دون مقدمات         /      نجم خطاوي                                                                 

مركب بقبطان أعمى

أهون من مركب

قبطانه لئيم

لا يجيد السباحة.

.........

نهايات حزينة

أقل وجعاً

من بدايات رتيبة.

.............

يظل طول المسير

أهون إيلاماً

من غباء الوقوف

وانتظار المجهول.

.........

أن تصمت

متذرعاً بالخرس

أجدر من

تواصل هذرك

مدعياً المعرفة.

..........

من أين لي دراية

بتلك التي

حملتها فوق كتفي

وكانت تفكر في مكر

في كيف تجز عنقي.

.........

قميص بلدي متهرئ

أفضل ألف مرة

من قميص مهلهل

مطرز بمرجان الغربة.

........

ما جدوى الصديق

حين يضيع الطريق

وما أوحش الطريق

حين يشح الصديق.

.......

عذاب ألف قبر

أهون من وجع غربة

في ليلة موحشة.

...........

لقد كتبوا التعازي

والمعني الميت

لا زال يشم الشهيق

وفي أتم الصحة.

.........

هراء كبير

وبلادة شاعر

وأنت تستذكر

نخلة أهلك

وسط وحشة الغابات السود

هناك عند

تخوم قرى فيرملاند

تلك التي لا تتقن

سوى حروف الصمت

وفنون الكآبة.

.......

في ساحات ستوكهولم

خلف القمصان البيض

نافرة تفر نهود الصبايا

 كحمامات خائفة.

ومثل قمم فضية بعيدة

خلف القمصان البيض

تبدو شامخة

لكن ما نفع التمني

والتسلق ممنوع...

.......

أربعون عاماً

ولا زلت أنا الغريب

أقف مثل حجرة جبل صلدة

هناك عند شاطئ البحر

في انتظار مركب قديم

يوصلني صوب دجلة.

........

في ساحة العامل

وسط مدينة السجن والسدة

كنت أبحث

عن صاحبي الشيوعي العنيد

عن المسطر والعمال

عن المساحي والطوس والفؤوس

عن رائحة طابوق

وكلام عن النقابة.

في ساحة العامل

لا أصوات

سوى طرقات دومينو

ومقاهي كالأميبيا

وصخب بليد

وهرج ومرج.

........

 في الكوت

كنت أبحث

عن سجن الكوت

عن من يدلني

على أمجاد قديمة

ورائحة ثورة ورأس مال

عن قاووش فهد وحازم

عن هاشم جلاب والخضري.

فضاء غريب

وذاكرة خربة

لا شيء سوى الفوضى

باعة سجائر وخردة

دكاكين صرافة

وعملات أجنبية.

...........

القطار الطويل

فر سريعاً

ومر بكل المحطات

دون محطتي.

مصيبة كبيرة

حين يجهل المسافر

اسم محطته

وعنوان أهله.

.........

في كل مرة

أودعك سر حكاياتي

وأحلامي البريئة

وأعلم تماماً

إن اكتراثك هائل

وجيوبك مثقوبة.

 

ستوكهولم شارهولمن

 الأول من أيلول الخريفي 2017