وضع الحزب بين - 89 و 93 -30/ فيصل الفؤادي
- أزمة (أشكالات ) في قيادة الحزب .
- ضعف في التنظيم بصورة عامة .
- نشوء ظاهرة التسيب واللامبالات بين صفوف الحزب بما فيها قيادة الحزب .
- ضعف في قيادة الحزب وعلى رأسها سكرتير الحزب في حسم بعض الامور التنظيمية والسياسية والفكرية ( فيما يتعلق بالبيريسترويكا وتأثيراتها الفكرية ) .
- الابتعاد عن تحمل مسؤولية الاخطاء والسلبيات والنواقص في عمل الحزب .
- أنهيار في مواقف بعض الكوادر المتقدمة في الحزب .
- علاقاتنا مع (حدك) (وأوك ) غير جيدة فيها شوائب لاسباب سياسية بالاساس ( كما يصفها عضو اللجنة المركزية رحيم عجينة ) , ووضع الحزب بصورة عامة غير جيدعلى ضوء الظروف الموضوعية والذاتية والحالة التي مر بها أنفاً.
- الخروج الغير منظم من ساحة المعركة وتبعاتها في الخروج الى دول اللجوء .
- عدم وجود دراسة جدية تحل أشكالات الانصار خاصة بعد خروجهم من كردستان ( يأتي قرار بمحاسبة كل من يخرج الى دول اللجوء , بعد شهرين يأتي قرار بمساعدة العوائل للخروج الى دول اللجوء , ثم يأتي قرار كل من يصل الاتحاد السوفيتي عليه أن يعود الى سوريا ليصبح عبأ على الحزب بدلا من أرساله الى دول اللجوء , وبعد وصوله بأشهر يأتي قرار بأن يأخذ على عاتقه أمر الخروج الى دول اللجوء . هذا هو التخبط في القرارات الغير مدروسة ) .
- مر الحزب والتنظيم بشكل عام بصراعات حادة وكبيرة كان عقد المؤتمر الخامس 1993تفريغ لهذه الصراعات والذي أستمر 13 يوما .(سنأتي عليه لاحقا).
- ظروف الحياة الجديدة في العالم في توسيع الديمقراطية الحزبية على حساب المركزية المفرطة والتي فهمها البعض بأفشاء الاسرار وحرية التنظيم على حساب حرية الفكر وسرية التنظيم .
- تأثر بعض الرفاق الاكراد بالقومية وكان كونفرس منظمة أربيل( بقيادة يوسف حنا القس – عضو اللجنة المركزية سابقا ) تتويج لذلك وذلك بالمطالبة بالاستقلالية عن الحزب الشيوعي العراقي ( الام ) , وهو ليس ببعيد عن دور الاحزاب الكردستانية في التأثير على البعض من هؤلاء .
الجبهة الكردستانية
في ضوء الظروف التي مرت على الحزب والحركة الوطنية والقومية والديمقراطية ومنها ضرب مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي, أجتمعت وتشاورت مجموعة من الاحزاب الكردستانية مع الحزب الشيوعي العراقي- منظمة أقليم كردستان - (الحزب الاشتراكي الكردي(باسوك), الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب الشعب الديمقراطي الكردستاني , الحزب الاشتراكي الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني ) في أواخر نيسان وبداية أيار عام 1988, وتوصلت الى تأسيس جبهة بأسم ( الجبهة الكردستانية العراقية ) , وأكدت على القيام بقيادة الحركة التحررية الكردية بتوحيد قوى ومؤسسات ثورتها , من أجل مجابهة النظام الدكتاتوري وارهابه الشامل ضد الشعب العراقي عامة وضد الشعب الكردي خاصة , ووضعت ساحة عملها في كردستان العراق .
