العودة الى بارزان (9) / فرهاد رسول وترجمها ماهر هندي
كما تحدثت في الحلقات السابقة، حسب رسالة القاطع وخصوصا من قبل ابو حكمت بيد (رشو اخو ممو) طلب فيها محاولة العودة الى بارزان باسرع وقت وجلب (ممو المذكور) معهم.
بدأ الرفاق بالتهيؤ للعودة، كثير من الطرق وضعت مدار البحث وحتى تمت استشارة الكوادر الذين كانوا في المدينة وقتذاك، بلا شك (المذكور) كان على اطلاع على اغلب هذه الامور، لانه كان مكلفا من قبل القاطع بالتعاون، وكان قد طُلب ايضا من الرفاق (جلبه معهم) ودائما كان يبدي استعداده للمساعدة في اخراجهم من المدينة ومن المناطق التي يسيطر عليها اوك التي يدعي فيها انه يستطيع الاستفادة من اقاربه الذين هم من مسلحي النظام، ومن الجدير بالذكر ( انه اعطى وعدا بانه سيجلب كامل المبلغ الذي ضاع عند اخيه معه)، فاصبح وقت العودة وكيفيتها تقرر انها ستكون عن طريق تعاون (المذكور) للعودة الى المقرات، و( المذكور) هو الشخص الوحيد الذي يعرف كيف وبأي طريق وبمساعدة من سيقوم بذلك.
هناك شئ اود الحدث عنه هنا والذي من الضروري ان يعرفه القارئ انه في اثناء ماكان الرفاق منشغلون بالتهيؤ وكانوا قد اتفقوا بالكامل مع (المذكور) للعودة بحيث انك تستطيع القول بانهم سلموا زمام هذه المهمة بيده، الرفاق كوادر المحلية الذين كانوا في ذلك الوقت في اربيل، كانوا على علم تام بهذا الامر، كانوا يعلمون بان الرفاق في بحر هذا اليوم او اليومين سيخرجون عن طريق (المذكور) من اربيل، وسيقطعون هذا الطريق الملئ بالمخاوف والمخاطر، لم ارى او اعرف ولم اسمع باي شكل حتى ولو شخصا واحدا قد اعطاهم ولو ملاحظة واحدة عن كيفية ذهابهم، وعن هذا التعاون مع المذكور، بل ان بعضهم قد اعطوهم رسائل وبريد لايصالها معهم، مما يؤكد ان هؤلاء ايضا كانوا مطمئنين تماما للمذكور وثقتهم واطمئنانهم له ان لم يكن اكثر من البيشمركة، فهو لم يكن اقل.
ساعة الصفر
في مساء يوم 10\11\1984 وعندما حدد وقت الذهاب، كان مقررا ان المذكور في هذا المساء سيقوم بنقل جميع الرفاق الى المكان الذي كان (قد هيأه والذي يعرفه هو فقط) وعلى اساس انه سيقوم بنقلهم من هناك بسيارة الى منطقة سهل حرير، وكنا نحتمل انه ( ممكن ان يكون بيت اخواله الذين كانوا بالقرب من الجامع الابيض وسط بيوت الزراريين) لان المذكور كان قد نوه الى ذلك سابقا كما اسلفت ومهمته كانت بهذه الحدود، عندها كان عدد الرفاق ستة رفاق، بعد ان سلم مغديد نفسه اصبحوا (خمسة رفاق) وهناك ملتحقين اثنين كان مقررا ان يأخذوهم معهم.
في اليوم السابق اتى (المذكور) عندنا واتفق مع الرفاق على ان يأخذ الرفاق( عادل وسرباز والملتحقين) وبعد ذلك يعود ليأخذ الرفاق (عباس وبريار) لكنه اتى ليأخذ عباس وبريار الذين كانوا في بيتنا وقال كنت هنا اقرب وليس هناك فرق، عند ذاك قال الرفيق بريار، (أُفضّل ان نُعلم رفاق برانتي ايضا اذا ارادوا ان يعودوا معنا حتى ننسق معهم ونذهب معا).
هنا عليّ ان اتحدث لكم قليلا عن هذه المفرزة واعرفكم بهذه المفرزة التي ذكرت اسمها مفرزة برانتي.
