في كل عام تستقبل الطبقة العاملة العالمية اول ايار للاحتفال بعيدها الأممي المجيد والوقوف بحزم ضد تفريغ هذه المناسبة العالمية والمعمدة بالدماء والتضحيات الباسلة من بهائها ومعانيها السامية، ومحاولات أعداء الطبقة العاملة الرامية لتهميش دورها وما تقوم به من جهد ريادي، متمثلا بشغيلة اليد والفكر، للخلاص من ربقة الاستغلال ومصادرة الجهد الخيّر في البناء وحمل أوزار العمل المضني في نقل المجتمعات من الحالة الاستهلاكية المقيتة إلى حيث العطاء والانتاج، وخلق حالة دائمة من الحركة والتجدد، لهذه الأسباب، لا غرو أن تجد هذه الطبقة نفسها أمام المد الساعي للتنكر لما تقوم به من العمل الجاد والدؤوب للنهوض بالاقتصاد وإنعاش العمل المنتج المدر للخير والعطاء والبناء.

لا أحد ينكر ما لدور هذه الطبقة المكافحة في إحداث متغيرات هائلة باتجاه البناء الحقيقي للمجتمع، عملا وإنتاجا وإبداعا، مقرونا بكفاحها المستميت من أجل الحفاظ على هذا المنجز الانساني والسعي لبناء مجتمعات ناهضة باقتصادها المتطور.

ولا يمكن أن ننكر كعراقيين مساندين لكفاح الطبقة العاملة ومشاركين معها في كفاحها وإعادة الاعتبار لها بعد أن ميع دورها نظام الحكم الفاشي ليحولها من طبقة شغيلة أصيلة ومناضلة، إلى مجموعة موظفين وذلك في سنّه القانون سيء الذكر رقم 150 لعام 1987، الذي يعتبر ضربة كبيرة وتجنيا وتهميشا لدور الطبقة العاملة العراقية المعروفة بدورها النضالي ضد كل أنواع الاستبداد والاحتكار ومصادرة الحق المشروع في العيش والكرامة الانسانية، وبهذا الفعل الأبله، حاول نظام البعث المقبور إلغاء دور الطبقة العاملة وتفريغه في ديمومة بناء الاقتصاد العراقي، واعتبارها تابعا للعمل الوظيفي المكتبي، لا طبقة شغيلة تستمد قوتها ووجودها ودورها القيادي من ساحات العمل والمصانع وارتباطها بالإنتاج بشكل مباشر، الذي يعود لها الفضل في إحداث نقلات نوعية في الاقتصاد الوطني بالعمل اليومي والابتكار وتطور الكفاءات والقدرات اعتمادا على السواعد الوطنية الخيّرة، للعمل جنبا إلى جنب مع بقية شرائح المجتمع العراقي من شغيلة فكر وكادحين ومستضعفين نراهم في قتال شرس مع الحياة من أجل البقاء، وهنا يبرز دور الطبقة العاملة في قيادة هذه الفئات المجتمعية، طالما أنها مرتبطة بالإنتاج الذي من شأنه أن يمنحها الدور الهام والرئيسي في ضخ دماء جديدة للاقتصاد الوطني، وأحداث نقلة نوعية في تطوير وسائل العمل والانتاج الذي يدر الخير لكل المجتمع العراقي، قبل أن يسعى المستغلون والناهبون للجهد العمالي لسرقة عرقهم وبالتالي التنكر لهم ولدورهم في استمرار دورة الحياة بكل أساسياتها.

قدمت الطبقة العاملة العراقية أكبر التضحيات في تأريخها الحافل بالنضال من أجل الانعتاق والتحرر، متمثلة بحزبها المقدام، حزب الطبقة العاملة، الحزب الشيوعي العراقي الباسل، وكل الكادحين، فوجدت الطبقة العاملة في هذا الحزب المدرسة الحقيقية في الوطنية والتشبث بالمبادئ الانسانية النبيلة، ووجدت فيه المعبر الحقيقي عن حقوقها ووعيها وكفاحها المستميت لاستعادة حقوقها والتشبث بها.

فقدم حزب الطبقة العاملة على امتداد تأريخه المجيد التضحيات تلو التضحيات وعمد بدماء مناضليه الخالدين طريق الحرية والتقدم والوطنية الأصيلة، بعيدا عن المزايدات ونيل الامتيازات الشخصية الضيقة، وأسس لمدرسة نضالية وأخلاقية وفكرية في الوطنية والتواشج مع الأرض والناس الطيبين، معتبرا الطبقة العاملة منه وإليه، يستمد قوته منها وتستمر هي في العطاء من تضحياته.

فلا غرو إذن أن يناله من أعداء الوطن والطبقة العاملة أذى كبير لسنوات طويلة وعقود من المحن، دفاعا عن الطبقة العاملة المظلومة وكل المسحوقين.

أن العراق اليوم بأمس الحاجة وأكثر من أي وقت مضى، لأن تلعب الطبقة العاملة الدور الكبير في إعادة بناء الوطن والانسان بعد أن سحقته الحروب والمحارق والكوارث الصبيانية التي احرقت كل شيء وعطلت دور الطبقة العاملة وكل الفاعلين العراقيين من المرتبطين بالإنتاج الصناعي والفكري. فبات من اللازم على الطبقة العاملة العراقية وكل شرائح المجتمع العراقي المنتج، تجنيد الطاقات والعمل بشكل متواصل ومضاعفة الجهود للانطلاق إلى عملية البناء التي ما زالت تعاني من الاهمال والتخلف، ذلك أن الصناعة العراقية كنتيجة للمغامرات الغبية، لا زالت في أسوأ حالاتها، فالمصانع معطلة والعمال مسرحون، بعد أن اتجهوا لمهن أخرى، أو دخولهم في سلك الجيش وقوى الأمن.

