.بعض الاشياء الاخرى باختصار (8)/ فرهاد رسول وترجمها ماهر هندي
في الوقت الذي كان الرفاق فيه في المدينة، هناك بعض الاشياء التي ارى من الضروري التوقف عندها حتى ولو كان ذلك بشكل مختصر،لانها كما في الحلقتين السابعة والثامنة ( لها علاقة بالمسألة التي نحن بصدد بحثها بالتفصيل) كمعركة (قلاسنج) وما تلاها من ارسال مفرزة اخرى الى داخل المدينة .
في صيف عام 1984 يبدو ان الرفاق قد ارسلوا مفرزة كبيرة مكونة من الفوجين (5 ، 31 أذار ) الى مناطق العمل، بعد ان قامت هذه القوة بجولة في بعض المناطق، وبعد ان عُرف بحركة هذه المفرزة في منطقة اربيل، قوات اوك الذين يعتبرون انفسهم مالكي هذه المنطقة، يتناخون ليبدأوا بتحشيد قوات كبيرة وارسالها الى نفس المنطقة، وبدأوا بالتضييق ومحاصرة الرفاق من كل الجهات بتحريك قواتهم بقصد تطويق الرفاق، محاولين ومتقصدين في دفع الرفاق الى منطقة سفح سفين من جهة قلاسنج، التي هي منطقة جافة وليس فيها ماء ، واهل المنطقة على الاغلب كانوا من الموالين لاوك.
لا انوي بحث هذه المعركة بالتفصيل، لانني لا اعرفها عن قرب (على امل ان يقوم الرفاق المشاركين في المعركة ان يكتبوا معلوماتهم عنها بالتفصيل، لاهميتها من جوانب عدة لاخذ الدروس والتعلم منها). بشكل عام، لهذه الاسباب ولاسباب اخرى، فان نتيجة هذه المعركة انتهت لصالح اوك استشهد فيها مايقارب 15 بيشمركة ل (حشع) و تشتت القوة ، بشكل بحيث ان مايقارب (10) اشخاص من هذه القوة اضطروا لتسليم انفسهم الى ربايا النظام، من بينهم امراء سرايا الكوي وقره جوغ، وبعد مدة توالى وصول القوات وعودتها الى بارزان على شكل مجاميع متقطعة.
بعد ان سلموا انفسهم الى النظام وبعد فترة، صدر عفو عنهم واطلق سراحهم، وعادوا الى بيوتهم، بعد ذلك اعاد بعضهم صلته بالحزب، وعادوا الى المقرات و كان (صادق) من بين هؤلاء الذي كان امر سرية قره جوغ، لكن الرفيق بكر جولا الذي كان امر سرية الكوي، بقي في بيته، وبتكليف من قبل الرفاق ذهبت لزيارته ورحبت بقدومه، وبعد عدة ايام، ايضا وبطلب من (رفيق بريار) ذهبت عنده ونقلت له رسالة شفوية وفيها ان الرفيق (بريار) يود رؤيتك، واذا تستطيع فهو ينتظرك الان في بيتنا. ابدى استعداده، وقال، اذهب سأتي الان وسالتقيه. بعد فترة ، اتى هو وكاك (يوسف) ابن عمه( كنا نعمل في التنظيم معا، بعد فترة القي القبض عليه واعدم) اتوا الى بيتنا، واللقاء كان بوجودي ووجود كاك يوسف. بشكل عام بعد ان روى لنا احداث المعركة واضطرارهم الى التسليم ثم سجنهم واطلاق سراحهم.... الخ، طلب منه الرفيق بريار قائلا ( اذا كنت تريد العودة الى المقرات، باستطاعتنا مساعدتك، او اي شئ اخر ان تقصده) الرفيق بكر جولا، بالضبط وبتعبير مبطن قال (بلغ سلامي للرفاق وقل لهم، نحن لم نعد ننفع حزبنا) الرفيق بريار اعاد عليه السؤال مرتين، لماذا لم تعودوا تنفعون حزبكم؟ فاضطر ان يقول ( لانقاذ انفسنا جميعنا اعطينا وعدا للامن بان نعمل معهم، في كلا الحالتين اذا عدنا الى الحزب او في حالة بقاءنا في بيوتنا) ، عندها انتهت الجلسة، وكأصدقاء اعزاء قبلوا بعضهما، بشكل واضح بدى على مظهريهما كم هم حزينين لهذا الموقف!!!
الحديث الذي رواه (الرفيق بكر) انا سمعته من الرفيق (نهاد روست) ايضا وقال ( جميعنا اعطينا تعهدا للامن باننا سنعمل لهم، و(نقيب عبد الله) مسؤول ملف الحزب الشيوعي في اربيل قد اعطانا رقم تلفونه لاي شئ نحتاجه. ( يبدو بعد الاحداث، وكما اسلفت، فان بعض الرفاق عادوا الى المقرات، وحتى اعيد قبولهم كبيشمركة، كيف؟ وباي طريقة جرى ذلك؟ هم ومسؤوليهم يعلمون.
