يعيش نضال، صمود ومقاومة المرأة العراقية، الكلدانية السريانية ألاشورية، الكردية، الازيدية وليس باقل منهم العربية، ضد داعش في هذه الايام الكارثية. نحني قامتنا أجلالاً لهن.

لقد خلقن أسطورة في سنجار وكوباني بمقاومتهن، وبصمودهن وثباتهن في الموصل وسهل نينوى، وكافة مدن العراق وسوريا المكتوية بأرهابهم البربري. سيعيشون أبداً أحياء في ذاكرة شعوبهن. سينتصرون لامحال على الظلم والردة وداعش. سيصنعون حريتهم ويحققون العدالة. سيحققون ما لم تستطيع كافة البلدان الغنية في المنطقة وستون دولة تحقيقه.

أن مشاركة كافة قوميات العالم اليوم والاحزاب والمؤسسات، التي تقر بحقوق كافة الاجناس في مثل هذه الوقفة ضد داعش بات ضرورياً وملحاً، للوقوف صف واحد ضد داعش وتطرفه الاسلامي الاصولي والارهابي، ألذي تنامى بمدة زمنية قصيرة مع أكتسابه لهذه الامكانيات المادية والعسكرية والبشرية الهائلة، التي ماكان ليحصل عليها لولا الدعم والتمويل الذي حصل عليه ومازال من دول الجوار في المنطقة كالسعودية، قطر، الكويت، الاردن، تركيا، ودول عظمى أخرى كأمريكا التي تغض النظر عن دعم حلفائها في المنطقة لداعش، بحيث ان 60 دولة وعلى رأسهم أمريكا، بريطانيا وفرنسا، وأيران وأصدقاءها من جهة ثانية غير قادرين القضاء على داعش. اليست هذه مهزلة، ومسرحية يدفع ثمنها مئات الالاف من شعوبنا العرقية الاصيلة، اللذين لا ذنب لهم، وليسوا طرفاً في الصراع الشيعي السني في المنطقة. فتم زج الاقليم الكردستاني في العراق ليكون صمام الامان والجدار والمدافع عن الاراضي العراقية ومئات الالاف من شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والازيدي والشبكي والتركماني والعربي الذي شرده داعش من الموصل اولاً منذ 10 06 ومن سهل نينوى وسنجار وتلعفر منذ 06 08 2014، ليسطر شعوبنا العراقية هنا أسمى أيات الصمود، المقاومة والثبات على هوياتهم العراقية المتنوعة الاصيلة، التي حملوها معهم في جوانحهم عبر الالاف السنين من جذورهم النهرينية، التي يجبرهم داعش اليوم بقوة النحر على التخلي عنها. ولم يسلم منهم حتى أبناء جنسهم ومن حالفهم وفتح لهم الدار على مصراعيه في الموصل ومدننا العراقية الغربية الاخرى المنكوبة.

العالم يجب ان يوقف فوراً التطهير العرقي للعراقيين من غير العرب ويجب ان يتم أدانة ومقاطعة كافة البلدان التي ترعاه.

أن قلوبنا تبكي دماً على  القتل والتدمير المبرمج لكل ماهو حضاري ومدني، فدمرت مدننا، مدارسنا، بيوتنا، كنائسنا، ودور العبادة الاخرى.

لقد وقفنا هنا وتظاهرنا في 2003 و2004 ضد أسقاط نظام الطاغية صدام بالحرب، لاننا كنا نعرف النتائج الكارثية والدمار التي ستجلبه لبلدنا، وللمنطقة والعالم. ولكن أمريكا وحلفاءها أصروا ان يجلبوا لنا الديمقراطية على الطريقة الغربية بالحرب، فأنظروا اي ديمقراطية جلبوها لنا. فلم يسلم شعبنا على مدى أكثر من 10 أعوام من تطهيره العرقي والديني من قبل كافة المليشيات الاسلامية الاصولية. ليتناقص عدده الى النصف، بعد ان كان بحدود مليون ونصف قبل 10 أعوام. ليتم أستئصاله تماماً بعد 9000 عام من مناطقه التاريخية في سهل نينوى التي توازي مساحتها مساحة دولة بلجيكا.  

العالم المتمدن ذو النفوذ في اوروبا وأمريكا وقارات العالم، الذي لايتفاعل بما فيه الكفاية لما حدث لشعبنا المسيحي السورايا والشعوب الاثنية الاخرى في العراق وسوريا والمنطقة، وأخرهم الشعب الكردي في كوباني. التهديدات الداعشية والتركية والخليجية يجب ان توقف فوراً. التطهيرات العرقية يجب ان توقف فوراً. أراضينا وبلداتنا في سهل نينوى يجب ان تحرر عاجلاً. وشعبنا يجب ان يعود اليها، ويكمل مسيرة حياته وبناءها بمساعدة الامم المتحدة في حمايتها وأعادة بناءها وضمان حقوقها الذاتية في حكم وتسيير امور حياتها بذاتها. ووقف عملية تدمير وتهجير كوباني.