مفرزة برانتي، اتت الى المدينة بعد فترة من قدوم المفرزة الاولى والتي كانت مرسلة من قبل قيادة القاطع و(ابو حكمت شخصيا) وبنفس الطريقة التي ارسلوا فيها رفاق المدينة، لكن الى منطقة برانتي وليس الى داخل اربيل، لكنهم يستطيعون عند الحاجة ان يستفيدوا من داخل المدينة ايضا وكان عددهم خمسة رفاق، لكن بحكم وضع المنطقة حيث كانت مليئة بمسلحي النظام والوقت وقت مفاوضات اوك مع النظام، لذلك كانوا في اغلب الاوقات داخل المدينة.
عندما قدم الرفيق بريار هذا المقترح ابدى الرفيق عباس رضاه على هذا المقترح وقال( مادام الامر كذلك لا نذهب هذه الليلة،و نحاول غدا اللقاء بهم، اذا رغبوا بالذهاب معنا سنذهب سوية) في هذا الوقت اتى عبد الله الى بيتنا وقال، (هناك سيارة سوبر تكسي رقمها 3337 أربيل متوقفة عند بيتنا وسائقها يضع على راسه "كلاو وجمداني" كما يضعها اهل العشائر وهو مثار شكي قال المذكور " انه معي ، لا تخف"، بعد ذلك بدأوا ببحث موضوع الذهاب اوعدم الذهاب( المذكور ضغط كثيرا من اجل عدم تأجيل العمل،وقال كل شئ قد جرى اعداده كالسيارة والناس، ويجب اعادة تهيئة كل ذلك مرة اخرى في حالة التأجيل و.....الخ) اصر كثيرا على انهم يجب ان يذهبوا هذه الليلة ومن الممكن غدا لايمكننا التنفيذ او قد يحدث حدث ما ويفشل برنامجنا، لكن الرفاق رفضوا ان يذهبوا بدون سؤال رفاق برانتي اذا كانوا يودون الذهاب معهم. (الرفيق بريار قال مهما كانت التكاليف اعطها لهم، لانه كان يعتقد انه السيارة والناس الذين اعدهم كان قد استأجرهم، لذلك اضطر المذكور ان يؤجل العمل الى يوم غد، بعد ذلك غادر المذكور، واخذت انا الرفيق (عباس) واوصلته الى بيتهم، لانه قريب من بيتنا.
كما اتذكر في الصباح ارسلوا خبرا الى الى رفاق برانتي، ولم يصل منهم اي خبر مهم، وكأنهم قد ضاعوا، الرفاق شكّوا بأنهم قد يكونون منهمكين بعمل خاص بهم وقد خرجوا من المدينة، وذهبوا الى منطقة برانتي التي هي منطقة عملهم. هذا اليوم بشكل عام كانوا منهمكين بالاستعداد للمغادرة، كل رفيق او رفيقين كانوا في بيت، وفي محلتنا بيتنا كان احد هذه البيوت، انا ايضا قضيت اليوم كله في البيت..لا اظن اني ذهبت الى مكان خاص،وذلك لاجل والدتي التي كان قلبها منقبضا جدا، وبدت امامي متوترة جدا، وضع والدتي هذا كان بشكل يختلف عن المرات السابقة، حتى انها اثرت علي ايضا، فأحسسنا وكأنه شيئ غير طبيعي في داخلنا، وفسرناه على انه حالة ام سيذهب ابنها الى الجبل، وصعوبات الجبل، وبعده عنها، لذلك وضعها غير طبيعي، لكنني بقيت في شكوكي، ( فكرت عندما يأتي المذكور الى بيتنا ليأخذ الرفاق، اذهب بدون علمهم الى السيارة واتظاهر بأنني من رجال الحكومة، واطلب من سائق السيارة هويته).