قدوم مفرزة اخرى الى المدينة
في اثناء التهيؤ لعودة مفرزة المدينة الى المقرات، جرى الحديث عن مفرزة اخرى يقودها (صادق) الذي كان واحدا من الذين اضطروا لتسليم انفسهم الى النظام في معركة (قلاسنج) وبعد اطلاق سراحهم، يبدو انه ذهب بطريقة ما وصل الى المقرات وبعد فترة ارسل من قبل قيادة القاطع و كلف من قبل (ابو حكمت) شخصيا بالذهاب الى المدينة مع بعض الرفاق منهم ( محمد سمايل- روند ....) كبدائل لهؤلاء الرفاق ولكن بطريقة غير مباشرة ، وبدون اي حساب لهم، مما اثار شعور بالزعل لديهم، وبدأوا يتحدثون بصراحة عن انزعاجهم وعن عدم وضع اي حساب لهم وعدم تقدير مايقومون به. وهذا مماعجل بعودتهم بأي طريقة كانت الى المقرات وان يسلموا هذه المهمة التي كلفوا بها.. وبوضوح كان تأثير هذا العمل الذي قام به ابو حكمت وكأنه استخفاف بهم واثر تأثيرا سلبيا عليهم من الناحية النفسية الى حد جعلهم مربكين، وخاصة الرفيق داؤد، الذي كان ظاهرا عليه بشكل كبير ، اما بالنسبة للرفيق (بريار) فكان التأثير اقل، ثم بعد عدة ايام، بدون التدقيق مع (المذكور) بخصوص سلامة الطريق (طريق عودتهم) من الناحية الامنية، وعن الاشخاص الذين سيقومون بهذا العمل (ايصالهم الى المقرات) من هم وكيف سيقومون بالمهمة، وعلاقتهم بمن؟ او هل هم موافقين على المغادرة بهذا الوقت والمكان الذي حدده لهم للعودة الى المقرات ، ام لا، لينهوا بذلك مهمتهم التي كانوا مكلفين بها. لقد قام المذكور بتحديد وقت العودة،وفي هذه الاثناء، (الرفيق مغديد شل) الذي كان واحدا من اعضاء المفرزة، طلب منهم ان يسمحوا له ان يسلم نفسه للنظام، لانه لم تعد لديه القدرة على الاستمرار بالبيشمركايتي!!!
بلا شك فانهم قد اضطروا ان يوافقوا على طلبه، لكن بشرط، ( ان لا يسلم نفسه الى ان يخرجوا من المدينة، كيلا يجبر في الامن على الادلاء لهم بانهم في المدينة، ويصادفون اشياء غير متوقعة، على الرغم من ان هذا الشخص هو نظيف، لكن للحذر اشترطوا عليه ذلك). ليلا( الرفيق مغديد شل) في بيتنا ودع الرفاق وذهب، في اليوم الثاني بعد الظهر كنت ذاهبا الى السوق لقضاء عمل كلفوني به الرفاق، رأيت الرفيق مغديد في السوق، بعد ان سلمنا على بعضنا، رأيت في يده بعض الاوراق، عرفت انه قد سلم نفسه، قلت له(يبدو انك قد سلمت نفسك؟) قال ( اي والله ، ماذا افعل؟ من يعلم متى سيغادرون المدينة؟؟؟؟) تركته وذهبت باتجاه سوق شيخ الله، لالمح من بعيد ايضا (صادق)!! مرتديا قيافة البيشمركه بالكامل، بدلة خاكي، و(جمداني) وحذاء تركي (ميكاب)مما كان يستعمله البيشمركة كثيرا، (الان هذا النوع من الاحذية يسمى PKK ).
اثار ذلك استغرابي كثيرا،لانه دائما عندما يكون البيشمركة في المدينة يحاول بكل ما يستطيع ان يغير مظهره كي لا يتعرف عليه الناس، و(رفيق صادق) كان يتجول في وسط المدينة بهذا الشكل!! حقيقة، غيرت وجهتي، ولم ادعه يراني.
عدت الى البيت وابلغت الرفاق بهذه الاخبار(تسليم مغديد، ورؤية صادق). بخصوص مغديد، لم يكن يخيفهم، قالوا انه انسان نظيف، لكن بالنسبة لصادق، حاولوا التأكد كثيرا مني، وكان مثيرا لاستغرابهم ايضا، حتى داؤد قال (بكيفهم، هو والرفيق ابو حكمت) تعبيرا عن استياءه... وهكذا كان بعد يوم او يومين حدد موعد ذهابهم، والذي سيكون ليلة ( 17\11\1984) بهذا الشكل، هيأ المذكور شكل ذهابهم.