الساعات الأخيرة في حياة الشهيد ابو داوود/ علاء كامل كرم

لم يكن لأبو داوود نصيباً في التَذَوق من قِدْرِ مرق الباميه الإخير التي أعدتها لَهُ أمي في الليلة التي سَبَقَت رحيلهُ المُفاجيء والمروع بعد ان دَهسَتهُ شاحنة " الزيل " العسكرية في حادث تَقَيَّدَ ضد سائق مجهول كان يَعبرُ لسببٍ ما ، لم نعرفه ابداً ، بشاحنته الضخمة فوق الرصيف الفارغ من المارة ومن الأشجار الذي كان يمشي فيه ابو داوود لوحده وهو في طريقه الى البيت الذي كُنَّا نسكنُ فيه انا وأهلي في ذلك الحي الذي كان يُسَمَّى ( وزير أكبر خان ) في كابل في تلك العصرية من سنة ١٩٨٨ .

الشاحنة تركت ورائها بعض احجار الرصيف المنتشرة بشكلٍ عشوائي حول مكان الحادث بعد ان انخلَعَت من أماكنها من اثر ارتطامها بالعجلات الهائلة للشاحنة وكان هناك بقع دم كبيرة وصغيرة بقت لمدةٍ طويلة بعد الحادث ، كانت منتشرة في أماكن متعددة حول الصورة التي انطبعت لشخص مقتول بيدين مفتوحتين على الجدار المتساقط للبيت الذي كان ابو داوود يمشي بقربه في تلك العصرية التي كان يتوجه فيها الى بيتنا للتسامر مَعَنا وليتذكر عائلته واهله الذين كانوا حتماً ينتظرون رجوعه بفارغ الصبر من تلك الغربة التي طالت بغير حساب .

" مع كل  سنة جديدة تَمُرُّ علينا ، نبتعد عن الوطن أكثر وأكثر ، ها نحن هنا في ارضٍ لا ندري ان كنّا سنخرجُ منها يوماً ام لا " ، تنهد ابو داوود وكأنهِ كان يعلم بأن نهايته ستكون في هذه البقعة البعيدة جداً عن أهله . وبعد توقف قليل انزل كفه اليمنى بأصابعه الطويلة على شاربه الأسود الكثيف الذي كان يُغَطي مساحة واسعة من وجهه الأسمر واستمر في تحليل وتفسير ما قاله قبل قليل :

" من بغداد الى كردستان الى ايران والآن نحن هنا نستقبل العام الجديد في أفغانستان وأين سنكون في العام القادم ، الله أعلم ؟ " .

مقبرة كابل الذي دُفِنَ فيها أبو داوود كانت كئيبة وكل الذين كانوا حاضرين في ذلك اليوم الكئيب لوداعه كانوا يعرفون بأنه سيكون أول ومن الممكن آخر عراقي يُدفَنُ في هذه المقبرة البعيدة جداً عن وطنه الذي وِلِدَ فيه وهي لا تشبه بتاتاً مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف التي كان بالتأكيد يود ان يُدفَنُ فيها في يوم ما لا يشبه ابداً ذلك اليوم الذي مات فيه بعد ان كان يريد ان يعيش حياة طويلة مثل باقي الناس بين عائلته وأهله ليموت بعد عمرٍ طويل في فراش دافىء لا يشبه ابداً ذلك الحائط القاسي الذي حاول ان يحتضنه والذي شَهَدَ آخر انفاسه التي خرجت منه لتتوقف بسرعة خاطفة لم يحس بها ابداً .  

لم يكن هنالك شاهداً على ذلك الحادث المأساوي ، لكن مسير الشاحنة كان يدل على ان السائق عبر الرصيف ليُلصق ابو داوود على جدار ذلك البيت وبعدها يقوم بأرجاع شاحنته نحو الشارع مرة اخرى ليهرب بسرعة من مكان الحادث . البيت الذي تهَدَّمَ فيه جدارهم المتين خروجوا مذهولين بعد سماع صوت ارتطام الشاحنة بجدارهم .