هيأت نفسي للقيام بهذا العمل وعندما حل المساء، تمنطقت بمسدسي كانني حاضر لهذا العمل او اي شئ اخر ممكن ان يحدث، احس الرفيق بريار بوضعي ، وقال(لا تقلق نفسك ايها الشاب الوسيم، ليس هناك من شئ، كل الامور ستجري كما هو مخطط لها) وهو لايعلم بانني اشك بالوضع وفي نيتي القيام بهذا العمل. بعد تناول طعام العشاء، ذهبت وجلبت الرفيق عباس الى بيتنا، لم اجلس ، بقيت واقفا لحين وصول المذكور الى بيتنا، خرجت من البيت من دون علمهم الى مكان سيارتهم لانني كنت اعرف انها ستكون في نفس مكان البارحة، مقابل بيت عبدالله ومايقارب 200 متر بعيدا عن بيتنا، اقتربت من السيارة، في الوقت الذي خرج فيه عبدالله من بيتهم كان يبدو انه ذاهب الى بيتنا، اخفيت نفسي في الظلام كي لا يراني، لكنه يبدو كان قد لمحني قبل ذلك، اقترب مني وقال(ماذا هناك؟ لماذا انت هنا؟) قلت له بالحقيقة انني في نية القيام بهذا العمل، لكنه رأسا امسكني من صدري ودفعني الى الوراء قائلا (انها سيارة الامس نفسها، وليس هناك حاجة ان تقوم بذلك، انه عيب بحق الرفاق)، اثرت كلماته في ، فعدنا معا الى البيت، في هذا الوقت كان الرفاق موشكين على الخروج، ودعنا بعضنا، اردت ان اذهب معهم الى السيارة لكنهم لم يقبلوا، غادروا ، ونحن من اجل تطييب خاطر والدتي عدنا الى البيت، وبدأنا بتطمينها.
كما تحدثت سابقا، العمل جرى الاتفاقعليه بالشكل التالي، على ان يأخذ كل رفيقين او ثلاث رفاق الى مكان (يعرفه هو فقط) ونحن كنا نعتقد انه مكان او بيت قد اعد لهذا العمل، في الشمال الغربي من اربيل ومن هناك سيأخذهم بالسيارة باتجاه دشت حرير، لان المذكور كان قد اشار عدة مرات ، بانهم سيسلكون هذه المنطقة باتجاه هذا المكان، في الصباح الباكر، في سيارة عبدالله التي كانت من نوع لادا (تاكسي)، تجول في هذه المنطقة، لم يشعر باي شي غير طبيعي، عندما اتى وتحدث عن ذلك، عن هذه المنطقة والمحلات التي كان شكنا بانه سيأخذهم عبرها، فكان الوضع طبيعي جدا، اي انه لم يحدث اي شئ ، كان هذا الحديث مطمئنا لنا كثيرا.
حدث غير معلوم
في الصباح، اي يوم(11\11\1984 ) اي الى بعد ظهر ذلك اليوم، كان يوما ماطرا، لم اخرج من البيت، بعد الظهر اعتقد ان (مام يابه) والد (رفيق عادل) الذي كان احد الرفاق الذي غادروا ليلا،اتى الى بيتنا وقال هذه الليلة في حي (العدالة) حدث اطلاق نار كثيف وفي الصباح شاهد الناس عدة سيارات لدائرة الامن (جثتين او ثلاث جثث، امام انظار الناس حملت في السيارات، ويبدو انه اثر حادث اطلاق نار الليلة الماضية قد قتلوا ، وهناك شك بان يكونوا رفاق مفرزة صادق). عندنا كان الموضوع مثار استغراب، لانه كان مقررا لرفاقنا ان يخرجوا من الجهة الثانية من اربيل، وهذا المكان بعيد جدا عن مكان الرفاق الاخرين. كنت اعرف اماكن بعض هؤلاء الرفاق، راسا ذهبت سيرا الى احد هذه البيوت، الذي هو في محلتنا، وهو بيت (مام عوسمان خورما) والذي هو احد ناسنا المخلصين من اهل قرية (دارخورما) وشهرته اتت من اسم قريته، عندما ذهبت اليهم ( كان الرفيق محمد اسماعيل ابو شوارب هناك)، اوصلت له هذا الخبر، وقد استغرب هو الاخر، وقال( نحن لم نقم باي نشاط او عمل في هذه المنطقة او في اي منطقة اخرى، وقد سلم احد رفاقنا نفسه للسلطة، ونحن قد بقينا ثلاثة اشخاص فقط، انا واحد، ورفيق ابراهيم هو في بيته، فقط صادق، لا اعرف اين هو، هؤلاء كانوا ثلاث جثث، فهذا يعني انه لا علاقة لنا بالامر).
