الشهيد وضاح (صباح مشرف) / محمد علي ارحيمة          

وانت يا صباح يا وضاح، ابن الناصرية وتؤام الروح مع صديقك علي ابراهيم الذي رحل باكرا. كنا سوية لم نفترق، انا وانت وعلي إبراهيم، منذ ان كنا في اليمن وحتى قدمنا الى كردستان. وفي كردستان فرقنا العمل النضالي. كل واحد منا ذهب الى وحدته.

لكنك ظللت حزينا ومكسورا منذ ان غادرك صديقك علي. كنت تقول لي لا طعم للحياة بعد غياب علي. حتى سلمت الروح في المعركة ضد اوك يوم الثاني عشر من أب 1983 في وادي كومتان، في معركة بشتاشان الثانية، واستشهد معك سمير عينكاوة وأبو مازن.

التقيتكم نفس اليوم 12 اب 1983على اكتاف جبل بشاشان المؤدي الى وادي ( باله يان). كنا نسير بالاتجاه المعاكس، انا ذاهب ولوحدي الى قنديل اروم جلب عتاد الى مدفعنا الوحيد ب 10 الذي كنا نعمل عليه انا وملازم كريم (كفاح). وأنتم كنتم ذاهبون الى قواتنا المرابطة في الوادي. كان سمير قد عاد لجلب الارزاق الى الرفاق وكان يصحب معه حيوان لهذا الغرض، اما أبو مازن فهو توا قد وصل من إيران بعد زيارة أهله الزيارة الأخيرة في آخر إجازاته، ولا أعرف أيضا من ارسله هناك، ربما كانوا قد وزعوا أنصار أربيل على جميع جبهات المواجهة.

لكن المشكلة معك انت، فلم تكن هناك وحدتك العسكرية والتي لا أتذكر اين كنت تعمل في تلك الظروف هل كنت مع مجموعة ملازم خضر او غير ذلك، بل كان رجوعك فقط لسبب آخر كان معه خبر استشهادك. رجعت من اجل استعادة جهاز الاطلاق لصاروخ (الاسترلا) الذي كنت انت المسؤول عنه واتذكر قد قلت لي بانك دفنته هناك قبل فترة. ولا أعرف او أتذكر لماذا كنتم في تلك المنطقة ومتى. ربما الرفاق الآخرين يتذكرون ذلك..

قلت لك ماذا تعمل بجهاز الاطلاق في تلك الظروف يا وضاح. ما قيمته الان. لكنك كنت على حق. اردت استعادته لأنه من مسؤوليتك وقد كان بعهدتك انت، وكنت تأبى ان يتم انتقادك او تناولك سلبا من البعض. وهكذا التزامك ونقاءك وشجاعتك قد أودت بك.

وقعتم في كمين الغدر من قبل الاعداء، انت وسمير عينكاوة وأبو مازن في منطقة (كونه كوتر) المتقدمة على وادي(دول باله يان) حيث المراباة المقامة من قبل أحد فصائل سرية انصار أربيل تحت امرة الرفيق كانبي شوان الذي جرح هو أيضا. كيف تم الإيقاع بكم في هذا الكمين القاتل وجماعة سيد كاكا (السوسيالست) هم من يسيطرون على القمم العليا من هذا الوادي..!

ألم تكن واحدة من الأخطاء الكبيرة التي من الانصاف الاعتراف بها، كيف نسلم ظهورنا وارواحنا بيد الآخر وتحت رحمته، حتى وان كان صديق..

يا رفيقي لست وحدك مع أبو مازن وسمير من ذهبوا بسبب تلك الأخطاء وغيرها. لقد نزفنا بما فيه الكفاية. لا بل كانت معركة شرف وكرامة..

لكن أنتم الابطال وأنتم الخالدون الذين اذقتم العدو المرارة. لقد تعلمنا منكم الكثير الكثير...