ففقد العراق بهذا الوضع غير الطبيعي والمزري، طاقات وكفاءات وقدرات ضائعة، بات من اللازم اعادة تكوين الطبقة العاملة وبذل الجهود لتأهيلها، لأن العراق لا يمكن أن ينهض بعيدا عن دور الطبقة العاملة المدربة والقادرة على القيام بجهدها المنتج لإحداث النقلة الحقيقة للدخول إلى مرحلة تصنيع البلد أسوة ببلدان العالم الساعية إلى امتلاك قاعدة صناعية متطورة وقادرة على منح البلاد حصانة اقتصادية يتباهى بها العراقيون، فخرا واعتزازا.

وهنا يأتي دور الطبقة العاملة بعد أن يسعى ساسة البلد وخصوصا أولئك الذين على دراية كافية بأهمية التصنيع في إحداث متغيرات هائلة والبحث عن مصادر أخرى لبناء الاقتصاد الوطني، وعدم الاعتماد كليا على صادرات النفط.

والعمل على النهوض بالصناعة التي تعتبر من أهم ركائز الاقتصاد المتكامل.

تحية تقدير وإجلال للطبقة العاملة العراقية ومن خلالها لكل عمال العالم بيومهم الأغر، الأول من آيار، وكل عيد والطبقة العاملة في عطاء دائم وتجدد وألق وكفاح مطلبي مشروع.

ـــــــــــــــــ

جواد وادي

الأول من أيار 1959في بغداد يوم  آخر في  ذاكرتي

كثيرة هي الأيام التي تغنى بها أبناء شعبنا ومناضلوه ببطولات وتضحيات قدموها  من أجل سعادة ورفعة الوطن وحرية وسعادة  الشعب، منها من عاشها وقدمها  مناضلون  قبلنا فسجلوا مفاخرهم  في سجلات الشرف والبطولة وعندما قرأناها زادنا ذلك حماسا وعزما وتصميما على مواصلة الدرب، ومنها  ما عاشه  جيلنا وما قدمه من أفعال يجدر بنا أن نعيدها على مسامع الأجيال الشابة الجديدة لتنعش النفوس  وتشحذ الهمم، أقول هذا ولازالت ذكرى أول احتفالية للطبقة العمالية العراقية بعيدهم العالمي  والتي جرت بشكل علني يوم 1/5/1959 في بغداد محفورة في الذاكرة.

ففي الأيام التي سبقت هذه الاحتفالية امتلأت أعمدة شارع الرشيد على جانبيه والشوارع الأخرى بملصقات ورقية ملونة خطت فيها كتابات بعضها يرحب بقدوم الأول من آيار عيد الطبقة العاملة في الجمهورية العراقية وبقية دول العالم والبعض الآخر يتغنى بآيار عيد المحبة والربيع في أرجاء الجمهورية الفتية، لقد  كانت هذه الأوراق الملونة والمثبتة بكل إعتناء على أعمدة شارع الرشيد وما تحمله من عبارات سلام ومحبة مبعث طمأنينة في نفوس المارة من أبناء الشعب وهم في طريقهم أما إلى أماكن عملهم أو للتبضع من مخازن ومحلات شارع الرشيد والشوارع المرتبطة به، وفي تلك الأيام التي سبقت يوم الأول من آيار تضافرت جهود العاملين في كل نقابة من نقابات العمال في إعداد وتهيئة الفعاليات والنشاطات والمجسمات التي تعبر عن المهنة أو الحرفة التي تمثلها كل نقابة منها والتي سيتم عرضها بواسطة السيارات أو العربات الناقلة لتلك الفعاليات المشتركة في المسيرة الشعبية والعمالية الكبرى والتي ستنطلق يوم العيد العالمي للعمال في الأول من آيار.

وفي مساء يوم 30 نيسان 1959 أي ليلة الاحتفال بالأول من آيار أقام (الإتحاد العام لنقابات العمال في العراق) حفلا خطابيا على حدائق قاعة الشعب وكان ذلك الحفل برعاية الزعيم (عبد الكريم قاسم) حضره مدعوون كثيرون امتلأت بهم أرجاء تلك الحدائق.

لقد كنت أنا مدعوا مع خمسة أو ستة من الوجوه الطلابية المعروفة على صعيد (إتحاد الطلبة العراقي العام) وقد أفردت لنا مقاعد في الصفوف الأمامية قرب منصة الخطابة ومما أتذكره في هذا الخصوص أن (الزعيم عبد الكريم قاسم) وبعد بضع دقائق من خطابه الذي ابتدأه بتهنئة العمال بهذه المناسبة الميمونة والذي قوطعت عباراته بالتصفيق وبالهتافات الحماسية من قبل الحاضرين، نهض أحد الزملاء من الطلبة المدعوين معي وهتف مطالبا بإشراك الحزب الشيوعي العراقي في الحكم، ولكن الزعيم قاسم رد على  تلك المطالبة قائلا: (أيها الأخ أنا الذي أقرر ذلك وليس أنتم..)، ولم يتكرر الهتاف  بمثل هذه المطالبة تلك الليلة وفي تلك الاحتفالية بعد ذلك  مرة أخرى.