" لقد تصورت انها هزة ارضية جديدة بعد ان تعودنا على سلسلة الزلازل المتتالية التي شهدتها المدينة في الآونة الأخيرة " ، قال صاحب البيت الذي سقط جداره .

كانت الشاحنة قد قطعت مسافة غير قصيرة في ذلك الشارع الطويل نسبياً بحيث لا يمكن فيها رؤية رقمها وعندما حققت الشرطة مع صاحب البيت كشاهد للحدث جاء جوابه عن رقم السيارة مُبهماً :

" لم اقدر ان ارى الرقم من ذلك البعد ويمكن انها كانت بلا رقم أصلاً ، لا أعرف ولِستُ متأكداً من ذلك " .

اما عندما سأله الشرطي فيما لو رأى نوع السيارة من ذلك البعد فكان جوابه واضحاً :

" انها حتماً وبالتأكيد كانت سيارة زيل سوفيتية " .

" وكيف عرفت ذلك وانت لم ترى السيارة من ذلك البعد ؟ " سأله الشرطي بحدة وهو يَشُكُ فيما يقوله صاحب البيت .

" لقد عرفت نوع السيارة من صوت مُحركها وهذه الشاحنات بدأت تَظهر في حَينا بشكل شبه يومي الآن " ، رد صاحب البيت الذي كان الشاهد الوحيد الذي ادلى بشيء للشرطة وهو الذي لم يرى شيئاً من الحادث .

لم يعرف او لم يتحقق أحداً لا الشرطة ولا الحزب في متابعة وتحليل الغموض الذي طغى على ذلك الحادث الذي أدى الى استشهاد احد الأبطال الذي تشهد له مواقفه وبطولاته ضد النظام الفاشي في بغداد . وبعد حوالي اكثر من ثلاثين عاماً من ذلك الحادث سألت والدي عن سبب عدم تَعَقُّب القضية ومعرفة ما جرى بالضبط وكان رده غامضاً لي بعض الشيء :

" لقد ارتأى الحزب ان لا نجري خلف القضية وذلك خوفاً من التسبب في إحراج الحكومة الأفغانية آنذاك " .

في الليلة التي سَبَقَت ذلك الحادث المشؤوم ، رأيت والدتي وهي تُعِدُ مرق الباميه بعد ان ساعدتها في غسل صحون العشاء ، فسألتها وانا اعرف الأجابة مسبقاً :

" أسيزورنا أبو داوود غداً ؟ "

" نعم " واضافت وهي تُفَسِرُ سبب طَبخها للأكلة في هذه الساعة من الليل بدلاً من الشروع في ذلك عند الصباح :

" انه يحب الباميه عندما تبات ليلة في الثلاجة ، فقط ذكرني بأن أضع القدر في الثلاجة قبل ان أنام "

" سأحاول " ، قلت لها وأنا متأكد بانها لن تنسى ذلك .

" على فكرة ، سأذهب مع أخي عادل لمركز المدينة غداً في الصباح ، هل تُريدين شيئاً من هناك ؟ "

" لا فقط خذوا بالكم من أنفسكم " .

كان الطريق من البيت الى المركز لا يتجاوز النصف ساعة مشياً على الأقدام . فمن شارعنا العريض نسبياً وبعد مسافة حوالي مئة متر ، كنّا ندخل شارعاً أعرض وكان هذا الشارع العام بجانبين ويحد أطرافه بعض بيوت السفراء وبعض السفارات الأجنبية وفي وسط الشارع كان يقبع بيت احمد شاه مسعود الذي خَرَبتهُ آثار الثقوب الكبيرة والصغيرة للقذائف ورصاص الرشاشات المتناثرة في كل أطراف وجدران البيت الذي شهد معركة قاسية بين احمد شاه مسعود وقواته من جهة والحكومة المركزية من جهة أخرى بعد ان عرفت الشرطة بأن احمد شاه مسعود جاء لزيارة عائلته غير مبالي بكل المخاطر التي ستجلبه له تلك الزيارة السريعة . وبين البيوت والشارع كان هناك رصيفاً ضيقاً تنتشر فيه أشجار الحمضيات بأغصانها المتكاثفة التي كانت تجعل المسير على تلك الأرصفة صعبة جداً وانا كنت اسأل نفسي في كل مرة أقطع فيه ذلك الشارع عن جدوى هذا الرصيف الذي كان المشي فيه شبه مستحيلاً .

