في حفل بهيج ووسط أجواء آسرة أقام منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي يوم الأحد 22/9/2013 وعلى قاعة كاسولا للفنون مهرجان "اليوم الثقافي العراقي" وذلك برعاية دائرة الهجرة والجنسية الأسترالية ومفوضية علاقات المجتمع CRCوالبنك العربي استرالي ودعم مركزي فيرفيلد وليفربول لموارد المهاجرين وممثلية حكومة اقليم كردستان العراق في استراليا وقنصلية العراق في سيدني ومنظمة ستارتس STARTTS ووالمركز الإجتماعي لموارد المهاجرين CMRC والمجلس العربي الأسترالي . حضر المهرجان السادة اندرو روهان عضو البرلمان عن منطقة سمثفيلد ولوري فيرغسون عضو البرلمان عن منطة وروا وتوني عيسى عضو البرلمان عن غرانفيل و كرس هسز عن فولر وهافال عزيزممثل حكومة إقليم كردستان ومظفر الجبوري القائم باعمال قنصل العراق في سيدني وجو رزق المدير العام للبنك العربي استراليا وغاس بلوت رئيس المجاس البلدي في ليفربول و بريان تروي رئيس بلدية بوتني بي وممثلي عدد كبير من منظمات المجتمع المدني الاسترالي والمنظمات العراقية وعدد كبير من الحاضرين الذين غصت بهم قاعة المهرجان.
إفتتح المهرجان الأستاذ فراس ناجي رئيس اللجنة الثقافية في منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي حيث رحب بالحاضرين وأشار الى فقرات اليوم الثقافي التي تم تقديمها جميعا ً باللغة الإنجليزية وذلك للوصول الى المجتمع الاسترالي الواسع ولعكس صورة أخرى للعراق المتعدد الألوان والثقافات غير تلك التي تسود المشهد العراقي اليوم. تلى ذلك كلمة عضو البرلمان الأسترالي عن منطقة سمثفيلد الأستاذ آندرو روهان الذي أثنى على جهود المنتدى وعبر عن إعتزازه بالدور الرائد الذي يقوم به في تمثيل الجالية العراقية في أستراليا
تلى ذلك كلمة الدكتور أحمد الربيعي رئيس منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي الذي رحب بالحاضرين وتطرق الى الوضع الراهن في العراق والذي جاء كنتيجة حتمية لعقود من سيطرة الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة وماسببته من حروب متتالية وخنق للحريات المدنية وماتلاها من احتلال أدى الى تغيير للمنظومة السياسية والاجتماعية في بلد طالما عاش فيه أبناؤه بتناغم وانسجام لآلاف من السنين مضت. هذا وأشار الدكتور الربيعي الى أنه سيبقى للعراق وجهه المشرق الآخر الذي يجب أن يسلط الضوء عليه ليراه العالم ويرى من خلاله أبناءه يجمعهم إنتمائهم لوطنهم لا لمعايير ثقافية أو دينية أو سياسية ضيقة سيتحتم عليها أن تتنحى يوما ًليسود فيها ذلك الوجه المشرق.
ثم إستهلت فقرات المهرجان بالقسم الأول الذي كان بعنوان "دراسات" وهو عبارة عن ثلاث محاضرات ألقاها الباحثون الدكتور أحمد الربيعي والدكتور ضياء البكري والدكتورة لوسي سوربيلو. قدم في البدء الدكتور أحمد الربيعي رئيس المنتدى دراسة تحت عنوان ".كلفة واثار الحروب على العراق" تطرق في مستهلها الى ان الحروب واقترانها بالدكتاتورية قد أثرت أشد التأثير على واقعه السياسي والإجتماعي والثقافي حتى صار من المستحيل تفهم التحولات التي مر بها المجتمع العراقي دون الرجوع إليها واشار الى ان تلك الحروب كان لها دوما شقها الداخلي ضد معارضي النظام والحركة التحررية الكردية .اشتملت الدراسة على عرض موجز للإحصائيات العالمية للخسائر المادية والبشرية التي نتجت عن الحروب الثلاث الاخيرة التي شهدها العراق والحصار الإقتصادي بالإضافة الى الخسائر الغير مباشرة ثم مر على انعكاسات تلك الحروب بالارقام على الصحة والبيئة والمجتمع وما انتهى اليه العراق من تفكك مجتمعي وانزياحات حادة تمثات باضمحلال الطبقة المتوسطة وتلاشي دور الانتلجنسيا والنكوص الى العلاقات العشائرية والمناطقية والهجرة ببعديها الخارجي والخارجي ونزيف العقول والكفاءات والاهتزاز في النسيج الاجتماعي الخ . وختم الدكتور الربيعي دراسته بنتيجة مفادها أن الحل يكمن في إقامة دولة مدنية تنأى بالعراق عن أية مصالح حزبية أو مذهبية أو عرقية ضيقة وتضمن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية لشعبه لتسود بعد طول غياب .