أما يوم الأول من آيار نفسه فمنذ الصباح الباكر استعدت جماهير الشعب بشرائحها كافة متعاونة ومتضامنة مع عمالنا الأشاوس لإظهار احتفالية هذا اليوم الكبير في حياة الطبقة العمالية صانعة الحياة بأبهى صورة من صور الفرح والابتهاج.

لقد أرتفعت معالم الزينة على واجهات المباني المطلة على الشوارع الرئيسة في بغداد لاسيما شارع الرشيد حيث سيكون الطريق الذي ستسلكه المسيرة الكبرى للإحتفالية إبتداء من الباب الشرقي منتهية في ساحة باب المعظم مارة على مبنى وزارة الدفاع حيث ستتلقى التحية من لدن قائد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 الزعيم عبد الكريم قاسم.

ومما أتذكره عن مشاركتنا نحن طلبة وطالبات كلية التربية / جامعة بغداد في المسيرة، الكبرى للإحتفالية المذكورة، أن اللجنة الاتحادية لطلبة كليتنا قد نظمت  لنا مسيرة.

بعد ظهر ذلك اليوم إنطلقت من أمام مباني الكلية متجهة صوب منطقة الباب الشرقي حيث نقطة إنطلاق المسيرة العمالية والجماهيرية الكبرى  للأول من أيار.

وبعد إنضمانا الى المسيرة الرئيسة، طلب إلى بعض الوجوه الطلابية المعروفة بنشاطها في كليتنا وأنا واحد منهم أن نتوزع على مناطق مختلفة من خط سير المسيرة وعلى طول شارع الرشيد للإشراف على ضبط وتوجيه الجماهير التي غص بها جانبا الشارع إستقبالا للمسيرة العمالية والمواكب الأخرى المشاركة معهم من الشرائح الأخرى من طبقات الشعب وكنت مشرفا إبتداء من ساحة حافظ القاضي حتى منطقة رأس القرية والحقيقة تذكر أني وجدت أبناء شعبنا الأبي وصفوفهم المتراصة على جاني الشارع مثالا لحسن الضبط  والنظام وفسح المجال للمواكب المحتفلة لكي  تواصل سيرها بكل إنسيابية أثناء إستعراضها الإحتفالي المذكور وهكذا أخذت المواكب المحتفلة بالمسيرة الكبرى وكان يتقدمها كوكبة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب وكذلك مكتب الإتحاد العام لنقابات العمال في العراق، وبعد أن اخذ الحماس يرتفع رويدا رويدا عند المواكب المحتفلة وهي تردد مختلف الأهازيج والأغاني والشعارات سرعان ما بدأ هدير شعار أخذت كل الجماهير المحتفلة بترديده وبصوت حماسي منقطع النظير يطالب بأشرك الحزب الشيوعي في الحكم.

وكل ما مر علينا موكب لنقابة محتفلة  كان الحماس في ترديد ذلك الشعار يزداد قوة ولهيبا، وتواصلت المواكب الإحتفالية واحدا بعد الأخر والهمم تزداد إصرارا على الإستمرار بهذا العرس العمالي العتيد رغم أن الليل قد بدأ يزحف على المحتفلين لكنهم أستمروا على هذا الزخم الإحتفالي  وصولاً إلى إنتصاف الليل.

حقا كان يوما إحتفاليا رائعا إستحقته طبقتنا العمالية  الباسلة.

ــــــــــــــــــــــــــ

فاضل فرج خالد

 

وفي البصرة اخترقت المسيرة شوارع العشار النظيفة

أعترف أمام نفسي وأمامكم إني كنت متشائما جدا بمستقبل بلدي الجريح، ولكن احتفاليات الحزب الشيوعي العراقي بذكرى تأسيسه الـ 73  في الوطن وبلدان الشتات بعثت في نفسي ألأمل من جديد بإمكانية إعادة بناء العراق وبأيادي الوطنيين الشرفاء من أبنائه وبمساعدة الخيرين في العالم، فاحتفالية بغداد في ملعب الشعب الدولي كانت أضخم تجمع احتفالي منذ سقوط الدكتاتورية ولغاية اليوم, وعرس الناصرية الجميل في سياراتهم المزينة التي طافت شوارع المدينة بضفتيها وتعاطف جماهير الشعب مع المحتفلين كانت الرد الصحيح والسلمي على الاعتداء الآثم في 14/12/2005 على مقر محلية الناصرية ومقر حركة الوفاق الوطني والشطرة ألأم التي احتفلت وللمرة ألأولى في الهواء الطلق على شارع النهر اللطيف وسط المدينة التي بدأ الحزب فيها مسيرته الوضاءة، أما احتفالية البصرة الفيحاء فكانت رائعة جدا بجهود الأبطال الذين تحدوا كل شيء وكونوا منهاجا جميلا أعاد فيه الفنانون والشعراء والسياسيون نكهة المسرح البصري ألأصيل من خلال أوبريت شنان المعيبر وبقية الفقرات ألأخرى و لاننسى مساهمة شركة نفط الجنوب من خلال القاعة الرائعة ومستلزماتها والتي لم تستطع استيعاب الحضور الجماهيري ذلك ?ليوم رغم وسعها.

