إحتفى منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي يوم الأحد المصادف 28/4/2013  بعالم الإجتماع الكبير الأستاذ علي الوردي في أمسية ثقافية متميزة  قدم فيها ضيف المنتدى البروفيسور معن خليل العمر زميل العالم الكبير محاضرة قيمة بعنوان "فرضيات علي الوردي بين الماضي والحاضر" . حضر الأمسية نخبة من ممثلي وسائل الإعلام وعدد كبير من أبناء الجالية العراقية في أستراليا.

إفتتحت الأمسية بكلمة الدكتور أحمد الربيعي رئيس منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي الذي رحب بالضيف الكريم وبالحاضرين وتحدث عن الدكتور علي الوردي رائد علم الإجتماع في العراق مشيرا ً الى منجزه العلمي الكبير المتمثل بالتأسيس لنظرية إجتماعية علمية حول طبيعة المجتمع العراقي في زمن افتقر الى أدوات البحث العلمي في هذا المجال. هذا وقد أشار الدكتور الربيعي الى أن الوردي اعتمد في منهجه مزج نظريات علم الإجتماع التي عاصرها بمنهج ابن خلدون ولم يركن الى التطبيق الجامد لنظريات هذا العلم على المجتمع العراقي بل اعتمد أيضا ً على الخصوصيات المميزة للمجتمع العراقي بسبب تأثير العوامل المختلفة التي ساهمت في تشكيله على مر العصور. ومن جهة أخرى فقد أثنى الدكتور الربيعي على  الدكتور الوردي كرائد من رواد العلمانية  والدولة المدنية ,ناضل من أجل أن تسود قيم الحضارة والمدنية في مواجهة قيم البداوة والقروية وعارض تمدد دور رجال الدين واستخدام الدين في خدمة السياسة والنظم الجائرة كما فند اسس الخلاف الطائفي واحاله الى الى اختلاف تاريخي لاطائل من ورائه.

تلى الكلمة عرض فيلم عن حياة الوردي مع مقاطع من مقابلة أجريت معه اواخر السبعينات.

ومن ثم جاء دور البروفيسور معن خليل العمر تلميذ الدكتور الوردي وزميله والذي يعد علما ً آخر من أعلام علم الإجتماع في العراق حيث ألقى محاضرة بعنوان "فرضيات علي الوردي بين الماضي والحاضر" عرض فيها بإيجاز شهادته حول المنجز العلمي للدكتور الوردي وتحليله للشخصية العراقية والمجتمع العراقي والعوامل الإجتماعية والسياسية العديدة التي أثرت في تشكيلهما حيث توقف عند منهج الوردي والمصادرالمتنوعة التي اعتمدها في صياغة فرضياته التي قامت على محاور ثلاث هي صراع قيم الحضارة وقيم البداوة ,وتناقض الشخصية العراقية, والتناشز الاجتماعي . ومن جهة أخرى فقد أشار االدكتور العمر الى إنفراد الدكتور الوردي بالبساطة في الطرح وعدم المداهنة والجرأة مما أدى الى إستعدائه لفئات متعددة من المجتمع العراقي إلا أنه شأنه شأن جميع المجددين والرواد ظل ثابتا ً على آرائه حتى آخر يوم من أيام حياته .

اعقب المحاضرة حوارية مفتوحة ساهم فيها العديد من الحضوربمداخلات واضافات واسئلة  اغنت الامسية وزادتها حيوية بالترافق مع اجابات وتعليقات البروفيسور العمر وابرزت الكثيرمن الطروحات والأفكار حول العالم الكبير الذي لم ينل من التكريم والإحتفاء مايليق بمكانته العلمية ودوره في مجال علم الإجتماع الذي برز فيه وبجدارة كرائد ومؤسس لمدرسة متميزة فتحت الباب لأجيال من الباحثين الذين وجدوا في أفكاره ورؤاه رافدا ً للمزيد من البحث وسبل المعرفة.