لم تكن الساعة تتجاوز العاشرة صباحاً حينما خرجنا انا وأخي لشراء بعض الأحتياجات من المحلات المنتشرة في مركز المدينة . توقفنا قليلاً امام بيت احمد شاه مسعود لنلقي نظرة على تلك الثقوب الهائلة التي شَوَّهت واجهة البيت الجميل . قُلت لأخي :

" أتعرفُ بأنه هرب من تلك المعركة بدون اي يُجرَح او ان يُصاب بخدش ؟ "

" انه الآن يحارب في أطراف مدينة مزار شريف "

بحكم دراستنا في الأتحاد السوفيتي في ذلك الوقت فأنا كنت قد أنهيت دراستي الجامعية في ذلك العام واخي كان يواصل دراسته هناك ، فقد كنّا مُطَلعين على احداث تلك الحقبة بعد تَورط السوفيت في دخولهم لهذا البلد الذي انتصر مسبقاً وقبل أكثر من قرن على الأستعمار البريطاني  في معركة مايواند .

عندما رأينا ان الشارع العام كان فارغاً من السيارات والمارة وان الرصيف تتكاثف وتتقارب فيها الأشجار كلما اقتربنا من المركز ، قررنا انا واخي ان نترك الرصيف ونواصل مشينا على طرف الشارع القريب الى الرصيف .

لم اسمع صوت الشاحنة في الوهلة الأولى لكنني بدأت أحس بأن شيء ما يحدث خلفنا انا وأخي . وكأنني في كابوس مروع رأيت مقدمة الشاحنة التي كنّا نحسب لها الف حساب في طفولتي في بغداد عندما تَمُرُ تلك الشاحنة الخضراء القاتمة في شوارعنا المُترِبة مُخَلَفة ورائها الكثير من الغبار الذي كان يسبح في الهواء لمدة غير قصيرة بعد ابتعاد الشاحنة وكُنّا نردد دائماً بعد أختفاء الشاحنة :

" أذا رأيتَ زيلاً فأبتَعِد عنه ميلاً " .

لم يكن هنالك مجالاً للتفكير ، وقُلتُ مع نفسي وانا أرى تلك الشاحنة وهي تُسيرُ بهذه السرعة الجنونية نحونا :

" ان هذه الشاحنة لن تتوقف قبل ان تدهسنا " . أمسَكتُ في تلك اللحظة برقبة إخي من الخلف ودفعته أمامي نحو الرصيف لألتحق به ونحن نحاول ان نُبعِدَ أغصان الأشجار التي أشتبكنا بها بدلاً من مقدمة وعجلات الشاحنة التي مَشَت على آثار أقدامنا في ذلك الشارع العريض والفارغ .

" لقد تأخر ابو داوود فهذه ليست من عاداته ان يأتي بعد الساعة السادسة "

كان ابو داوود يزورنا مرة او مرتين بالأسبوع وكانت أغلب زياراته قصيرة ولا تدوم لاكثر من ساعتين يقضيها معنا ، من كان يُسمينا أهله في الغربة .

" انه يأتي قبل الساعة الخامسة وها نحن دخلنا الليل " لم يكف والدي عن الأعلان عن قلقه لتأخير ابو داوود .