واليوم وبعد عودة ألأمل لنا من جديد وإطلاعي على بعض فقرات احتفال ألأول من أيار لإتحاد عمال البصرة عاد إلى ذاكرتي المتعبة احتفالات العراق والبصرة بالذات عام 1959 حيث كان والدي المرحوم محمد حسين الخياط من المساهمين بهذه المناسبة حيث نظمت النقابات آنذاك، وكل حسب ألاختصاص مشاهد رائعة أتذكر منها أن كل نقابة هيأت سيارة حمل كبيرة وزينتها ووضعت فيها ما يمثل نشاط ذلك ألاختصاص، فمثلا نقابة الخياطين كونت محل خياطة مصغر واستعانت بنا نحن (ألأطفال) لتجسيد تلك المشاهد وكنت أنا بمثابة صاحب المحل الذي يقف على طاولة التفصيل ليقص ألأقمشة وفق قياسات الزبون ويعطيها لعامل الخياطة والتي كانت أختي الجالسة على الماكنة تقوم بذلك العمل بينما جسد أخي عامل الكوي (الأوتي) وهذا كل ما يحتاجه محل الخياطة بالإضافة إلى معرض للأقمشة والبدلات المنجزة ،وكان أصدقاء والدي والذين يصغرونه سنا يحملون مشاعل الحرية خلف تلك السيارة وعلى شكل كردوس وكنا نتوقف بين فترة وأخرى لنزودهم بالنفط لديمومة النار في تلك المشاعل وأتذكر اثنين منهم ألآن وهما حامد وعبد الجليل أطال الله عمريهما ومنحهما الصحة.

بينما أعدت نقابة الخبازين مخبزا متنقلا يعدون فيه الخبز الطازج ويوزعونه على الناس المحتشدين لرؤية ذلك الكرنفال، بينما صنع النجارون حمامة السلام من الخشب المغطى بالقطن ألأبيض وتحمل في منقارها ألأحمر سعفة خضراء، كما كانت هناك مساهمات رائعة لعمال الموانئ وعمال شركة نفط البصرة وغيرها الكثير.

صدقوني لا أستطيع أن أعبر لكم في هذا المقال البسيط عن مقدار فرحة الناس بهذه الاحتفالية التي كانت تخترق شوارع العشار النظيفة آنذاك وعندما وصل الموكب إلى جسر المتصرفية (المحافظة القديمة ألآن) انطلقت زغاريد النسوة البصريات وهنا لاحظت بينهن جدتي ووالدتي وعماتي ونساء محلتنا القديمة، من خلال ما تقدم يتضح للجميع أن هناك أناسا قلبهم لا يزال ينبض بكلمة عراق ومستعدين للعمل والتضحية من أجل العراق لا من أجل نفطه ومائه وخيراته ألأخرى فقط، سلاما لهم ولمن يؤازرهم وسلاما لكل من يحب العراق.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

باسم محمد حسين

 

حيوا الشبيبة.. بمناسبة اليوم العالمي لعيد العمال

حيوا الشبيبة

حيوا الساعد الأسمر

صناع الحياة

وفجرهم الأشقر

حيوا التطور

والفكر الأحمر

حيوا طريق المجد

والكرامة والسعد

حيوا الشموخ

إذا أقبلت غمائم القهر

حيوا الشبيبة

عنوان الفداء

ورسل الخير والبناء

هم المجد..

ومفتاح الشمائل

والأقمار في ليل المناضل

سلام على الدم

الذي صار عيدا

وصار للأحرار

 مشاع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عبد صبري أبو ربيع

 اغنية للاول من ايار

عدنه أمل ضي الشمس بينه يمر

والضوه كلنه نريده

والشمس موش بعيده

ماطول كل أحنه سوه، وعدنه فكر

ماتمنع الظلمه أبد، جيب الفجر

عمال.. عمال

عمال ماتحلا الحياة بغيرنه

نتعب ونشكه حتى نسعد غيرنه

نصير للأطفال خبزه وعافيه

ونشتغل بكلوب بيضه وصافيه

ماطول كل أحنه سوه، وعدنه فكر

ماتمنع الظلمه أبد، جيب الفجر

عمال.. عمال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمات: كاظم السعدي

غناها الفنان: جعفر حسن

 بمناسبة اول أيار عيد العمال العالمي

هذوله احنه...

چواكيچ وفكر وزنود

نهدم قلعة السلطان

المن دمنه بنه اقصور ومعامل

واشترانه ابلا ثمن ينكال

حته انحرك الآله

ودمنه ايحرك الآله

يكتب للعصر تاريخ عماله

صرخنه ابوجه كل سلطان

ليش النايم ابفينه يظل سلطان

ويظل بس التعب حكنه

مابین العرك والدم

وسنين القهر والهم

يظل العامل التعبان

عايش على الكفاف اسنين

بين السوط والحيطان

موحته الله ابكتابه ايمجد الانسان

ليش النايم ابفينه يظل سلطان

موش الآله التنه..؟

ودمنه ايحرك الآله

وفز بين المعامل والاكواخ شياع

ابچفه اترفرف الرايه

تحمل منجل وچاكوچ

وابدم الشهيد الوفي امحنايه

اضراب وتنظيم وغايه

وصار التنظيم ايحزمنه ابفد حزام

والاضراب اتباهه ابدمنه ابكاورباغي

وشلنه الرايه المكتوب ابدمنه ونادينه

ياعمال الدنيه التموا..

واتلملمنه.. وصرنه اهوايه

وصارت كل الدنيه تناضل تحت الرايه

ياعمال العالم اتحدوا...