ووضعت لها نظاما داخليا يؤكد فيه مبادئ العمل ومؤسسات الجبهة الكردستانية والميثاق يؤكد فيه على ظروف انبثاق الجبهة وحقوق الشعب الكردستاني ودور النظام الدكتاتوري والكفاح العربي الكردي ...الخ وأسقاط الحكومة الدكتاتورية ودعم القضية الكردية أضافة الى الموقف من الحرب العراقية الايرانية ودور الاقليات القومية والموقف من بناء وأعادة القوات المسلحة والموقف من القضية الفلسطينية والعالمية .– ووضعت عدة شعارات لها منها -
- (اسقاط النظام الدكتاتوري واقامة حكومة ائتلافية وطنية ديمقرطية تؤمن حقوق الشعب وحرياته الديمقراطية وتضمن الحقوق المشروعة للشعب الكردي .وأعادة المهجرين والانتقال بالبلاد الى الاوضاع الدستورية الديمقراطيةعن طريق وضع قانون ديمقراطي لانتخاب مجلس وطني[1]) .
ووضعت أسس العمل اللاحق وأكدت على التعاون بين قوى الجبهة من أجل تحقيق أماني الشعب العراقي ككل والشعب الكردي بشكل خاص .
نهاية الحرب العراقية- الايرانية
عمليا أنتهت الحرب في 8 أب 1988 بعد موافقة أيران على قرار مجلس الامن رقم 598 الصادر في تموز 1987 حيث كانت فرحة كبيرة للشعبين العراقي والايراني اللذين أبتليا بهذه الحرب المدمرة والتي راح ضحيتها عشرات الالوف من الطرفين , والحرب كانت لاغالب فيها ولا مغلوب بل خسارة الشعبين في جميع مجالات الحياة ومنها الميدان الاقتصادي الذي أدى الى تدهور اوضاع العوائل أقتصاديا وأجتماعيا وتعليميا وصحيا , كما أدت الحرب الى توتر في أجواء كل المنطقة .
ولكن الشيئ المهم هو عنجهية النظام الذي يعتقد أنه كان المنتصر اذ أعطى صورة للراي العام في العراق والمنطقة العربية والعالم أنه حقق النصر على أيران , وكانت ظروف الحرب وتفاعلاتها تفعل فعلها في أمكانية أبقاء العدد الهائل من الجيش العراقي الذي يبلغ حوالي مليونين من العسكر بما فيها الجيش الشعبي أضافة الى أصدار قوانين جائرة بحق العمال , وكانت البطالة لها وزنها وتأثيرها على العوائل . لقد نشأ وضعا جديدا مابعد الحرب أراد النظام تصريفه, ونشأ وضع جديد على المجتمع العراقي وذلك (...في تشويه العلاقات الانسانية والحياة الروحية للشعب وثقافته وبروز انماط وقيم سلوكية عدوانية وأشكال من الانحلال الخلقي...من تقرير ل .م في أذار 1989 ) .
لقد زاد النظام من شراسته من خلال الاستناد الى الدعم العربي القومي الذي بني على ما سمي ( الدفاع عن البوابة الشرقية ) وأيضا الدول الاوربية وأمريكا والاتحاد السوفيتي والذي كان النظام يعمل من أن يجعل المسافة واحدة مع هذه القوى الجبارة , والامر الاخر أن أيران بنظامها المغلق ومفاهيمها في تصدير الثورة وغيرها جعل هذه الدول وغيرها غير راغبة باقامة علاقات متبادلة ووطيدة معها , فهي قلقلة بهذا الشأن .
ومن منطلق تعزيز السلطة قام النظام بنشاط واسع في تشكيل الاحلاف والتكتلات مع بعض الدول العربية الرجعية, وأخذ يزايد في المصلحة العربية والقضية الفلسطينية ..وغيرها . كما قام بعدة أجراءات داخلية تسعى الى أبعاد العناصر الغير مرغوب فيها من الجيش والعناصر البعثية التي يشك في ولائها وكذلك العناصر المستقلة, والعمل على تشديد الارهاب والقمع ضد المعارضة الوطنية .