كان يدق على الباب الحديدي الخارجي للبيت دقتين متتاليتين ليعلن عن وصوله وبعدها يدخل لابساً نظاراته الشمسية الملونة باللون الأصفر المائل الى اللون البرتقالي الداكن ، تلك النظارات التي كان يرتديها دائماً وفي كل مناسبة حتى أصبحت جزءاً من شخصيته . وبعد سنين طويلة قال لي أحد الأصدقاء الذي كان يعرف ابو داوود جيداً ، بأنه كان يرتدي تلك النظارات بسبب أصابة في عينه حدثت له في احدى معارك الحزب الكثيرة التي أشترك فيها أبو داوود في كردستان . كان ابو داوود يبدأ بمصافحتنا فرداً فردا ويسأل عن صحة واحوال كل من يجدهم في البيت . عادتاً يدعوه والدي للجلوس في غرفة الضيوف الرحبة في ذلك البيت المؤلف من طابقين ومطبخ واسع وغرفة نوم في الطابق الأسفل كان يستعملها أبي كمكتب له وخمسة غرف نوم في الطابق الثاني منها الغرفة التي كنت اسكن فيها والمطلة على بيت الجيران الواقع الى يسار بيتنا وغرفة والدتي ووالدي وأختي الصغيرة بلسم التي لم تكن حينها تتجاوز الخامسة من عمرها وغرفة اخي الصغير سلام الذي كان في الصف الثالث الأبتدائي حينها والغرفتان الأخريتان كانتا فارغتان في أوقات دراسة اخواتي إيمان وتانيا وعادل وژيان وأحياناً كانت أحدى تلك الغرف تُستَخدم لمبيت احد المسؤولين الذين كانوا يزورون تلك المنطقة النائية لأسباب عدة وأكثرها سياسية او للعبور من والى الأتحاد السوفيتي .

في خلال الأشهر الستة التي قضيتها في ذلك البيت الواقع في احدى أرقى أحياء كابل ، العاصمة التي كانت أصغر من أصغر مدينة في العراق ، تصورت وتخيلت كثيراً مصير تلك العائلة الأفغانية التي كانت تسكن وتمتلك ذلك البيت الذي وضعته حكومة الجمهورية الأفغانية الديمقراطية تحت تصرف الحزب الشيوعي العراقي ليكون مقراً للأقامة الى ان تنتهي مهام الحزب في ذلك البلد . كنت ارى ذوق تلك العائلة في أختيار الأثاث والستائر وترتيب الغرف وكنت أسأل نفسي ان كانوا سعداء في ذلك البيت وأين هم الآن والى أي بلد هاجروا ؟ وكنت في الكثير من الأحيان أقارن مصيرنا نحن المشردون وبلا وطن ، والذين أُخرجوا من بيوتهم بسبب  قدوم اجدادهم من أراضٍ لم تكن تابعة للحكومة العثمانية آنذاك ،  بمصير تلك العائلة التي بالتأكيد هربت من الخوف من بطش الحكومة الموالية للسوفيت والتي تحارب البورجوازيين من أمثال الساكنين القدامى لذلك البيت . كم من الذكريات تَرَكُوا في كل شبرٍ من هذا البيت ؟

" هل أصب لَكَ الشاي الآن ام أسخن لك مرق الباميه ؟ " كانت والدتي تبدأ دائماً بسؤال أبو داوود وهي تعرف الأجابة مسبقاً بأنه سيختار الشاي اولاً ليتبادل أطراف الحديث مع والدي وبعدها يذهب الى المطبخ ليتناول صحناً من الأكلة التي كان يحبها .