ــــــــــــــــــــــــــــــ

سامي عبد المنعم

 

 

عيد العمال والطبقة العاملة العراقية

ان نشوء الحركات العمالية والنقابية مرتبط بانتصار النظام الرأسمالي وازاحـة النظام الاقطاعي وسيطرة الرأسمالية كنظام اقتصادي اجتماعي.

فقد اعتبر القرن السادس عشر بداية لولادة النظام الرأسمالي من خلال وجود ورشات حرفية وتعتبر الجنين الذي نشأ في رحم النظام الاقطاعي انذك  وخلال القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر بدأ نمط الانتاج الاقطاعي بالتفكك, وتطورت الثورات الصناعية في منتصف القرن الثامن عشر لتبني النظام الرأسمالي الذي قام على اسس الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وعمل على انخراط أعداد كبيرة من الايدي العاملة المتدفقة من الريف وقد بنى نظامه على الاستغلال الطبقي لازدياد ثروته وتوسيعها ولهذا عاش  العمال في ظروف اجتماعية قاسية وكانوا يعاملون معاملة أسوأ من معاملة البهائم من قبل ارباب العمل ونتيجة لهذه الحياة المأساوية التي عاشها العمال في الولايات المتحدة الامريكية فقد خاضوا نضالا عنيفا من اجل نيل حقوقهم ففي عام 1886 اعلن آلاف من العمال في شيكاغوا بالولايات المتحدة الامريكية الاضراب العام احتجاجا على وضعهم القاسي ونزلوا في تظاهرات طالبوا فيها بتحديد شروط العمل والمطالبة بيوم عمل 8 ساعات واتسع الاضراب ليشمل جميع المؤسسات الصناعية وعلى الفور اتخذت السلطات الحكومية الامريكية قرارا بقمع الاضراب فسفكت دماء بريئة واستشهد عدد من العمال وقد دست السلطات بعض العملاء والجواسيس وسط التظاهرات لاطلاق متفجرات داخلها ليكون المبرر لالقاء القبض على العديد من العمال واصدار احكام الاعدام على قسم منهم او السجن لسنوات طويلة وقد تحدى العمال جميع القرارات التي صدرت بحقهم فقد قال احد العمال امام المحكمة (اني احتقركم واحتقر قوانينكم وسلطاتكم المبنية على القوة فاشنقوني من أجل هذا) وقال عامل آخر (انا اعلم ان هدفنا لايدرك هذه السنة ولا السنة القادمة ولكن سيدرك يوما من الايام).

وقد تم لاول مرة الاحتفال بعيد العمال في الاول من أيار عام 1889 في المانيا والامبراطوري الهنغارية وفرنسا وايطاليا وبلجيكا والسويد وبلدان اخرى تحت شعار (ياعمال العالم أتحـدوا).

ولابـد من الاشارة الى الحركة العمالية العراقية فقد نشأت الطبقة العاملة العراقية في ظـل السيطرة الاستعمارية المباشرة للاحتكارات الاجنبية مما ادى الى الاشتباك مع قوى الاحتكار الاستعماري منذ بداية وجودها حيث لم يكن امامها الا أمران اما ان تقاوم ضد الوضع المزري دفاعا عن حقوقها وكرامتها وكما يقول كارل ماركس (ان الطبقة العاملة لاتخسر في النضال سوى اغلالها) وعليه فأن الطبقة العاملة العراقية اختارت الطريق الثاني وهو مقارعة الاستعمار والاستغلال بكل انواع الكفاح  فقد دشنت بدايتها بعدة اضرابات تجلى ذلك في اشكال تنظيمها النقابي والمهني والاجتماعي ورغم بساطة معطيات المرحلة الاولى في تكوينها فقد احرزت مركزا مرموقا بين الطبقات الوطنية الاخرى دفع الاستعمار والرجعية المحلية الى جعلها العدو الاخطر عليه والمهدد لمصالحه وفعلا  كانت هي القوة المؤهلة للقضاء على جميع اشكال الاستغلال وقد بدأت الطبقة العاملة العراقية تنظم صفوفها على شكل نقابات وتجمعات ونواد تعمل علنا او سرا وكان اول اضراب عمالي لها في اخطر معاقل الاستعمار وذلك عام 1924 في ميناء البصرة رغم الحملات الاستعمارية المستمرة الممتدة بقمع ثورته الوطنية في عام1920 وهكذا اصبح الوليد الجديد (الطبقة العاملة) قوة تهدد مضاجع القوى  الاستعمارية والرجعية فقد تشكلت اول نقابة عمالية باسم (جمعية اصحاب الصنائع العراقية) في عام 1929 برئاسة النقابي محمد صالح القزاز واستمرت الطبقة العاملة العراقية في العديد من الاضرابات للحصول على حقوقها وقد حصل عهد جديد في حياتها السياسية عام 1934 اذ تم تأسيس حزب العمال والكادحين الحزب الشيوعي العراقي والذي اولى منذ بداية تأسيسه دور الطبقة العاملة العراقية  في برنامجه حيث جاء فيه (ضمان الحريات النقابية للطبقة العاملة والشغيلة وحقهم في التنظيم النقابي في جميع المشاريع الانتاجية والخدمية واحترام استقلال الحركة النقابية وحق العمال في الاضراب والتظاهر والاعتصام والوقوف بوجه اي تجاوز على حقوقهم من اي جهة جاءت).