وأصبح وضع العراق الاقتصادي سيئاً حيث بلغت ديونه اكثر من 200 ملياردولارللدول الدائنة من دول الخليج والاتحاد السوفيتي وفرنسا, وغيرها.
دخول الكويت
ومن القضايا الساخنة والاساسية والتي أثرت على مجمل الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والصحي هو دخول صدام حسين بجيشه الى الكويت وضمها قسرا الى العراق والاثار السلبية والخطيرة التي مرت على شعبنا ( النهج التدميري المغامر للدكتاتورية واطماعها التوسعية ).
وقد أدان الحزب الشيوعي العراقي هذا الغزو , وناشد القوات العراقية وبالانسحاب من الجارة الكويت وناشد القوى الخيرة والمناصرة للحرية والسلام الى ايجاد مخرج للازمة .
ومع تعنت صدام حسين , هاجمت القوات الامريكية وحلفائها العراق وجيشه وشعبه وجميع البنى التحتية للعراق واصبح العراق من خلال القصف الجوي والارضي خراب وأطلال والحقت أضرار كبيرة في البنية التحتية من مؤسسات ومعامل أنتاج وغيرها .
وأدان الحزب هذه الجريمة مشيرا الى: ( أن حزبنا يدين الجريمة التي يتعرض لها شعبنا ووطننا الان ..... , أن حزبنا يدرك ذلك كله , يتوجه الى جميع ابناء شعبنا وجيشنا وكل الوطنيين الاخيار في مختلف مواقع العمل والمسؤولية في بلادنا بما في ذلك الذين يحتلون مواقع مؤثرة للنهوض من مسؤلياتهم وانقاذ شعبنا من هذه المحنة والويلات التي ممكن أن تستمر, اذا ماظل الدكتاتور في مركز القرار والمسؤولية واجباره على الانسحاب من الكويت [2] ).
أنتفاضة أذار 1991
جاءت أنتفاضة أذار لتوكد رفض أبناء شعبنا لسياسة النظام القمعية وهي بمثابة الاستفتاء على وجود هذا النظام الدكتاتوري وسياسته الرعناء .
وكانت انطلاقة الانتفاضة والتي شوهدت عبر وسائل الاعلام الغربية هو عودة الجنود الساخطين على السلطة وقراراتها وقد لاقوا الجوع والعطش والحرمان والمذلة والمهانة وغيرها من الويلات , فعندما وصلوا الى جدارية الدكتاتور في البصرة أطلقوا الرصاص على الجداريات التي تحمل صورة الدكتاتور صدام حسين وتجمع الناس واندفعت الحشود وانطلقت صوب السجون والمؤسسات الحكومية والدوائر وبدون توجيه وتنظيم مكتسحة هذه المؤسسات وبالذات الامنية والمخابرات والمنظمات الحزبية والسجون والمعسكرات وأنظم جزء من قوات الجيش اليهم وأطلق سراح السجناء وتحرر الناس من النظام ومخابراته .
ويشير الكاتب عزيز سباهي في كتابه ( ومع أنطلاق الانتفاضة في الاول من أذار 1991 تحركت مجموعة من الشيوعيين النشطين في ناحية الحمار في 27من أذار سنة 1991 والتي هاجموا فيها مقر الفرقة الحزبية في هذه الناحية وعندما ذاع الخبر الى عشائر ال غزي وال ازيرج والحسينيات واندفعت لتجتاح مواقع السلطة في عدد من مناطق المحافظة )[3] .
وثيقة التقييم اشارت الى ما يلي:( بينت أحداث انتفاضة أذار المجيدة عام 1991 من جانبها اهمية الدور الذي لعبته خبرة سنوات في الحركة الانصارية , وفي نشاط الرفاق الانصار في الانتفاضة , حيث لعب رفاقنا الانصار بالتلاحم مع رفاق التنظيمات دورا فعالا في قيادة معارك الانتفاضة [4] ) .وكذلك مشاركة أعضاء الحزب في أنتفاضة الحلة . وأشتركت قوات الانصار والبيشمه مركة في الانتفاضة وسيطروا على مواقع الامن والمخابرات في أغلب مناطق كردستان وبعدها دخول القوات المنتفضة كركوك ودار الاذاعة والمواقع العسكرية الاخرى , وأستسلم العديد من الجنود والمراتب والضباط وهم في وضع مزري .
