دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة شعوب وحكومات العالم في 16 تشرين الاول 1966 الى التسامح ونبذ الخلاف من أجل العيش في حرية وسلام بعيداً عن العنف ولغة السلاح، وبما ان بلدنا يعيش الآن في أزمات متتالية سببها تركة النظام المباد ومخلفات الاحتلال ونظام المحاصصة البغيض.. وفي ضل الازمات المتلاحقة خرج ابناء شعبنا عدة مرات ليقول كلمته لاخيتار من يمثله في مجلس النواب والحكومة، وها هم الآن يخرجون مرة آخرى مطالبين بالاصلاح وتوفير الخدمات ومحاسبة الفاسدين.
ان الدعوة الى التسامح لا بد من ان تستند على اسس ومقومات تحدد هذه الصفة وخصوصا في بلدنا الذي يشهد مرحلة معقدة وصعبة حيث يعمل الكثير من المتنفذين الى تعزيز روح العنصرية وترسيخ الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية.
اننا في كتلة الوركاء الديمقراطية، ندعوا ممثلي الشعب العراقي وجميع السياسيين الجلوس الى طاولة الحوار وتغليب مصلحة الوطن والمواطن كما ندعو الرئاسات الثلاث الى اتخاذ اجراءات جادة في معالجة ملف المصالحة الوطنية وأتمامه كونه مشروع وطني يسهم في حل الكثير من الخلافات.
وفي هذا المجال نؤكد على ان التسامح لا يعني الضعف وتقبل الاختلافات بالاكراه، وانما هو احترام لتعددية المجتمعات والنظر من جانب انساني الى الشريك في الوطن والمصير، وان ترسيخ هذا المفهوم هو تعزيز للديمقراطية والتعايش السلمي الذي تهدف اليه تطلعات الشعوب في الحرية والمساواة والاخاء وهذا ما نحتاج اليه خصوصا في المرحلة الراهنة.
وفي هذه المناسبة لابد من ان نتذكر الجهود الكبيرة التي بذلها ابزر قادة الانسانية ومنهم السيد المسيح الذي يقول "احسنوا الى مبغضيكم ، و صلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم و يطردونكم اي ان لا تكون قلوبكم قاسية تحب الانتقام والثأر .. كونوا من احباء الله وكونوا القريبين منه لأن ملكوت السماء لا يعرف الحاقد ومن قلبه يفيض كرها حتى لو كان لاعدائه"، وفي هذا المجال يقول الزعيم نيلسون مانديلا " ان التعاطف الإنساني يربطنا ببعضنا – ليس بالشفقة أو بالتسامح ، ولكن كبشر تعلموا كيفية تحويل المعاناة المشتركة إلى أمل للمستقبل"، وايضاً لا بد من ان نستند الى مقولة الزعيم غاندي "الضعيف لا يمكن ان يسامح ،فالتسامح من صفات الاقوياء" ونتعلم ايضاً من مقولة القائد الثوري تشي جيفارا "السلام والحب والتسامح لا يعرفه غير العظماء".
أخيراً وفي هذه المناسبة احيي كل الجهود السلمية المدنية الحثيثة التي تعمل بحيوية من اجل تعزيز هذه المفاهيم الانسانية وتحويلها الى واقع ملموس نشهد تجلياته من خلال اشاعة روح التسامح والمحبة بين ابناء الوطن.
النائب
جوزيف صليوا سبي
رئيس كتلة الوركاء الديمقراطية النيابية