وبعد انبثاق ثورة الرابع من تموز 1958 المجيدة وانهيار الحكم الملكي العميل تكونت عشرات النقابات والتي ضمت بين صفوفها آلافا من العمال في شتى مجالات العمل ولكن لم يكن عملها هينا فالدوائر الرجعية التي ناصبتهم العداء طوال الحقبة الماضية رغم فقدها بعض رؤوسها المعادية للعمال اتخذت في معاداة العمال ونشاطهم النقابي وعملت بكل امكانياتها لابعاد العمال عن المشاركة في حل نزاعات العمل ولكن رغم هذا النشاط المعادي اصطدم بالتفاف العمال حول قياداتهم النقابية وقد شهد عام 1959 في الاول من ايار عيد العمال العالمي حيث خرجت تظاهرة واسعة وعرفت بوقتها بتظاهرة (المليون) اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان عدد سكان العراق سبعة ملايين نسمة حسب احصاء 1957وكان الشيوعيون العراقيون في طليعة المتظاهرين وقد تمثلت بالعرس الجماهيري واستمرت التظاهرة 24 ساعة تملؤها الاهازيج والاغاني والدبكات العربية والكردية وباقي فئات المجتمع العراقي.

ورغم ماتعرضت له الطبقة العاملة كباقي الشعب العراقي من الاضطهاد والتعسف من قبل النظام الدكتاتوري المباد وقدمت مئات من أبنائها قربانا لحريتها بقي حزبها الحزب الشيوعي العراقي المدافع الامين عن حقوقها وحريتها وقد جاء في برنامج الحزب في المؤتمر التاسع 8 ــ13 أيار 2012 يناضل الحزب من أجل:

1 ــ  اصدار قانون جديد للعمل وتشريعات خاصة بالتنظيم النقابي والمهني بما يحمي حقوق العمال ومصالحهم الاقتصادية والاجتماعية ويحول دون تعرضهم الى الفصل الكيفي ورفع مستوى معيشتهم ويضمن حياة لائقة للمتقاعدين منهم وكبار السن.

2 ــ  الغاء القرار رقم 150 لسنة 1987 وقانون التنظيم النقابي للعمل رقم 52 لسنة 1987.

3 ــ اصدار التشريعات الكفيلة بضمان تمثيل العمال في مجالس ادارة المشاريع والمؤسسات الاقتصادية والحكومية منها على وجه الخصوص بما يؤمن مشاركة التنظيمات النقابية العمالية في رسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية.

 4 ــ رفع الحد الادنى لاجور جميع العاملين وحماية قدرته الشرائية بما يتناسب وتكاليف المعيشة المتنامية باستمرار.

5 ــ اقامة منظومة شاملة للضمان الاجتماعي ضد البطالة والعوز والاضرار الناجمة عن العمل.

عاشت الطبقة العاملة في عيدها الاغر

المجد والخلود لشهدائها الابرار

المجد والخلود لشهداء الحركة الوطنية..

ـــــــــــــــــــــ

عاصي دالي

 

 

بمناسبة الأول من أيار عيد العمال العالمي

 

أيار الدفو

أيار غيمة دفو

حبله اِبتعب عامل

تمطر حلم من تبتسم

اِحديثه اِو فرك مايل

زيدوا الفرح عالفرح

أيار يستاهل

 

شامه اِعله خد الوكت

واِعيون تجدح شمس

ضحكه اِعله شفة طفل

هلهوله ليلة عرس

امن الحزن جاب الفرح

اِمن الوحشه خضر ونس

شايل سوالف زلم

طيب اِو أمل شايل

زيدوا الفرح عالفرح

أيار يستاهل

من حمد ماخذ طبع

من كاوه بيه سوله

اِشما ضاك خلك الوكت

اِيمد خلكه اِشطوله

أيار بوسة نده

تغفه اِعله خد ورده

همسة حبيب اِو محب

جذلانه من مده

طائي الطبايع كرم

ما رد أبد سايل

زيدوا الفرح عالفرح

أيار  يستاهل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

حسين جهيد الحافظ

 

تداعيات في رحاب الأول من أيار

يوما قال الفقيد هادي العلوي ان تحت كل نخلة عراقية يجلس شاعر عراقي، وربما لست مبالغا، اذا قلت نادرا ان تقابل عراقيا لم يحاول في حياته كتابة الشعر، حتى ولو لنفسه، هذه الرغبة، أجدها تتسلل الى روح العراقيين مع غبار طلع النخيل، وكنت واحدا من هؤلاء الذين استنشقوا الطلع، وحاولت الاستظلال بسعفات نخلات الشعر، كنت في الثالثة عشرة من العمر، حين اعلن استاذي، في اللغة العربية، أبن الموصل الحدباء، المربي الفاضل، عبد الامير عبد الوهاب، عن كون ما كتبته في دفتر الانشاء كان "قصة قصيرة"، ودفعه حماسه الى ان يدور بي يومها في كل صفوف المدرسة ليعلن عن ولادة كاتب عراقي ـ هكذا مرة واحدة ! ـ.

هذا الاعلان جعلني اودع طفولتي باكرا، والنظر بجدية الى ما يعنيه لقب الكاتب، فكان ان غرقت بالقراءة ورحت أسعى لأكون هذا المعلن عنه، ولعدة سنوات كنت مشتتا وكدت اضيع بين العديد من الانواع الادبية.

كتبت للمسرح، نصوصا متواضعة قدم بعضها في البيوت من قبل فرق اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، وكتبت نصوصا حماسية للمسابقات المدرسية في الخطابة، وواصلت كتابة القصص القصيرة الساذجة وبعضها بـتأثير الاحداث وما اقرأ، وبالطبع، ومثل كل عراقي تعلم فك الحرف، حاولت كتابة الشعر أيضا!.