كم من الحروب والمأسي يجب ان تخوضها شعوبنا منذ الحروب العالمية الاولى، ألثانية، وحروب متواصلة على مدى القرن الماضي والحاضر. وحكومات بلداننا عاجزة ومنشغله بتقاسم المناصب. وصلت دنائتها الى سرقة المساعدات الانسانية التي أرسلتها شعوب العالم لشعبنا. والحكومة العراقية متهمة بتواطئ وغض النظر عن سرقة أكثر من نصف ترليون دينار عراقي اي بحدود 800 مليون دولار حجم المساعدات التي أرسلها العالم لشعبنا الذي هجره داعش في العراق.

لنا الحق في البقاء وضمان حقوقنا في سهل نينوى، ألذي هو قلب وجذور شعبنا، حتى لو بقي نفر واحد فقط على أرضه. لنا الحق في ضمان عودة أهله اليه وتأهيله. لنا الحق في ممارسة ديننا المسيحي وطقوسنا وشعائرنا وتراثنا الكلداني السرياني الاشوري النهريني. وعاجلاً أزالة كافة أثار التغيير الديموغرافي فيه. لنا الحق بالعيش جنباً ألى جنب مع الجيران المسلمين ألشيعة وألسنة من العرب والاكراد والتركمان وألشبك، مع الازيديين والمندائيين. أرض العراق لنا جميعاً وليس لفصيل واحد.

لنا الحق بالاعتراف الكامل بحقوقنا السياسية وهويتنا القومية الكلدانية السريانية الاشورية العراقية.

أننا نناشد المجتمع الدولي، والتحالف الستيني الجديد، والتي الدانمارك جزء منه، وهكذا العالم الاسلامي، أن يظهروا فعلاً وليس فقط قولاً أنهم يقصدون ما يصرحون به، من أنهم تحالفو ليدحرو داعش وقوة الارهاب. والا كيف ممكن ان نصدق أن هذا التحالف الاممي الكبير غير قادر أن يقضي على قطيع داعشي من عدة الالاف.

وبخلافه فأن قوة ونفوذ العالم الغربي، قيمه، معاييره، ثرواته، حضاراته، تكنولوجيته المتطورة ومدنيته، ومناداته لحقوق الانسان، وهكذا ماينادي به العالم الاسلامي من قيم المحبة والتسامح ليست الى فقاعة كبيرة ممكن أن يفجرها داعش بكل سهولة. فهل هذا صحيح؟ هل سينحني العالم لداعش والقوى الشريرة الجشعة التي تسيره؟

 العالم اليوم أيضاً مهدد بخلخلة استقراره، الذي يخلقه أصحاب الرساميل العملاقة لتسيطر على العالم. ولكن في النهاية ستتأكل على نفسها عاجلاً.

أننا نناشد المجتمع الدولي لاجل عمل وادانة جدية وفعالة للتهجير الديموغرافي الذي تنتهجه القوة الارهابية والشوفينية الاصولية الاسلامية، المدعومة دولياً من قبل حلفاءها أصحاب المصالح الجشعة للاستحواذ على نفط المنطقة، ومناطق النفوذ الاستراتيجية، عبر تغيير خريطة العالم من جديد وتفكيك الدول الى وحدات ضعيفة، على حساب حيوات مئات الالاف من شعوب المنطقة الابرياء للسيطرة على المنطقة. فكفى جشع، كفى تلاعب، كفى وحشية. أين باتت قيم العالم المتمدن؟

أننا نناشد المجتمع الدولي لادانة تهجير شعبنا المسيحي السوراية والازيدي والمجاميع البشرية الاخرى في العراق وسوريا. وندين بشدة كافة الدول التي تدعم داعش في حربه ضد الشعب الكردي المدني في كوباني.

أننا نطالب بالحل، ونطمح من خلال هذه التظاهرات الجماعية في كافة أنحاء العالم، أن نجعل السياسيين، الاعلام، البرلمانات، والشعوب في كافة الدول، وبلدنا الثاني اليوم هنا الدانمارك مدركين لضرورة المشاركة الفعالة من اجل الحل العادل والانصاف.

يعيش نضال الشعوب ضد الطائفية والاصولية.

عاشت سنجار، عاش سهل نينوى، عشت كوباني.

موتوا دانمارك للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري

أورهس، 01 / 11/ 2014

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

facebook: Motowa Denmark