وفيما بعد أي في نهاية أذار قامت قوات السلطة الدكتاتورية بقصف مدن كردستان وبدأ هجوم قوات الحرس الجمهوري وأستخدم أنواع الاسلحة الدبابات والمدفعية والصواريخ ,أضافة الى الطائرات السمتية . وتحت واقع الهجوم الكبير أضطر سكان المناطق في المدن الرئيسية ونواحيها الى التوجه الى المناطق البعيدة والنائية والقريبة من الجبال والوديان وأدى القصف بالاسلحة الكيمياوية والفسفورية الى هجرة جماعية نحو الحدود التركية والايرانية هربا من القوات المهاجمة من الحرس الجمهوري والجحوش , وحدثت كثير من المأسي وأدى الهجوم الى مقتل العديد من هولاء المواطنين ومن قوات البشمه مركة والانصار وأصدقائهم .
بعد أنتفاضة أذار 1991 أي بعد تحرير الكويت هاجم النظام الدكتاتوري المناطق الشمالية – كردستان - وشرد الاف المواطنين العزل من قراهم وبيوتهم وكانوا في وضع صعب جدا وذلك ما أغضب المجتمع الدولي الذي سارع الى مساعدة الشعب الكردي ومنع بطش النظام وأستطاع مجلس الامن أن يقرر ان تكون المناطق الشمالية أي مابعد خط 36 درجة تحت الحماية الدولية .
لقد أستطاع النظام أعادة كثير من المناطق الشمالية وأصبحت تحت سيطرته حيث وصل الى المناطق الحدودية مع تركيا وأيران , وكان أحقر دور عرفته وسمعته هو دور الجحوش في مساعد جيش صدام في التوغل والاستدلال في المنطقة والسيطرة عليها وقد عاملوا هؤلاء العوائل بمنتهى القسوة والتنكيل, وللاسف الشديد وأنا أكتب في العقد الاول من بداية الالفية الثالثة و لم يتم لحد الان محاسبة هؤلاء الجحوش الذين ناصروا النظام وأعوانه بل أصبح بعضهم بين ليلة وضحاها أعضاء في برلمان كردستان العراق وذلك بسبب الولاءات العشائرية والتنافس بين الحزبين اللذان يقودان الحكومة فيها - الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني .
ورغم ان الانتفاضة ليس لها علاقة مباشرة بموضوع بحثنا وقد كتب عنها الكثير، غير اننا اردنا هنا الاشارة الى ان فشلها تدخلت فيه جملة عوامل داخلية وخارجية. ونتيجة لدخول العراق الكويت فرض على الشعب العراقي الحصار الاقتصادي الجائر والذي هلك الالاف من أطفالنا نتيجة هذا الحصار المدمر الذي فرضه الغرب بقرارات جائرة لا تؤثر على صدام حسين وزبائنيته .
وتعمقت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في بلادنا والتي أدت الى هجرة الالاف من المواطنين الى دول الجوار والغرب ... الخ ( أن القضية العراقية قد دولت بغزو الكويت , واصبح ممكناً التحكم بالوضع في العراق من خلال العقوبات الدولية , وقرارات التفتيش , واقامة المنطقة الامنة شمال خط العرض 36 وفرض الحظر الجوي جنوب خط العرض 32 , وغير ذلك من الاجراءات والقرارات , نرى ان قوى التغير الحقيقية هي القوى الداخلية , ولا يصح التعويل على القوى الخارجية لانجاز مهمة التغير بدلا عنها , رغم ان هذا لا ينفي , من جانب ثان , حاجة القوى الداخلية المعول عليها اساسا في التغير , الى الاسناد الخارجي , السياسي والمعنوي[5] ) .