في سنوات دراستي الجامعية، في البصرة، عملت مراسلا لطريق الشعب، العمل الصحفي وبشيء من الاحتراف رسخ عندي القناعة بأن النثر والقصة تحديدا هي مجالي الارحب، وهي بيتي المناسب، فالصحافة علمتني الاحاطة بالتفاصيل وملاحقتها لتعزيز قدراتي في الكتابة، لكني لم اتوقف عن خربشة نصوصا اسميها شعرا، فثمة افكار تداهمك وتظن انها بذاتها تختار شكل كتابتها، الامر هنا ربما مرهون بكيمياء الروح، ويوما، في البصرة، وكنت دون العشرين من العمر، مترعا بالاحلام والامنيات والحيوية، مثل كل صحبي ورفاقي نحلق عند حواف الحلم مع كل فجر يوم جديد، وفي حفل طلابي، كنت اجلس قريبا الى الباب حين التفت لارى في أطار الباب فاتنة توشك على الدخول، النور يغطيها فتبدو كملاك، فاتنة بثوب ازرق، وثمة من ناداها فالتفت، تطاير شعرها، فأهتز قلبي، عند تلك اللحظات الحميمة ولدت سطور عفوية، فيها شيء من روح وشعر نزار قباني، راح الاصدقاء المقربين مني يتخاطفوها، صار لها عنوان مباشر جدا: "ذات الفستان الازرق"!، في النص، المتواضع، الذي ولد في لحظة الاعجاب الخالص، كتبت عن فاتنة يسبقها الضوء على مدخل الباب فتبدو كأنها ملاك، عن الازرق الذي ملأ المكان بهاء، عن شعرها الذي يتناثر فيجعل القلب يرتجف، ونشر النص في عدد من دورية "المرفأ"، التي كانت تصدر كل اسبوعين في البصرة، وأذكر أن رئيس تحرير المرفأ أشاد بالنص عند نشره، لدواع مختلفة، كتمت عن أصحابي شخصية الفتاة المعنية في النص، والذين راحوا يتبارون في التخمين ومحاولة معرفتها، راح اصدقائي، وكثير منهم احياء ويتذكرون تلك الوقائع، يقودهم الشهيد الغالي "وافي كريم مشتت"، يدفعون بي مرات عديدة في التجمعات الطلابية الى قراءة ذلك النص بالذات، كان ذلك يحدث بدوافع عديدة، ربما منها الاعجاب بالنص، ومنها المشاكسة ومحاولة احراجي ولمراقبة ردود فعلي لمعرفة هوية ذات الفستان الازرق!.

ولكن، هل يفهم البعثيون العفالقة وجلازوة منظمة الاتحاد الوطني كل هذا الذي تقدم؟!.

في يوم من أيار عام 1976، وبعد ايام من قراءة النص في سفرة طلابية، جرجروني من نادي الكلية الصغير، الى غرفة منظمة البعث الطلابية، المسماة الاتحاد الوطني، خلف الطاولة كان هناك وجوه لم تكن من طلبة الكلية، وكان أحد كوادر الاتحاد الوطني، الذي صار فيما بعد رئيسا له في كلية الادارة والاقتصاد (الاخبار تقول انه قتل في الحرب مع ايران) يقرأ بعصبية في ورقة أمامه مجموعة من الاسئلة، كانوا يريدون ان يفهموا، ماذا اعني بقولي: "ذات الفستان الازرق"؟ هل هذا يعني الطبقة العاملة وبدلتها الزرقاء؟!، وماذا يعني "لإنتفاضة شعرها يرتجف القلب"؟!، وتساءل بغضب احد الغرباء عن الكلية عن معنى: "نظراتها تحمل النور"؟!، كان يهتز وهو يتكلم ويريد أن يعرف أي نور أقصد؟! ولاكثر من ساعة، والنقاش والتهديدات تدور في ذات المربع الاول، ولم ينقذني من كل هذا سوى قدوم احد جلاوزة منظمة الاتحاد الوطني مضطربا ليعلن بأن عدد الطلبة من اصدقائي ورفاقي صار يتكاثر عند باب الغرفة بأنتظار خروجي، فتركوني وثمة من يهز يده تهديدا! لكم كان الطغاة يخافون الوان الحياة، وكم كانت البدلة الزرقاء بهية الافياء!.

ــــــــــــــــــــــــــ

يوسف أبو الفوز

ندوة اقامها مركز المعلومة للبحث والتطور

"عمال المسطر.. الحقوق والواقع"

بحضور ممثلي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وحشد من النقابيين وممثلي نقابة البناء والاخشاب والنشطاء المدنيين ووسائل الاعلام، اقام مركز المعلومة للبحث والتطوير في 27 نيسان الفائت ندوة حوارية تحت عنوان "عمال المسطر..الحقوق والواقع"، على قاعة المجلس العراقي للسلم والتضامن في بغداد.

وقد عرضت في الندوة الورقة البحثية التي اعدها المركز خلال شهري آذار ونيسان من العام الحالي، وسلط فيها الضوء على معاناة عمال المسطر، عبر اجراء سلسلة من اللقاءات مع العمال انفسهم واصحاب العمل ونقابة العمال ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، بعد ذلك تحدث ممثل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية مخلص رونان، فقال ان القطاع غير المنظم هو مشكلة يعاني منها العالم وليس العراق فقط، حيث يوجد حوالي 80 - 85 بالمئة من قطاعات العمل غير منظمة، ومنها قطاع عمال المسطر، واضاف ان وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تعمل على تسجيل العاطلين وتحديد المهارات التي يتمتع بها العاطل، اما شريحة عمال المسطر فتسعى الوزارة الى تسجيل اسمائهم على اعتبار انهم ضمن القطاع غير المنظم، ويجري توفير قاعدة بيانات شاملة لهم.