اللقاء بكوادر الحزب
في المساء، عند عودة عبدالله ذهبت عنده، وابلغته بالخبر، وذهبنا معا الى بيت يحيى وابلغناهم بالخبر ايضا( اعتقد الرفاق ارام وماموستا كوجر) كانوا هناك، لم يكن لهم اي علم بهذا الموضوع، بعد تناول الموضوع والحديث عنه هم ايضا كانوا يعتقدون انه من الصعب ان يكونوا رفاقنا من تعرض لاطلاق النار هذا، وتبريرهم كان انه كان مقررا ان يخرج الرفاق من منطقة اخرى وليس هذه المنطقة التي جرى فيها الحدث. بعد قليل ذهبنا الى عدة اماكن كي نلتقي بالرفيق (احد عوينه) لكن ذلك كان بلا فائدة، عدنا ليلا متأخرين الى البيت،مبكرا في الصباح ، اتى (الرفيق احمد عوينه) الى بيت (عبد الله) ،حوالي الساعة الثامنة صباح او اكثر ارسل بطلبي، رأيت انه كان لوحده هناك، تحدثت له بالتفصيل عن الموضوع، تعجب كثيرا وقال( في داخل اربيل، يقتل ثلاث اشخاص ولا يُعرف من هم)!!!!
هذا اليوم باكمله حاولنا فقط، لكننا حصلنا على تأكيد الخبر فقط لاغير. بعد انقضاء عدة ايام في هذه الفترة رايت العديد من كوادر الحزب، لم يكن لديهم اي خبر عن الرفاق، ولم تؤشّر اي حالة غير طبيعية على اي من البيوت الحزبية ولم يجري اي تعرض لاي من كوادرنا، حالة اربيل كانت طبيعية جدا.
هنا ارى من الضروري ان اذكر محاولة القبض على الرفيق مام احمد عوينه التي كنت قد كتبت عنها سابقا لان لها علاقة بموضوعنا.
پێم باشە ھەر تەنھا باسی ژیانی پێشمەرگایەتی نەکەم پێویستە باس و بەسەرھاتی ڕێخستن و ئەو مەترسی و گیانبازییەی ڕێخستنیش فەرامۆش نەکرێ کە ھیچی کەمتر نیە لە پێشمەرگایەتی ئەگەر زیاتر نەبێت نا.
محاولة القبض على الرفيق احمد عوينه من قبل النظام
اعتقد انه من الافضل ليس فقط ان اتحدث عن حياة البيشمركايتي بل من الضروري ان لايجري اهمال العمل التنظيمي ومخاوفه ومخاطره والتضحيات التي لاتقل عن مخاطر عمل البيشمركايتي ان لم تكن اكثر. من هذه الاحداث محاولة القاء القبض على الرفيق احمد عوينه كأسم معروف وكادر بارز في تنظيم مدينة اربيل للحزب الشيوعي العراقي.
في شتاء عام 1984 مساءا كان الرفيق احمد عوينه في بيت الشهيد عبدالله الذي يقع في محلة (الاسكان-بلاشاوه) والذي يقع قرب بيتنا، حيث اننا ابناء عم وايضا رفاق في نفس التنظيم الذي كان يقوده الرفيق مام احمد عوينه. في نفس اليوميا وصلت رسالة من شخص غير معروف اتت الى بيت (عبدالله) وقال فقط لاخت عبدالله ان هذه الرسالة الى (احمد عوينه) وذهب، وقد اخذت الامر ببساطة، ويبدو انه في الرسالة قد استعملوا الاسم السري (القديم) لمكتب محلية اربيل (اسم مرسل الرسالة)، اذا كنت لا ازال اتذكر كان الاسم (كفاح) لكن حسب قول الرفيق مام احمد هذا الاسم السري قد تغير بعد استشهاد الرفاق (ملا عثمان وشالاو والاخرين) من قبل اليكيتي حينما كان الاقتتال الداخلي مستمرا حيث وقع بيد (اوك) بريد المحلية الذي كان بحوزة الشهداء، فانكشفت الاسماء السرية عموما، لذلك جرى تبديل الاسماء السرية. الرفيق مام احمد قال لنرى ماذا هناك ومن هو هذا الشخص، لكن اذا جاء مرة اخرى شئ من هذا القبيل لا تأخذوه.، كلفني ان اذهب معه كمرافق الى هذا المكان الذي كان مكان لموعد لقاء تضمنته تلك الرسالة، لاحظت ان مام احمد قد هيأ مسدسه للاطلاق، و لم يكن ذلك من عادته، احسست ان المكان الذي سنذهب اليه فيه مخاطر، فبحجة انني ذاهب لاترخص من والدي للذهاب، ذهبت الى البيت، وجلبت مسدسي والذي كنت قد اشتريته قبل فترة قصيرة، اعددت مسدسي للاطلاق ايضا، وذهبنا بسيارة عبدالله الى المكان المعين ، في الطريق قال الرفيق مام احمد ان مكان الموعد هو موقف الباص الذي يقع بجانب فندق الزيتون باتجاه السوق مقابل فندق الشيراتون حاليا، سسيوصلنا عبدالله الى هناك، حسب الموعد سيكون الساعة السابعة مساءا، شخص ما سيكون واقفا على بعد عشر خطوات بجهة الفندق من موقف الباص وبيده جريدة وكلمة السر ستكون انا ( يقصد مام احمد) اقول له امانه (باص) ازادي ياتي الى هنا؟ وهذا الشخص سيجيب كلا تفضل، هو سيبدأ بالمسير وانا (مام احمد) سالحقه، ويأتي عبدالله ليأخذك لتذهبوا الى البيت.
