في الاول من أيار من كل عام ، تحتفي الطبقة العاملة وجميع الكادحين في سائر ارجاء العالم بذكرى يوم التضامن الاممي عيد العمال العالمي ، الذي يعتبر محطة مهمة لتنظيم وتوحيد نضالهم الطبقي الذي يهدف الى ضمان الحقوق المشروعة للطبقة العاملة . في الوقت الذي تمر فيه هذه المناسبة ، ما يزال المجتمع البشري يواجه عواقب الأزمة الاقتصادية والمالية و سياسات التقشف والتسريح وتقليل الأجور, مع تزايد عدد العاطلين عن العمل,  على الصعيد العالمي. وأكثر من يعاني من هذه الأزمة هم كادحي اليد والفكر. إضافة إلى غياب العدالة الاجتماعية والحريات العامة وحقوق الإنسان.

ان عمال كوردستان وبالتضامن مع النظال الاممي للطبقة العاملة في شتى انحاء العالم ، يناضلون وبثقة عالية من أجل عالم ، يسود فيه الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية ، اضافة الى سعيهم لانهاء كل اشكال التمييز الطبقي والقومي والديني والفكري والمذهبي،.

  يتقدم حزبنا وبهذه المناسبة التأريخية، باحرّ التهاني والتبريكات لعمال العالم عامة وعمال كوردستان والعراق خاصة، وارتباطاَ بايمانه العميق بالنضال الطبقي جنبا الى جنب النظال الوطني ، يبدي استعداده التام لدعم الحركة  العمالية في الاقليم ، ارتباطا بسعيه الى تحقيق برنامجه الاقتصادي والاجتماعي الهادف الى ضمان السعادة والعيش الكريم لسائرالكادحين.  ويعمل جاهداَ من اجل سن قانون عمل جديد وقانون للتقاعد والضمان الاجتماعي وفي نفس الوقت ، نعمل من اجل ، تطبيق سياسة التشغيل التي اقرت من قبل الحكومة ووضع معاير استيراد العمالة الاجنبية التي تعمل في ظروف قاسية وايجاد تعليمات و تشريعات تحافظ على حقوقهم وفق المعاير الدولية ،وتفعيل صندوق الضمان الاجتماعي والعمل من اجل اصدار قانون جديد للضمان الاجتماعي يأخذ بنظر الاعتبار ضمان البطالة والاصابة والمرض والعجز...الخ. والسعي الى تعديل قانون الاستثمار وتثبيت حقوق العمال فيه وضمان استيعاب العمالة الوطنية في المشاريع الوطنية،ومتابعة اصحاب رؤوس الاموال للابقاء بالتزاماتهم المقرة في صندوق الضمان وفتح دورات للتدريب والتأهيل بما يرفع من كفاءة العمال في سوق العمل ، واجراء انتخابات حرة ومستقلة للنقابات العمالية لانتخاب ممثليين حقيقيين عنهم كي يجعل منه اساساً متيناً لضمان حق العمل وحرية التنظيم النقابي للطبقة العاملة في الاقليم. تعتبرالطبقة العاملة المكون الاساسي من القوى المنتجة للبلاد ، فان التهميش والاقصاء ، بحقهم ، ينعكس سلبا على كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الاقليم ، لذلك يرتأى حزبنا ضرورة اعادة النظر والمراجعة الشاملة والدقيقة للسياسات الاقتصادية والاستثمارية و وضع حد لظاهرة الطفيلية المتفشية التي ادت الى استغلال السوق وذلك تحت شعارسياسة  السوق الحرة ، واكثر ما يتعرض لهذا الاستغلال هم العمال والكادحين . ولا يمكن تحقيق رفع مستوى الانتاج والدخل القومي واستغلال الثروة الوطنية لخير الجميع دون تحسين الوضع المعيشي ومعالجة الفقر والبطالة وتوفير فرص عمل للعاطلين ومن بينهم الشبيبة والنساء. 

  وبهذه المناسبة، نؤكد مرة اخرى على الاسراع في عملية الاصلاح الاداري والمالي في الاقليم ، والذي يؤدي الى وحدة الصف وتنشيط النضال الجماهيري بالارتباط بالنظال السياسي ، حيث لايتحمل  هذا المشروع التأجيل والاهمال ، لأن اي تلكؤ في هذه العملية ، سيؤدي بالنتيجة الى خلق ازمات سياسية واجتماعية واقتصادية.

  ان من بين المستجدات السياسية التي تجلب نظرنا هي لجوء الحكومة المركزية الى استغلال قواة الجيش والسرطة الاتحادية ، تجاه المعتصمين والمتظاهرين في بعض المدن التي غالبية سكانها من السنة، فمع ادانتنا واسنكارنا لها ، نعدها خرقا واضحا تجاه الدستور، وفي نفس الوقت ،ندعو كافة الاطراف الى الحوار واللجوء الى الحل السلمي و ترك منطق القوة في حل الخلافات الداخلية. وان ما يتعلق بالخلافات الجارية مابين الاقليم و المركز ، فاسبابها كثيرة ومنها ، المادة 140 والخلاف حول قانون الميزانية وقانون النفط والغاز والاحصاء السكاني وعقلية ادارة الحكم والاستفراد بالسلطة والاقصاء والتهميش وتسويف مشروع عملية الدمقرطة في العراق ، والتدخلات الاقليمية والدولية.

  وان السبيل الوحيد  للحد من سياسة التفرد والهيمنة وانهاء الازمة السياسية في العراق وحل المشاكل العالقة بين الحكومة الاتحادية وبين الاقليم هو  الخيار السياسي والديمقراطي والحوارالمباشر بالطرق السلمية ،  والعودة الى الالتزام بالدستور ومبدأ التوافق الديمقراطي لحلحلة المشاكل و انهاء الخلافات القائمة.

 ونحن نحتفل معا بالذكرى العزيزة على قلوبنا جميعا نؤكد تضامننا مع عمال كوردستان والعراق في نضالهم النبيل لبناء عالم تسوده قيم الديمقراطية والسلام والعدالة والتكافؤ والمساواة ، بعيدا عن الحروب والهيمنة والتسلط والرأسمالية المتوحشة ومصادرة حق الشعوب في تقرير مصيرها.

                                  عاش الاول من ايار عيد العمال العالمي

                                                               

                                                              المكتب السياسي

                                                              للحزب الشيوعي الكوردستاني

2013/5/1