قضية ممو (1) /  فرهاد رسول وترجمة ماهر هندي                    

هذا التعبير او (المصطلح) بين الشيوعيين، وبالخصوص منهم بيشمه ركة (حشع) معروف جدا ومشهور وهو اشارة واضحة لكارثة كانت احداثها في سنوات الثمانينات قد حلت على تنظيمات وقوات حشع التي ادت الى استشهاد مجموعة من كوادر حزبية وعسكرية قديرة، خصوصا مجموعة قادة عسكريين لقاطع اربيل لهذا الحزب التي كانت حتى فترة قريبة (اذا لم اقل لحد الان ) قد تركت تأثيرها السلبي على تنظيمات وقوات بيشمركة الحزب٠

ما الاحظه ويلاحظه غيري انه جرى تداول محدود جدا اولم يجري تداول هذه الكارثة الكبيرة، حتى في ادبيات الحزب جرت الاشارة بشكل محدود بحيث  لم تعط لخسارة هؤلاء الشهداء اهمية تذكر، والجدير بالذكر، انه عند وضع هؤلاء الرفاق في قوائم رواتب الشهداء، لم يمنحوا الرتب العسكرية التي كانوا يستحقونها.

مرات كثيرة وفي اماكن عديدة يواجهني هذا السؤال او هذا الواجب والذي هو كم يجب علينا بخصوص هذه القضية وشخوصها المجهولين، وتفاصيلها واسبابها... الخ ، كم يجب ان يجري الحديث عنها للجميع وتوضيحها وكم هو من الضروري ان نشير الى دور وبطولات مجموعة الرفاق هذه وان نسلط  عليهم الاضواء ، لنسعد ارواحهم ونريح ضمائرنا.

بتواضع كبير ، بحكم عملي الحزبي وقربي كأخ وابن عم من هؤلاء الرفاق (استطيع ان اقول)  الى حد بعيد كنت على اطلاع واسع على القضية، وعلى الرسائل الحزبية السرية وكنت قد شاركت بكثير من المهام مع هؤلاء الرفاق، واغلب الاحداث لازلت اتذكرها ولذلك كان الكثير من الرفاق والاصدقاء يطالبوني بان اعالج كل ما اعرفه الجيد منه والسئ لكي تصبح القضية واضحة عند الجميع كيف بدلأت هذه القضية، واين وصلت، بجوانبها السلبية والايجابية كما هي على ان اطرحها بعيدا عن التخوين وبعيدا عن التشهير.

للعلم، سأتناول القضية بعدة حلقات كالتالي: سابدأ بالتحاق ممو بالجبل، ومن ثم عدم قبوله في صفوف الحزب، وذهابه الى ايران، وعودته من ايران والتحاقه في صفوف الحزب الاشتراكي الكردستاني، ومن بعدها قدومه الى المدينة، وعلاقته بالرفاق، وبعدها عودته الى صفوف الحزب وكيفية قبوله، وتكليفه بعمل خاص وكيفية نصبه للفخ وتسليمه للرفاق وكل التفاصيل الاخرى.... الخ

لذلك اطلب من جميع من لديه معلومات بهذا الخصوص ، ان يكتب لي برسالة (اذا) استطاع، لنجعل الموضوع اكثر غنى، تعاونكم سيكون موضع تقديري...

من هو ممو (2)

ممو هو ( مامند اسماعيل ابراهيم) ومعروف باسم ( ممو سمايل كسير) وهو من عشيرة (كلهور) وامه من عشيرة (الزراريين) من اهالي سهل اربيل ومن مواليد 1950، مستواه الدراسي لا يتعدى المرحلة الابتدائية او المتوسطة عندما ترك الدراسة.

بحكم ارتباط اقربائه بالحزب الشيوعي ، وجد نفسه مرتبطا بتنظيمات الحزب الشيوعي، ولكونه شابا والى حدما ممارسته للعمل الحزبي تدرج الى ان وصل الى عضو قضاء وبعد ذلك ارسل بدورة  حزبية  الى الخارج ليعود ويصبح عضو محلية اربيل، واعتقد انه انيطت به مسؤولية قضاء كويسنجق عام 1977.

طرده من الحزب

يبدو انه في الفترة التي كان فيها مسؤولا عن قضاء كويسنجق، انشأ علاقة في السر مع اجهزة نظام البعث الامنية، وبدأ بالعمل معهم. بعد فترة بدأت الشكوك تحوم حوله من قبل تنظيمات مدينة كويسنجق، ويجري تبليغ قيادة الاقليم بشكوك الرفاق في المنظمة، بعد تحقيقات وبحث ومتابعة، يظهر ان شكوك رفاق المنظمة كانت في محلها، ويصدر بحقه قرار الطرد.

لا زلت اتذكر هذه الفترة في سنوات (1977 \1978 ) عندما انتشرت في اوساط الناس ان (الشخص المذكور) طرد من الحزب. وجرى تبليغ التنظيمات، بالابتعاد عنه عند مصادفته، وتجاهله، وان لا يجري التحدث اليه باي شئ .وبحكم كون عائلتنا كانت من ضمن تنظيمات الحزب، كنا من الاوائل الذين علموا بذلك. في احد الايام وضح لنا والدي ماوصل اليه حال (المذكور) ، اذ انه اخذ  يحاول ان يزور بيوت الشيوعيين،  وطلب منا والدي انه اذا صادف واتى لزيارتنا، ان لا نتحدث اليه بأي شئ ( يقصد الامور التي لها علاقة بالتنظيم وما اليه). وبالضبط هكذا كان، يبدو انه قد وضع بيتنا في برنامجه، واتى الى بيتنا بعد ظهر يوم جمعة، حيث كان والدي حاضرا، لاحظت بشكل جيد كيف كان والدي يتهرب من الاجابة على اي من استفساراته واسئلته.

