لا شيء. فقط لكونهم شيوعيين. فقط لأنهم وجدوا أنفسهم مع الناس الذين لا ينتقصوا من ادمية الانسان وكرامته شيئا، الناس الذين ينظرون للأخر بانه اخ في الإنسانية. ولا علاقة للدين والقومية والمذهب بسياستهم.

الشهيد أبو فالا (خليل سمو خلو) من بحزاني، عامل نسيج يدوي، كان شيوعيا منذ بواكير شبابه. حمل سلاح الأنصار الشيوعيين في الستينات، وجرب مواجهة الموت مرارا وانتصر عليه. عرفه الناس بطلا في معركة ((الشيخ بكر)) في بحزاني ضد السلطة يوم 11/11/1970.

وفي أوائل نيسان 1979 ودع عائلته واطفاله الستة وجاء للالتحاق بالأنصار. حيث النواتات الأولى للحركة التي بدأت تكبر وتقوى. لقد أدركا ان لا طريقا لمواجهه قمع وإرهاب السلطة، الا بعنف ثوري. هكذا وجدا أبو فالا وأبو سمره طريقهما نحو الجبل.  مروا أولا بالمدينة أربيل، وانتظروا هناك أياما لدى رفاقهم في أربيل، حتى تم اخراجهم الى منطقة غرب الكوي والالتحاق بركيزة مام كأويس في بسط الشرغة. الركيزة الثانية في أربيل بعد ركيزة مام طه في منطقة حرير

كان أبو فالا يقول لرفيقه، (والله انت أحسن مني يا اخي، انت لا دادا ولا ماما، ولا ولد ولا تلد). لكن أبو سمرة كان يضحك. ويرد ان لديه بحزاني كلها. بحزاني كلها وليس زوجة وأطفال فقط.

وأبو سمرة (كواش خدر علي)، المولود في بحزاني 1951، عامل بسيط، كانت آخر خدمة له شغيل في مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في بغداد. وهو من اوصد أبواب المقر ابان حملة الإرهاب 1979 وغادر الى الشمال. كان مولع بالتعلم رغم سنه، لم تمنحه الحياة فرصة غير إتمام المرحلة الأولى.

كان ابو سمرة واحدا من مفرزة للملتحقين نحو القاعدة الأولى ناوزنك عند الحدود. كان ذلك في 

في غروب يوم 11 نيسان 1979، كانت مفرزتهم المكونة من 28 رفيقا، تحت قيادة الرفيق الشهيد رستم وادلائها الرفيقين محمود قاد وخضر هدايات. المفرزة عبرت من بسط الشرغة الى جبل الباوجي، حيث أخذت قسط من الراحة في قرية (سماقولي كرتك)، وفي الفجر وجد طريقهم يتسلقون وادي (ئاوه كرد) نحو أعالي سفين للانتقال للجهة الثانية لإكمال المسيرة. بدء زخ الرصاص في ظهورهم وهم لم يبلغوا منتصف الوادي بعد. احتموا بصخور الجبل حيث لا بنادق لديهم. ولكن بعد نصف ساعة اتضح لهم ان هناك قوة عسكرية كبيرة نازلة عليهم من الجبل. وهكذا نجح من خطط لإيقاعهم بين المطرقة والسنديان. جرح أبو فالا أولا مع مام هدايات، ثم استشهد أبو سمرة. وظل المعركة طويلا جربت بها السلطة كل فنون القتال الجبلي. 

 في المساء وقبل انسحاب قوات الحكومة من حوض سماقولي شاهد الجميع كيف حطت السمتية وانتشلت الرفيق الجريح أبو فالا ثم همت بالصعود. دارت الطائرة دورة أولى ثم ثانية وسط انظار الرعاة واهل القرى الخائفين، ثم فتحت بابها والقت بالرفيق أبو فالا حي جريحا من ارتفاع مئات الأمتار، ثم ولت شطر المدينة

نعم، من المؤكد انهم لم يستطيعوا ان ينتزعوا اية معلومة من البطل أبو فالا ولهذا تخلصوا منه بهذه الطريقة البشعة

لملمت المفرزة جراحها ورجعت الى (سماقولي كرتك). حيث دفنت الشهداء لتعاود المغادرة فجرا نحو الجبل. لكن هذه المرة كانت حركتها بعيدة عن عيون امام جامع القرية..

بعد سقوط النظام في2003 تم من قبل الاهل والرفاق إعادة رفاتهم الى بحزاني في موكب تشيع مهيب اشترك به أهالي المنطقة جميعا من كل الأديان والطوائف.

المجد لكم  .

سنبقى نتذكركم دوما أيها الرفاق الابطال