دعا الحزب الشيوعي العراقي الى تهيئة الأجواء الايجابية لعقد مؤتمر وطني شامل عبر التهدئة، وايقاف التصعيد، ومنع تدهور الاوضاع، بإجراءات عملية وممارسات صادقة فعلية، لا عبر مهرجانات شكلية، ووعود غير جادة، وتعهدات لا ترى النور.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سكرتير الحزب حميد مجيد موسى، عصر الخميس 3 تشرين الاول 2013، أثناء تدشينه باكورة احتفالات الحزب بالعيد الـ 80 لتأسيسه، وذلك على قاعة بهو البلدية في مدينة الناصرية.

وأضاف حميد موسى: "دعونا الى عقد مؤتمر وطني شامل يضم كل القوى والاطراف ذات العلاقة بانقاذ العملية السياسية، ووضع البلد على طريق التطور السلمي ـ الديمقراطي السليم، عبر الحوار الجاد والتفاهم والبحث عن المشتركات والحلول الوسط التي تعيد للبلد وضعه الطبيعي وتؤمن تطوره، بوتائر متصاعدة".

وبخصوص المناسبة، دعا حميد موسى رفيقات الحزب ورفاقه الى "الاندماج بجماهير شعبنا ومع حقوق مواطنيه، لتشكيل القوة الضاغطة على تطورات الأحداث، وبما يخدم عموم الشعب وكادحيه خاصة"، كما أكد على "توسيع جبهة القوى الديمقراطية وتيارها الناهض لتلعب دورها المنشود في اعادة بناء الوطن ومؤسساته على الاسس التي تخدم جموع مواطنيه بروح العدالة والانصاف، وان ننشط كل الجهود التي من شأنها تشكيل تحالف انتخابي واسع يتعامل بجدارة وثقة مع الاستحقاق الانتخابي البرلماني القادم".

وكان القيادي في الحزب الشيوعي مفيد الجزائري قد بدأ الاحتفال، بعد نشيد "موطني"، بكلمة جاء فيها: "فريدة هذه اللحظات التي نعيشها في الناصرية، ناصرية التاريخ وعبقه، والموروث وثرائه، والثقافة والابداع والجمال، ناصرية الوطن والنضال والوطنية الاصيلة الثابتة الجسور...) ثم دعا الحضور الى الوقوف دقيقة عرفان ووفاء وتحية لشهداء الحزب والشعب والوطن.

بعدئذ، ألقى نائب محافظ ذي قار الاستاذ أبو ذر العمر كلمة معبرة بالمناسبة، منها: "انتابتني حيرة كبيرة، حين أردت الكتابة في هذه المناسبة العطرة، فمن أين أبدأ؟ لكنني لملمت شتات نفسي، وبدأت أكتب من حيث يجب أن اكتب، فمنذ ثلاثينات القرن الماضي، وفي عالم يغط في فوضى عارمة متمثلة في صعود الاحزاب اليمينية والفاشية، بزغ هنا فجر جديد، من وسط الفقراء والضعفاء والمهمشين.

ومنذ تلك اللحظة التاريخية، يواصل الحزب الشيوعي العراقي كفاحة المعمّد بتضحيات كبيرة وغالية من اجل تحقيق هدفه النبيل في (وطن حر وشعب سعيد)، فقد مارس العمل السياسي السريّ وتمرس عليه، مدركا كل المخاطر التي كانت تهدد حياة أعضائه، وقاد كفاح العمال والفلاحين والطلبة، مع القوى الوطنية والخيّرة).

 ثم قرأ الشاعر ابراهيم الخياط مقاطع منتخبة من قصيدة (وردة النار في العصور) الملحمية للشاعر المعروف ياسين طه حافظ الذي منعه عارض صحي من حضور الفعالية، ومنها:

(بدأ العالم يسمع صوتا آخرَ في الريح:

ـ ستمرّ بكم عاصفة

فاحتملوها، عند الفجر ستنكسرُ،

لا تسأل فيها كيف العجلاتُ تدور

فخلايا النحل السريّة،

في المعمل، في الدائرة المحروسة، في

الحقل النائي، في الجبل الملتفّ الاشجار

وفي البادية القفر وفي الأهوارْ

تنجز أمرا صعبا،

الموسيقى انطلقت من كل الأوتارْ)

وأعقبها فاصل غنائي لفرقة (سومريون) من بغداد التي قدمت مقصورة الجواهري "سلام على هضبات العراق" و"اثمانين.. حيل وشباب وكمره" و"امبارك امبارك" و"للناصرية"، ثم تواصل المحتفلون الذين اكتظت بهم قاعة البهو مع قصيدتين شعبيتين للشاعرين حسين البهادلي من الكوت وعادل العضاض من الناصرية.

وكانت مفاجأة كبيرة أن يصعد الفنان حسين نعمة الى المنصة ويعبّر عن فرحه وبهجته وزهوه بالعيد وبالحزب، وتحية للمناسبة غنى اثنتين من أغانيه "سلم عليه" و"يا نعيمة".

وقبل الختام قدمت فرقة icp للغناء السياسي فاصلا جذابا، واختتمت الاحتفالية الكبرى بأغان وطنية ووجدانية وفولكلورية لفرقة التراث الريفي بقيادة الفنان ماجد حسين الصياد.

هذا وتلقى الحفل برقيات عدة، منها:

 أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي المحترمون

أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي المحترمون

الاخوة المحتفلون في بهو الحرية، اهنئكم بالذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، واستذكر معكم المواقف النضالية التي جمعتنا واياكم في مواجهة الدكتاتورية، والتي أأمل أن تكون دافعا لتوحيد المواقف، بما يعود على شعبنا العراقي بالاستقرار والامن والتقدم والتنمية.

اننا ـ اليوم ـ مدعوون جميعا الى الوقوف في خندق واحد ضد الارهاب والفساد والتآمر الدولي والاقليمي، وعلينا المبادرة لبناء جسور الثقة بين الاحزاب والحركات الوطنية المناضلة.

اخوكم

حسن السنيد

رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية

3/ 10/ 2013

دوما يكون الخريف في العراق جميلا، رائقا، لذيذا، لأنه يأتي بعد فصل ساخن من القيظ والسموم، ولكن الشيوعيين خلعوا بردة الربيع على خريف هذا العام، فصار يحمل صبا الجنائن ورونق الوصايا وزغاريد العيد.