تحسين حيدر من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ايضا قال ان النقطة الاساسية هي التمييز بين العمل المنظم والعمل غير المنظم، وان العمل المنظم  يكون تحت اشراف وتوجيه رب العمل، اما عمال المسطر، فهم جزء من شريحة العمال الذين يعملون بشكل غير منظم، وان العمل غير المنظم لا تتم السيطرة عليه في جميع دول العالم، وتوجد دراسات وبحوث لتنظيمه، نحن لدينا قانون العمل وقانون التقاعد وتطبيقهما ملزم من قبل اصحاب العمل لكن ورغم ذلك توجد مخالفات عديدة، واضاف انه بموجب قانون التقاعد والضمان الاجتماعي يقوم صاحب العمل بدفع 12 بالمائة من اجر العامل والعامل يدفع 5 بالمئة فيكون المجموع 17 بالمئة، لكن هذا القرار لا يشمل عمال المسطر كون عملهم غير منتظم، السيد كريم لفتة سندان رئيس نقابة عمال البناء في العراق قال من جانبه: ان القطاع غير المنظم لا يوجد في العراق فقط، وانما من خلال زياراتنا المتكررة الى الدول العربية، نجد نفس المشكلة، لاننا نسلط الضوء على عمال المسطر باعتبارهم ضمن اختصاصنا، لكن العمل غير المنظم نستطيع في بعض الاحيان ان ننظمه، وفي السابق قدمنا دراسة بهذا الخصوص بالتعاون مع الوزارة، ولو تم تطبيق هذه الدراسة لكان عمال المسطر قطاعا منظما ويمكن الاستفادة منه بشكل كبير، وتتضمن الدراسة اولا توفير اماكن مخصصة للعمال، يكون فيها مكتب تشغيل، فضلا عن لجنة نقابية، وعن طريقها يتم توفير عمل منظم لعمال المسطر.

وقال الدكتور عقيل الناصري ان هذه المشكلة تتعلق بعمال المسطر فقط، فهي تسلط الضوء على الواقع العمالي في العراق بشكل عام، وقد قدمت دراسات بهذا الخصوص، لكن الظروف الفكرية والسياسية منعت الاستفادة من هذه الدراسات، والنقطة الثانية هي فشل وزارة العمل وفشل مؤسساتها، وهذا يعود الى عدم تنظيم مؤسسة العمل نفسها، اما في التفتيش فجميعنا نعرف ضعف جهاز التفتيش في وزارة العمل.

وتحدث الدكتور احمد علي ابراهيم قائلا: انا من ارباب العمل، فانا اطلب باستمرار عمالا من وزارة العمل،  والوزارة تبحث في قاعدة المعلومات الموجودة لديها، لكن غالبا ما تبعث عمالا لايتلائمون مع متطلبات سوق العمل، يوجد نقص في المعلومات، ويجب على وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تحديث المعلومات التي لديها.

وفي ختام الندوة اقرت التوصيات التي رأى المشاركون ضرورة العمل عليها وهي:

• تفعيل القوانين والتشريعات العراقية الخاصة بحقوق العمال، وشمول عمال المسطر بها، مع التصديق على الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق العمال.

• شمول جميع عمال المسطر بضمانات الصحة والسلامة المهنية والاجتماعية، بعد جرد مواقع تواجدهم ومواقع عملهم.

• تنظيم الساحات العامة التي يتواجد فيها العمال، بما يضمن حصول الجميع على فرص عمل بشكل عادل، وبما يضمن سلامة العمال.

• تحديد الحد الأدنى لأجور العمل، مع التأكيد على ان عدة العمل وغيرها من احتياجات العمل يجب ان يوفرها صاحب العمل وليس العمال.

• تفعيل دور النقابة في مجال الرقابة والمدافعة عن حقوق العمال عبر دورات تدريبية للنقابيين، وزيادة قدرات القيادات النقابية على دفع الحركة النقابية لتأخذ دورها في الدفاع عن العمال وتضمن حقوقهم.

• اعطاء الفرصة لعمال المسطر لكي يتمتعوا بالعطل الرسمية وغيرها من المناسبات، مثل أقرانهم من عمال القطاع العام.

• محاسبة اصحاب العمل على عدم توفير ظروف عمل لائقة لعمال المسطر.

• الغاء القانون رقم 150 لعام 1987 الذي ينص على تحويل العمال الى موظفين.

• شمول عامل المسطر بغلاء المعيشة وتغير الاسعار اليومية للسلع الاساسية.

• شمول عامل المسطر بالمواد من 68 الى 77 من قانون العمل المقترح.

• انصاف المرأة عاملة المسطر او التي تنتظر فرصة عمل يومية اسوة بزميلها العامل.

• الغاء او تعديل قوانين وتشريعات النظام السابق حول العمال والعمل النقابي، كونها شرعت في ظل نظام سياسي دكتاتوري ولا تتلاءم مع النظام الديمقراطي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملف جريدة "طريق الشعب"

الثلاثاء 30/ 4/ 2013