صعوده الى الجبل

كما يصفها (المذكور) بنفسه، انه ذهب بالبداية الى مقرات الحزب في وادي ناو زه نك، وحاول كثيرا ان يقبل كبيشمه ركه في صفوف الحزب الشيوعي، ولكنه لم يجد اي استجابة . اضطر الى ان يتجه الى ايران ليعمل هناك لفترة (لباخا) واستمر بنفس الوقت بمحاولاته عن طريق اقربائه واصدقاءه ليضمه الحزب الى صفوفه، لكن يبدو ان كل ذلك لم يأت بنتيجة وكما يقول هو، حسب اقتراح بعض الاصدقاء يلتحق بصفوف الحزب الاشتراكي الكردستاني(حسك). وبحكم معارفه وبامكانياته وبتأثير بعض الاقارب والاصدقاء يصبح كادرا متقدما في حسك، ويبدو انه في كل الاوقات كان يحاول ان يتقرب من الحزب الشيوعي العراقي.

فترة وجوده مع ( حسك )

يبدو انه في الفترة التي عمل بها مع حسك ( كما يحكي هو) بالرغم من انه تولى مسؤوليات في حسك، لكنه لم يكن له ذلك الدور المتميز، على الاغلب كانت فترة وجوده مع (حسك)  بالنسبة له فترة لقتل الوقت، وكان يخاف على نفسه (كما يقول) لكثرة عناصر النظام المندسة في صفوف (حسك) ، واغلب وقته كان يقضيه مع مجموعة  شخص اسمه بيكه س ، وبيكه  س هذا كان على علاقة طيبة معه، وكان(بيكه س) على علم تام (حسب قول ممو) ب (13) محاولة جرت للقضاء عليه ولكن بمساعدة بعض الناس الطيبين لم تنجح محاولاتهم تلك. احدى هذه المحاولات كانت من قبل ( مامند منتك) حيث ان رسالة كانت قد وصلت من الامن معنونة ( الى مامند كادر السوشيالست) وهذه الرسالة كما يبدو قد وقعت بطريق الخطأ بيد (مامند منتك) الذي يقوم بدوره بتسليمها الى مسؤوليه ليقول لهم ان هذه الرسالة قد ارسلت الى ممو وبالخطأ لتشابه اسمائنا فقد وقعت هذه الرسالة بيدي، لان ممو اسمه الاصلي هو مامند وليس ممو، لكن يبدو لانعدام الانضباط والتنظيم في اوساط حسك، وكثرة عدد المسؤولين ، تضيع المسألة ويجري نسسيانها والتغاضي عنها. وحسب قول ممو نفسه يبدو ان مامند منتك حاول كثيرا ان ينال منه لكنه لم ينجح بذلك، حتى انه في احدى المرات كان قد سحب اقسام سلاحه عليه (حسب قول المذكور) لكن الشخص الذي اسمه بيكه س صديقه دافع عنه  وانقذه.٠

ترك ( حسك) وقدومه الى المدينة

بعد اشتعال الحرب الداخلية وانسحاب قوات ( جبهة جود) باتجاه وادي سماقولي وباليسان وجد( الشخص المذكور) في ذلك فرصة لينقطع عن قوات حسك وبكل الطرق يحاول الوصول الى المدينة (كما قال). وفي منطقة سماقولي يتعرض من قبل قوة من قوات حسك الى كثير من الاذى و يجردوه من السلاح ويبقون معه مسدس فقط، وفي النهاية يجردوه من هذا المسدس ايضا.

تقربه من الحزب الشيوعي العراقي (حشع)

بعد اشتعال الحرب الداخلية لم تعد قوات جبهة جود متواجدة في مناطقنا و بعد انتهاء معارك بشت ئاشان الثانية. توجهت قوات (حشع) الى منطقة بارزان، ومن هناك بدأوا بارسال المفارز الى منطقة سهل اربيل، وكم من المعارك حدثت بين  هذه المفارز وقوات اوك وفي كثير من الاحيان كانت هذه المفارز تضطر لدخول المدينة للاختفاء عن اعين (قوات أوك - وقوات النظام) ، كثير من المرات كان (الشخص المذكور) يلتقي مع هؤلاء البيشمه ركه ، وكما قلت سابقا بحكم القرابة والصداقات القديمة كانوا يثقون به، ويبدو بحكم مهمته كان يعمل على تسهيل عملية تقربه لهم اكثر، فمثلا عدة مرات انا شخصيا رأيته معهم في بيوت اختفائهم وخصوصا الرفاق ( بريار، داؤد، سرباز...الخ) حتى كوادر الداخل كان يراهم مع البيشمه ركة مثل الرفاق ( كوجر ، بيشرو ، ئارام، وممكن اخرين ايضا).... كل هذه اللقاءات والبقاء معا، كانت البداية للضغط على اعادته الى التنظيم.