تلى ذلك دراسة الدكتورضياء البكري المختص بالثروة المائيةوقد كانت تحت عنوان "أهوار العراق : مهد الحضارة وجنة عدن" والتي تناولت تأريخ منطقة الأهوار في جنوب العراق كونها مهد الحضارة السومرية التي تعد أول حضارة شهدها العالم قبل أكثر من خمسة آلاف سنة. تحدث الدكتور البكري في دراسته عن تكون المنطقة وإزدهارها وثقافتها ثم ما قام به النظام الدكتاتوري البائد من تجفيف للأهوار وقضاءه على واحدة من أقدم البيئات الطبيعية في العالم الأمر الذي أثر سلبا ً على مناخ المنطقة وحياة العديد من الطبور والأسماك التي كانت الأهوار موطنا ً لها منذ آلاف السنين بالاضافة الى ـاثيرها المدمرلحياة سكانها. هذا وختم الدكتور البكري دراسته ببارقة أمل في إحياء أهوار العراق من جديد حيث بين أنه قد تم استعادة 40% منها بعد إزالة العوائق التي وضعها النظام البائد لمنع دجلة والفرات من رفدها بالمياه لكن عملا ضخما ينتظرالعراق للعودة بالاهوارالى خصب سابق عهدها.
ثم جاء دور الدراسة الأخيرة لتقدمها الدكتورة لوسي سوربيلو الاستاذة في جامعة سدني حيث تناولت السينما العراقية ومراحل تطورها وتأثرها بالأوضاع السائدة وما تعرضت له من رقابة وقمع تحت ظل الحكم الدكتاتوري البائد شأنها شأن كافة أوجه الثقافة الأخرى ,ثم مرت على محطات عدة من الانجاز العراقي في مجال السينما كما أشارت الدكتورة.لوسي الى التطور الكبير الذي حصل للسينما العراقية بعد سقوط النظام الكتاتوري والاسام الكبير لسينمائيي المهجرما نقل السينما العراقية الى مرحلة جديدة لتشارك في المهرجانات العالمية وتحوز بعض أعمالها على إعجاب العاملين عليها. أعقب الدراسات فتح باب النقاش حيث تم طرح الأسئلة والإجابة عليها من قبل الباحثين في فاصل اداره المهندس فراس ناجي بمساعدة الشابة ليال ناجي, بطلة فيلم "مملكة ابو نؤاس".
وفي فقرة رائعة بعنوان "ألوان مابين الرافدين" إمتزج فيها فن التصوير السينمائي والموسيقى والرقص الفلوكلوري العراقي تم عرض فيلم أبدعت في اخراجه المخرجة العراقية الشابة زهراء السماوي خصيصا ً لليوم الثقافي العراقي ومثلته الشابة الموهوبة مينا جودت واسهم في انتاجه نخبة ضمت الفنانين حيدر عباس وليلى ناجي وعبد الله خوشناوووديان العبودي. قدم الفيلم شخصية هاوية موسيقى شابة تتلقى من جدها هدية تتضمن صررا ً تمثل كل واحدة منها لونا ً من ألوان الموسيقى العراقية من شمال العراق الى جنوبه يعقبه من على قاعة المسرح غناء ورقص يمثل كل المنطقة من عراقنا الحبيب . صاحب الرقصات الفولوكلورية عزف الفرقة الموسيقية بقيادة الفنانين عبد الله خوشناووعماد رحيم والعازفين محمد صالح وابراهيم الصباحي ومهند الرسام وغناء الفنانة.سهام غريب.ومطرب المقام توفيق هاني باشتراك الفرقة الاشورية وفرقة الدبكة الكردية وفرقة الجوبي وفرقة تريزكا .ويذكر ان تصميم وتنفيذ الاعمال الفنية للمهرجان قد اضظلع بها التشكيلي المبدع حيدر عباس.
وفي القسم الأخير من اليوم الثقافي العراقي قدمت الإعلامية الشابة وديان العبودي "مهرجان الأفلام القصيرة" حيث عرض من خلاله اربعة افلام قصيرة هي: "مملكة أبو نواس" من إخراج المخرجة الشابة زهراء السماوي و "محمد" من إخراج علي كاظم و "حوار" للمخرج كفاية صالح وفيلم "ارض الابطال"للمخرج "ساهم عمر خليفة" نالت إعجاب الحاضرين حيث عكست جانبا ً من الإبداع السينمائي العراقي في أستراليا والعراق والذي ينبئ بالمزيد من النجاح والتميز.
تضمن المهرجان تقديم شهادات تقديرية لكل من مقدمي الدراسات : الدكتور أحمد الربيعي والدكتور ضياءالبكري والدكتورة لوسي سوربيلو.والمخرجين زهراء السماوي وعلي كاظم.
هذا وقد شهدت قاعة الاستقبال معرضا فنيا تشكيليا كان قد افتتح خلال الاسبوع الذي سبق المهرجان وكان بين المشاركين فيه الفنانين العراقيين حيدر عباس واغنار نيازي وادريس فريتي وعاطف العبودي.كما ازدانت القاعة بمعرض جميل للاثار والمخطوطات المندائية ابدع في اعدادها وابرازها المهندس ماجد فندي فيما حولت الفنانة مي جميل و د ناديا الحافظ و د علياء الالوسي و د رنا حلمي الركن المخصص للاستقبال الى نافذة ابداعية عكست ذوقا راقيا .
تم إختتام المهرجان الذي نقل الحاضرين الى العراق الحبيب ودفء أزمان جمعت أبناءه في أحياء تعج بالحياة ألوانا ًعراقية ليضيف بذلك الى سجل المنتدى الطويل يوما ً عراقيا ً لاينسى علت أنغامه فوق ضوضاء التعصب والتحزب والرصاص وغطت ألوانه لون الدم والرماد لتمنح الأمل بغد أفضل آت لامحالة.
للاطلاع على تفصيلات الاحتفالية يمكن العودة الى الرابطين:
الجزء الاول https://www.youtube.com/watch?v=4y7QuHFWzAY
الجزء الثاني https://www.youtube.com/watch?v=dNgGqYfzPH0