وخلال هذه الفترة دخل الحزب في نشاطات متعددة للمعارضة العراقية المتمثلة في أحزاب قومية عربية وكردية لها مصالحها الخاصة وأحزاب أسلامية وشخصيات مختلفة الاتجاهات وعقدت عدة اجتماعات منها مؤتمر بيروت وصلاح الدين , وهذه الكتل والاحزاب غلبت عليها المصالح الانانية والذاتية وبعضهم لا يحبذ وجود الحزب الشيوعي العراقي ولا يريد أن يأخذ دوره على الساحة السياسية برغم من أنهم يعرفون أن هذا الحزب هو أقدم حزب على الساحة السياسية العراقية .
وتعتبر هذه الفترة من أصعب الفترات في تأريخ الحزب حيث الظرف الذاتي أخذ في الضعف نتيجة عوامل ذكرتها أنفاً والعوامل الدولية ومنها سقوط الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية , ووضع دول الجوار الغير مريح بالنسبة للحزب والحركة الديمقراطية واليسارية .
والاكثر أستغرابا في ذلك ,موقف الجبهة الكردستانية والتي لم يمض على تأسيسها ثلاث سنوات كما أشرنا (تأسست في أيار 1988, وكان من شعاراتها , أسقاط النظام الدكتاتوري وأقامة حكومة ائتلافية وطنية ديمقراطية تؤمن حقوق الشعب وحرياته الديمقراطية وتضمن الحقوق المشروعه للشعب الكردي [6] ) والتي ذهب جناحاها الممثلون بالحزبين الكرديين ( حدك وأؤك ) الى سلطة صدام حسين لبحث المصالحة والرجوع تحت جناحها , ومنهم من هم في قيادة الجبهة الكردستانية[7] , جاء ذلك بعد الانتفاضة مباشرة أي في منتصف نيسان من عام 1991وهذا ماسبب للحزب الشيوعي العراقي الاحراج وخيبة أمل كبيرة , برغم معرفة الحزب بالاحزاب القومية التي تريد مصالحها الخاصة وحل القضية القومية بما يجلب لها المنافع الذاتية .
أما الحزب الشيوعي فقد بقي بين ( الحانه والمانه ) , أين يقف فالصراع مع النظام أستمر أكثر من ربع قرن , وحلفائه يحاولون أنهاء العمل العسكري والتوجهة الى المفاوضات , وضربوا ميثاق العمل الجبهوي عرض الحائط , وهذا في حد ذاته هو دعم للنظام المحاصر والمنبوذ دوليا , وبحجة واهية هي الخوف على الشعب الكردي ... الخ
ولابد أن أوضح أن أمكانيات الحزب مع القوى الاخرى في مواصلة الكفاح المسلح بدات تتراجع , فالضعف أصبح عاماً .
قوى المعارضة العراقية تجتمع وبمساعدة أمريكا وحلفائها بين بلد وأخر وبدون نتيجة كل واحد يريد أن يتقرب لامريكا منافساً الاخر وكانت أجتماعات شقلاوة وصلاح الدين للقوى العراقية خير دليل على المنافسة غير الشريفة وبالنتيجة الجميع كان ينتظر ما سيحصل مع النظام خاصة بعد الانتفاضة العفوية التي لم تستغل من قبل الاحزاب العراقية التي لها رصيد بين الجماهير في الوسط والجنوب والحزب الشيوعي واحد من هذه القوى . أما القوى الكردستانية فصعوبة التعويل عليها ولحد الان مصالحها فوق كل شيئ ولم تفكر بضروة وجود وممارسة الديمقراطية كشرط لاخذ الحقوق القومية في عراق ديمقراطي يحترم الاقليات وحقوقها الادارية والثقافية .