" اتركي من فضلكِ أم علاء إبريق الشاي هنا وانا سأتَكَفلُ بأمره "

لم تنتبه والدتي للجروح التي سببتها أغصان الأشجار حتى تلك الساعة التي دعتني فيها الى باحة البيت وهي تُرَدِدُ ما يطلبه والدي :

" والدك يريد ان تذهب الى البيت الذي يسكن فيه ابو داوود مع الآخرين واستفسر لماذا لم يأتي الى هنا .. " لم تَقْدِر ان تكمل كلامها ولاحظت القلق والرعب في عينيها عندما رأت خطاً طويلاً مُنتفخاً نوعاً ما في الجزء الأسفل من رقبتي مع خدوش في أجزاء عديدة من وجهي . ضربت وجهها بيديها وهي تصيح بوجهي :

" ماذا حدث لك ومن الذي فعل ذلك بك ؟ "

" لا تقلقي ، انها خدوش بسيطة تَرَكَتها لنا بعض الأغصان "

" لنا ، من لنا ، ماذا حدث ، وكيف أتت تلك الأغصان إليكم ؟ " ابتدأ تحقيقها الذي كنت اعلم انه لن ينتهي حتى تعرف ما حدث بالتفصيل الممل .

رَكَضَتْ والدتي الى أخي عندما أخبرتها بما حدث لنا في ذلك اليوم الذي لم يصل فيه ابو داوود الى بيتنا ابداً . سمعت صوت ضربات كفيها على وجهها عندما انتهت من فحص أخي عادل . وصرخت ليأتي أبي وليعرف ماذا حدث لولديه .

كنت في غرفتي وانا أغير ملابسي لأذهب الى البيت الذي يسكن فيه ابو داوود عندما سمعت طرق متواصلاً وشديداً على الباب الخارجي للبيت . كان احد رفاق الشهيد وقد عَلِمَ بالخبر من الشرطة التي جاءت الى ذلك البيت الذي يسكنون فيه بعد ان وجدوا العنوان في جيب ابو داوود .

لم يكن يعرف ابو داوود بأنهُ سيقضي أيامه الأخيرة في هذه الأرض التي تحيطها الجبال من جميع الأطراف .

" انها كثيرة الشبه بكردستان ، لقد تعودنا على الجبال وصرت انسجم معها وانا ابن السهول وبساتين النخيل وأضرحة الأئمة " ، قال ذلك في يوم ربيعي ونحن نجلس في حديقة الدار ومنظر الجبال التي تكسوها الثلوج تمتد على مدى البصر من حولنا .

" أم علاء هذه الباميه الي تطبخينها تشبه بطعمها بامية أمي الله يرحمها وبامية أمي لم يكن لها مثيل بأي مكان " كان ابو داوود يُرِيد ان يُعَبِّرُ عن شكره وأمتنانه لوالدتي .

" الف عافية ابو داوود وكلما تريد ان تاكل باميه قول بالله عليك وأني سأكون بالخدمة " .

" الف شكر لكِ عزيزتي ام علاء "  .

لسنواتٍ طويلة بعد ذلك الحادث ، ظلت والدتي تقرأ الفاتحة بمناسبة او بدون مناسبة على قِدور الباميه التي  كانت تحظرها لنا وهي تدعي للرب ان يُسكن ابو داوود فسيح جناته وهي تقول :

" بأذن الله سَيَصِلُ اليه هذا القِدْر بمحتواه أينما كان " .

تأليف : علاء كامل كرم

ملاحظة ١ : بعض أحداث هذا السرد هي من صنع الخيال وذلك لغرض أعطاء القصة شكلاً متكاملاً حيث الكاتب لم يستطع ولم يتمكن من التحقيق في مُجريات ومُلابَسات القضية والحادث الذي أدى الى أستشهاد البطل ابو داوود والذي وقع قبل حوالي ٣٠ عاماً .

ملاحظة ٢ : سفارات النظام الفاشي السابق كانت تَتَعَقبُ وتغتال المناهضين لها وبشكلٍ خاص الشيوعيين وليس من المُستبعد بتاتاً بأن النظام من خلال سفارته ورجال أمنه في كابل كان له يداً في الحادث الذي قُيِّدَ كحادث سير والذي أدى الى أستشهاد ابو داوود .