قبل عدة دقائق وصلنا الى مكان الموعد، لم يكن هناك احد، الوضع كان طبيعيا جدا، الساعة اصبحت 6:55 دقيقة في ذلك الوقت كان هناك دكانا، الان اصبح مكتب شركة، ذهبت الى الدكان بحجة شراء سكاير اشتريت علبة، رأيت الشخص موجودا هناك، والجريدة بيده، عدت الى مام احمد، وكأنني لا اعرفه اعطيته سيكارة وطلبت منه نارا ، في عين الوقت الذي كانت القداحة بيده ولعت سيكارتي وبطرف شفتي قلت له الشخص هو عند الدكان، ذهب مام احمد اليه، وعاد رأسا، وقال لي لنذهب ، باتجاه السوق، عندها اتى عبد الله بسيارته ، اشرت له ان يدير السيارة، فهم اشارتي خطأ، كأن اذهب، وذهب رأسا الى البيت. انتظرنا عدة دقائق، فسألت مام احمد ماذا جرى؟ قال الشخص هو، لكني احسست انه خاف، وجوابه كان خطأ بدل ان يقول تفضل ويبدأ بالمسير، وانا الحق به، قال، كلا هذا ليس هو، ومن لكنته كان يبدو انه عربيا اكثر من ان يكون كرديا، وبقي واقفا في مكانه بدلا من ان يبدأ بالمسير، لذلك يجب علينا مغادرة المكان. عندها اوقفنا سيارة اجرة، وعدنا الى البيت، هناك مام احمد كرر مرة ثانية، لا تأخذوا مرة اخرى رسالة من شخص ، احس بان هذا كان فخا من دائرة الامن، لكن الشخص لم يقم بواجبه بشكل جيد، او ان شيئا حدث كان سببا في عدم اتمام عملهم، يجب عليكم من الان فصاعدا ان تنتبهوا اكثر، ومنذ ذلك الحين دخل مام احمد في حالة اختفاء تام بشكل كان يصعب علينا نحن ايضا رؤيته.
بعد القاء القبض على يحيى وعبدالله والاخرين وبعد فترة حكموا ثم بعد ذلك اعفي عن يحيى واطلق سراحه، حكى لنا كيف عند التحقيق معهم اتضح لهم بالكامل القبض ومحاولات القبض على جميع الرفاق من قبل (امن عامة بغداد) بشكل بحيث كان دور امن اربيل فقط التعاون وتسهيل عملهم، والشخص الذي كان يقود هذه الاعمال بالكامل كان مسؤول ملف الحزب الشيوعي في الامن العامة في بغداد واسمه (رائد شاكر) وهو في اثناء التحقيقات تحدث عن محاولة القبض على (مام احمد) وقد قال (كنا نقدر ان نلزم احمد عوينه مثل الفار بس هذا ال...... فرهاد كان وياه) وتحدث عن ذلك بالتفصيل كيف انا وعبدالله اوصلنا مام احمد الى المكان وكيف كنت مع مام احمد، وقال انه كان واقفا في باب جانبي من هوتيل الزيتونه كان يراقبنا وقد رأى كل ذلك بعينه.
بقناعتي ان سبب عدم القبض عليه على الاغلب كان اما انه كان عليهم القبض علي ايضا، وهم لميكونوا متهيئين لذلك ، وكنت مسلحا، وفي هذه الحالة ستنكشف العملية، وهم كانوا يريدون ان يمسكوا بمام احمد سرا، ليستفيدوا منه اكثر، او ان يفشل عملهم كما حدث.