أما النظام ووضعه بعد دخول الكويت وأحتلالها ودخوله في مفاوضات خاسرة ترتبت عليها الكثير من الشروط المجحفة بحق شعبنا الذي دفع فاتورتها في الحصار والموت الحقيقي لاكثر من نصف مليون أنسان , أضافة الى أنتفاضة شعبنا في اذار المجيدة وهي بمثابة الاستفتاء على النظام وجلاوزته , فنرى مشهد واضح المعالم يتمثل ـــ
- يمر النظام في عزلة خانقة من الدول الاقليمة والدولية .
- حصار أقتصادي مؤثرعلى الشعب العراقي .
- أبتعاد كثير من الدول الصديقة للنظام وعدم أعترافها به .
- عزلة داخلية برغم الاعتقالات والاعدامات .. الخ .
- هزيمة عسكرية مذلة .
- وضع قرارات لمجلس الامن ترتب عليها تفتيش مؤسسات وقصور ووزارات ذات سيادة .
وبمقابل ذلك كان هناك ضعف عام في المعارضة العراقية وأغلبها يعول على الولايات المتحدة الامريكية بعد زوال الاتحاد السوفيتي , بحيث لم يستطيعوا أن يعلنوا عن حكومة مؤقتة في المناطق المحررة خوفا من هجوم النظام على المنطقة وهناك تهاون في هذا الامر من قبل بعض الاحزاب في لجان العمل المشترك للاحزاب العراقية .
وأشير الى أبرز السمات والظروف التي مرت على صعيد الحزب والعراق والعالم قبل المؤتمر الخامس , واقتطف من مقالة ( جدلية الفكر .. جدلية الممارسة – أسئلة التجديد ) للكاتب الدكتور سامي خالد في الثقافة الجديدة[8]والمعنية بأبرز سمات تلك الفترة .
على الصعيد الوطني / العراقي
1- أشتداد ارهاب وقمع النظام الدكتاتوري ( سياسة الارهاب ) وحروبه الداخلية .
2- توقف الحرب العراقية الايرانية التي استمرت 8 سنوات 1980 –1988 وماتركته الحرب من أثار أجتماعية وسياسية وأقتصادية .
3- حرب غزو الكويت 1990 والحصار الدولي المفروض على العراق .
4- انتفاضة أذار 1991 وفشلها في الوسط والجنوب ونجاحها في أقليم كردستان .
على الصعيد الدولي :
1- انهيار المنظومة الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفيتي .
2- نهاية الحرب الباردة , وهيمنة القطب الواحد وأعلان النظام العالمي الجديد بزعامة الولايات المتحدة الامريكية .
3- ظاهرة العولمة وتجلياتها , وخاصة عولمة رأس المال , وعولمة الظواهر السياسية والتطور العلمي والتكنولوجي وثورة المعرفة والاتصال .
4- الحروب والازمات والصراعات الاقليمية في الشرق الاوسط
على الصعيد الحزبي :
1- انتقال الحزب من الكفاح المسلح الى الكفاح السلمي
2- العمل في التجربة الكردستانية بعد انتفاضة 1991 .
3- تشكيل الحزب الشيوعي الكردستاني .
4- تنوع وتعقد عمل الحزب في ثلاث ميادين مختلفة هي:
في الداخل ( العمق ) العمل السري
في كردستان – العمل العلني
في الخارج ( وجود تنظيم حزبي في أكثر من 30 بلدا ) .
[1] الثقافة الجديدة 207 و208 ص 29 .
[2] عقود ج3 ص 267 .
[3] نفس المصدر السابق 274 .
[4] تقيم الحركة الانصارية ص 101 .
[5] وثائق المؤتمر الوطني السادس تموز 1997 ص31 .
[6] لثقافة الجديدة عدد 199 – 200 ص27 .
[7] ضم الوفد كل من مام جلال الطلباني وسامي عبد الرحمن ورسول مامند ونجرفان البرزاني وفريدون عبد القادر وعمر عثمان وفاضل مصطفى وعمر فتاح وأخرين .
[8] الثقافة الجديدة عدد 326 و327 ص 159 .